جولة أودي Q3 عبر الصين

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
جولة أودي Q3 عبر الصين

شبابية وعائلية ويمكن الإعتماد عليها

في أقاصي بقاع الأرض وتحديداً في جنوب الصين، كان لـ أمجد ابيش لقاء مع أودي Q3 إمتد لأربعة أيام وأكثر من 2000... كيلومتر!

في إحدى الساحات العامة في وسط العاصمة الصينية بيكين، كان هناك 20 أودي Q3 تم ركنها لتتباهى بلونها البرتقالي اللماع الذي لم يتوقف عن اللمعان بسبب مصابيح الإنارة الليلية القوية وشاشات عرض تحتوي على 14,5 مليون مصباح LED كانت تعلن أن صبيحة اليوم التالي سيشهد إنطلاق جولة أودي Q3 عبر الصين. هذه الجولة التي يبلغ طولها 5700 كيلومتر والتي كانت مجلة توب جير العربية واحدة من وسائل الإعلام المتخصصة القليلة التي كان لها الحظ بالمشاركة فيها وتحديداً في مرحلتها الأولى التي إمتدت لمسافة 2078 كيلومتراً من الطرقات الصينية توجب علينا أن نقطعها على أربعة مراحل تتجه الأولى منها الى منطقة جينان التي تبعد 462 كيلومتراً عن العاصمة الصينية. أما المرحلة الثانية، فقد إنطلقت من جينان على طريق بطول 546 كيلومتر نحو مدينة كينغداو ومنها الى نانجينغ التي تبعد حوالي 635 كيلومتر. أما المرحلة الرابعة من جولتنا، فقد إنطلقت من نانجينغ الى شانغهاي عبر 435 كيلومتر من الطرقات الصينية التي تتطلب دراية وخبرة عاليتين في أصول القيادة ذلك أن القوانين التي يتبعها الصينيون على طرقاتهم لا تمت بصلة الى القوانين المرورية التي يعرفها العالم أجمع.

وفي صبيحة يوم الإنطلاق، كان لنا لقاء سريع مع مايكل ديك، مدير التطوير التقني لدى أودي والذي أخبرنا أن الصين باتت بمثابة عمود أساس في أستراتيجيات نمو أودي، خصوصاً أنها السوق الأولى لعالم صناعة السيارات. وأضاف ديك أن أودي لن تكافح للمحافظة على صدارتها لهذه السوق وحسب، بل ستقوم بكل ما أوتيت من جهد لزيادة إنتشارها وتوسيع أعمالها. وهنا يبدو أن Q3 تلعب دوراً مهماً في هذا السياق، خصوصاً أن أودي ستبدأ بإنتاجها في منطقة شانغشون خلال العام 2012 معتمدةً على النمو الهائل الذي شهده سوق سيارات الـ SUV في الصين خلال السنوات القليلة الأخيرة. وفي هذا السياق، يضيف ديك أن Q3 التي تتوجه الى الجيل الشاب ستلعب دوراً رئيسياً وبالأخص في المدن الكبرى.

ومن العاصمة بيكين التي تشتهر بأبنيتها الشاهقة الإرتفاع، كان الإنطلاق في رحلة بطول 462 كلم سيطر عليها الطقس المشمس الذي يبدو أنه خفف التوتر الذي يشعر به الصينيون خلف مقود سياراتهم، الأمر الذي إنعكس على شكل قيادة هادئة إزدادت متعتها بالنسبة لنا لأننا كنا خلف مقود سيارة تحمل شعار الدوائر الأربعة وتتميز بجودة تصنيعية متقدمة يقل نظيرها في هذا القطاع من السيارات. ومن خلف مقود Q3 وعلى الرغم من أن هذه زيارتنا الأولى الى الصين، لم نشعر بأي نوع من القلق لأن جهاز الملاحة الذي تم تحديد معاييره لإيصالنا الى منطقة جينان تميز بدقته الهائلة وبحيث لم يكن الفارق بين المعلومات التي كانت تظهر على شاشة جهاز الملاحة وبين الواقع يزيد عن نصف متر وهذا ما رفع من شعورنا بالأمان في مدينة يزيد عدد سكانها عن 17 مليون شخص يتجول عدد هائل منهم في المدينة مشياً على الأقدام أو على متن الدراجات الهوائية. وفي المدينة حيث أصوات المنبهات الصوتية للسيارات لا يتوقف، لم يكن بإمكاننا إلا أن نلاحظ مدى الهدؤ الذي كان مسيطراً على مقصورة Q3 وليؤكد ذلك لنا أن الجهد الذي قامت به أودي في سبيل تزويد Q3 بعزل صوتي فعال كان ناجحاً بإمتياز.

ومع خروجنا من المدينة وإستلامنا للطريق السريعة التي تتجه جنوباً، كان السير خفيفاً ولنكتشف لاحقاً أن السبب يعود الى بوابات العبور. وعلى الرغم من تواجد أعداد قليلة من السيارات السياحية، إلا أننا لم نتوقف عن مصادفة شاحنات النقل بمختلف القياسات والتي تميز معظمها بطريقة تحميله غير الآمنة. وعلى هذه الطرقات، كان لا بد لنا من تجاوز هذه الشاحنات بشكل مستمر ولنلاحظ مستوى التماسك المتقدم الذي تتحلى به Q3 وبالأخص في ظل الرياح الجانبية. وبعد حوالي ساعتين من القيادة المتواصلة، وصلنا الى مدينة تيانجين التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين والتي تشتهر ببلاط عائلة تشي الذي يتألف من أكثر من 278 غرفة بنتها عائلة تشي الغنية والتي كانت فيما مضى تشتهر بتعاطيها التجارة. ومن تيانجين، إستمرينا بالقيادة معتمدين على جهاز الملاحة الذي أخذنا جنوباً بإتجاه جينان التي يسكنها حوالي 3 ملايين نسمة والتي تشتهر بحديقة بواتو الربيعية في وسط المدينة وبعدد الجبال الذي يحيط بها والملئ بالتماثيل البوذية الفنية التي تستقطب أعداداً هائلة من السياح سنوياً.

ومع وصولنا الى جينان حيث قضينا الليل، لم نتمكن من التغاضي عن أمر مهم وهو أننا قدنا لمسافة طويلة ولساعات وساعات لم نشعر بنهايتها بأي نوع من التعب وليبدو لنا أن السبب في ذلك يعود الى Q3 التي قررت أودي أن لا تساوم في عوامل الراحة فيها سواء كان ذلك لجهة راحة الجلوس والإنتقال أو لناحية عملانية إستعمال مكونات السيارة.

في اليوم التالي، كان أمامنا 546 كلم من الطرقات التي تصل بين جينان وكينغداو وقد بدأت هذه الكيلومترات في الصباح حيث علقنا بزحمة السير الخانقة في جينان والتي يبدو أن السبيل الوحيد لمواجهتها يتمثل بإغلاق نوافذ Q3 وإستغلال النظام الموسيقي الذي يتميز بنقاوة صوتية عالية. وهنا كان حظنا جيداً لأن أحد الزملاء كان قد إستقدم معه أسطوانة CD للمطربة فيروز التي كان صوتها العذب بمثابة حبوب مهدئة للأعصاب تمكنا معه من عبور الزحمة الخانقة والوصول الى الطرقات الخارجية التي تتجه صعوداً في الجبال لتصل الى إرتفاع 900 متر عن سطح البحر حيث تعبر في الريف الصيني بين القرى التي كانت إحداها مغلقة بسبب مهرجان التسويق الأسبوعي الذي يقوم خلاله أهل القرى المجاورة بإغلاق الطريق العام وإقامة أكشاك صغيرة يبيعون عبرها منتجاتهم الزراعية والمنزلية. ومع متابعة الطريق، مررنا قرب جبل تاي شان الذي يصل إرتفاعه الى 1532 متر والذي يقول الصينيون أنه واحد من جبال تاو الخمسة المقدسة منذ القرن الحادي عشر. وتشتهر هذه الجبال بأنها كانت مقصداً للفيلسوف كونفوشيوس وللقائد ماو تسي تونغ ولستة أباطرة صينيين قديمين. ومن هذه الجبال، وصلنا الى منطقة كوفو التي عاش فيها كونفوشيوس والتي تتميز بسور كبير يحيط بها وبمعبد كونفوشيوس وحدائقه التسعة وأبنيته التاريخية القديمة. وبعد وقفة «سياحية» تابعنا المسير نحو كينغداو التي كانت تحت الإحتلال الألماني لغاية العام 1914. وفي هذه المدينة التي غزتها الحضارة الصينية وأبعدت عنها الروح الأوروبية عبر بناء الأبراج العالية والجسور الضخمة والمجمعات السكنية الفخمة.

ومن كينغداو، كان الإنطلاق على متن Q3 نحو جسر كينغداو ـ هايوان الذي يمر فوق خليج جياوزهو ليصل بين كينغداو وهوانغداو عابراً مسافة 42,58 كلم الذي يعتمد على 2,3 مليون متر مكعب من الإسمنت و450 ألف طن من الحديد. ومن على هذا الجسر، لم نتوقف لتأمل عظمة الهندسة المعاصرة لهذا الجسر، بل للتعمق بالميزانيات الضخمة التي تنفقها الحكومة الصينية في سبيل توفير شبكة إتصال ونقل يفترض بها أن تصبح الأهم في العالم مستقبلاً. ومن هذا الجسر، توجهنا جنوباً في الطريق الى نانجينج عبر مقاطعة جيانغسو التي تتميز بشاطئها المطل على بحر الصين والذي يبلغ طوله 1000 كلم. ومن هذه المقاطعة التي تعتبر الأغنى في الصين والتي تشكل مع كل من شانغهاي وزهيجيانغ حوالي ثلث صادرات الصين، تابعنا الطريق عبر حقول لا تنتهي من الأرز وعلى طريق سريعة تشكل جزءاً من شبكة الطرقات الصينية السريعة التي يبلغ طولها اليوم حوالي 75 ألف كلم كانت القسم الذي إعتمدناه منها بمثابة شاهد على تأدية Q3 الممتازة. فمحركها المؤلف من 4 أسطوانات متتالية سعة 2 ليتر مع توربو يوفر تأدية متقدمة ويعمل بالتناغم مع علبة تروس S-Tronic سباعية النسب تتميز بسلاسة عمل متناهية. وعلى الطرقات السريعة التي تم تحديد السرعة القصوى عليها بـ 120 كلم/س، كانت Q3 في أفضل أحوالها الإستهلاكية، في وقت كان تعليقها الناعم يمتص تموجات الطريق مؤكداً على الطابع العائلي الذي تتميز به هذه السيارة.

ومن ناحية أخرى، وصلنا الى نهاية الطريق السريعة التي كانت وزارة الأشغال قد أغلقتها محولة الطريق كونها كانت تبني جسراً، الى طريق ضيقة ووعرة توجب علينا عبورها للوصول الى الجهة الثانية من الطريق السريعة. وهنا لم نقلق لأن نظام كواترو في Q3 كان جاهزاً للتدخل في المقاطع الصعبة من الدرب الوعرة.

وكانت المرحلة الرابعة والأخيرة من مشاركتنا هذه قد إنطلقت من نانجينغ وعبر 435 كلم نحو مدينة شانغهاي التي تعتبر واحدة من أكثر المدن أهمية في الصين نظراً لطابعها الإقتصادي والصناعي. وفي شنغهاي، لم يكن بإمكاننا أن نغفل قدرة هذه المدينة على دمج الحضارات المنوعة سواء كان ذلك من خلال نوعية الحياة فيها أو لجهة هندستها المعمارية التي تدمج الحضارة القديمة بالعالم المعاصر بشكل يوحي للمرء أنه ينتقل عبر الزمن بين قرون ماضية وأخرى حاضرة.

ومن شانغهاي، إبتعدنا عن جولة Q3 الصينية تاركين سياراتنا العشرين لباقي مدعوي أودي ولكن بعد أن قدنا Q3 لمسافة تزيد عن 2000 كلم في خلال أربعة أيام إنتهت بقناعتنا بأن هذه السيارة وعلى الرغم من حجمها المدمج، تبقى وفية لتقاليد أودي لجهة الجودة والعملانية والإعتمادية والقدرة على الإحتمال.

مقتبس

«كانت مجلة توب جير العربية واحدة من وسائل الإعلام المتخصصة القليلة التي كان لها الحظ بالمشاركة في جولة أودي Q3 عبر الصين»

«ستبدأ أودي بإنتاج Q3 في منطقة شانغشون خلال العام 2012 معتمدةً على النمو الهائل الذي شهده سوق سيارات الـ SUV في الصين»

«لم نتمكن من التغاضي عن أمر مهم وهو أننا قدنا لمسافة طويلة رواحت في حدود 500 كلم ولساعات وساعات لم نشعر بنهايتها بأي نوع من التعب»

«لم ينتابنا أي نوع من القلق لأن نظام كواترو في أودي Q3 كان جاهزاً على الدوام للتدخل في المقاطع الصعبة من الدرب الوعرة»