صغيرة العائلة أصبحت.. أصغر

  • تاريخ النشر: الإثنين، 01 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
صغيرة العائلة أصبحت.. أصغر

بعد أن كانت صني تعيش في ظل شقيقتها تيدا، قررت نيسان إعادة إحيائها ولكن بعد أن نقلتها من خانة السيارات العائلية الصغيرة الى قطاع السيارات.. المدمجة

عندما قدمت نيسان الشرق الأوسط سيارتها تيدا عام 2004، حققت هذه السيارة نجاحاً كبيراً لدرجة إعتقد الكثيرون أنها ستأخذ مكان طراز صني الذي سبق له أن سجل مبيعات قياسية في عدد من الأسواق الخليجية ولدرجة أنه تمكن من تهديد صدارة تويوتا كورولا لقطاع سيارات السيدان العائلية الصغيرة وبالأخص في بعض دول الخليج العربي. ومع إستمرار نجاح تيدا وبالأخص فئة السيدان منها، لم نتمكن إلا من التساؤل عن السبب الذي أدى بـ نيسان الى «قتل» صني التي طالما تحلت بسمعة ممتازة في منطقة الشرق الأوسط مردها بعدها عن المتاعب وسعرها الجيد عند إعادة بيعها.

وهنا، ترفض نيسان الإعتراف بعملية القتل هذه مدعيةً أن ما قامت به هو عبارة عن عمل تجاري ذكي ذلك أنها سجلت نجاحاً كبيراً مع تيدا، مع العلم أن هذه الأخيرة أخذت حصة لا بأس بها من مبيعات صني التي قررت شركتها أن تركز في عمليات تسويقها وبيعها على مبيعات الأساطيل ولتضرب بذلك عصفورين بحجر واحد. ومؤخراً، قررت نيسان أن لا تكتفي بالعصفورين المذكورين وبالأخص عندما رأت أن الوقت حان لإطلاق جيل جديد من صني هو العاشر منذ إنطلاق هذا الطراز. فمع الجيل الجديد من صني، كان القرار بالإبقاء على تيدا في قطاع سيارات السيدان والهاتشباك العائلية الصغيرة لتنافس كل من تويوتا كورولا وهوندا سيفيك ومازدا 3 وغيرها من سيارات هذه الفئة، خصوصاً أنها لا تزال تلعب دورها بإتقان من خلال تسجليها لمبيعات متقدمة تعتقد نيسان أنها سترتفع أكثر فور تقديم الجيل الجديد من تيدا الذي سيزداد حجمه والذي تفيد الأنباء أنه سيتم ـ على الأرجح ـ خلال العام الحالي.

أما صني التي إرتأت نيسان أن لا تدخلها في منافسة مع تيدا، فقد كان القرار بإيقائها ضمن خانة السيارات المنافسة ولكن من خلال فئة جديدة تشمل السيارات المدينية المدمجة شأن تويوتا ياريس، هوندا سيتي، شفروليه سونيك، هيونداي أكسنت، كيا ريو وغيرها. ولتمكين هذه السيارة من المنافسة بفعالية عالية وعلى الرغم من أن عملية تصميمها وتطويرها تمت لدى نيسان في اليابان، قررت نيسان أن تقوم بتصنيعها وتجميعها في مصانعها الهندية والمكسيكية نظراً لأجور اليد العاملة المتدنية وغيرها من التكاليف المنخفضة التي يمكن معها توفير صني بسعر منافس جداً. وسيتم بيع السيارات المصنوعة في المكسيك في القارتين الأميركيتين (الشمالية والجنوبية) مقابل تسويق السيارات المصنوعة في الهند في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. وهنا قد يعتقد البعض أن تصنيع صني في الهند يعني أنها قد لا تتحلى بالجودة المتوقعة من سيارات نيسان ولكن مسؤولي المكتب الإقليمي لـ نيسان الشرق الأوسط يؤكدون أن التركيز على الجودة ومراقبة النوعية والتأكد من أن كل قطعة من صني تتطابق مع المواصفات المعتمدة من قبل نيسان ـ اليابان هو أمر غير قابل للمساومة كونه يؤثر سلباً على سمعة الشركة وهذا أمر مرفوض في الأساس.

ولـ صني الجديدة التي لن ندخل في تفاصيل تصميمها الخارجي تاركين الأمر للصور المرفقة بهذا الموضوع، قررت نيسان أن تحصر خيارات المستهلك بمحرك واحد يتألف من 4 أسطوانات متتالية بسعة 1,5 ليتر. ويمكن لهذا المحرك الذي كان يتوفر في السابق لـ نيسان مارتش، أن يولد قوة 99 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة تترافق مع 135 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة. وستتوفر صني بأربعة فئات تتشارك بالمحرك وهي 1,5 S التي تتوفر شأنها لكل فئات صني، بخيار بين علبة تروس يدوية خماسية النسب أو أوتوماتيكية بأربع نسب أمامية. ومع هذه السيارة، يحصل المرء على نظام موسيقي قادر على قراءة ملفات MP3 الموسيقية ومزود بقابس AUX، كما يحصل على جهاز ABS لمنع غلق المكابح مع نظام EBS لتوزيع قوة الكبح إلكترونياً بين العجلات الأربع وعلى جهاز BA لمساعدة الكبح. أما فئة 1,5 SV، فتضيف الى ما سبق تزيينات كرومية في المقصورة، مرايا كهربائية ونظام تحكم عن بعد بفتح وقفل السيارة، في وقت يمكن طلب فئة 1,5 SV مع مجموعة الراحة التي تشمل مصابيح إضافية للضباب، مروحة خلفية متعددة السرعات للتحكم بتدفق هواء المكيف في القسم الخلفي من المقصورة وحاملات أكواب مدمجة بمسند اليد الوسطي المخصص للمقعد الخلفي. أما فئة 1,5 SL وهي طراز القمة، فتضيف الى ما سبق عجلات معدنية بقياس 15 إنش مع إطارات بقياس 185/65R15 (تتوفر باقي الفئات مع عجلات بقياس 14 إنش)، نظام بلوتوث للإتصالات الهاتفية اللاسلكية، مقود مزود بمفاتيح للتحكم بأكثر أجهزة السيارة إستعمالاً أثناء القيادة، عدادات مختلفة وعاكس هواء خلفي مثبت على غطاء صندوق الأمتعة الذي يخفي حجم تحميل يصل الى 490 ليتر وهو حجم ينتمي عادةً الى فئة أكبر من السيارات.

ولا تكتفي صني الجديدة بحجم تحميل هو الأكبر في فئتها، بل تضيف الى ذلك وعلى غرار العادة الجارية في كل سيارات نيسان، مساحات داخلية خلفية كبيرة. فالمقعد الخلفي لـ صني الجديدة محاط بمساحات داخلية «ضخمة» بالمقارنة مع سيارات هذه الفئة وهو قادر على إستيعاب شخصين من أصحاب القامات الطويلة والأجسام العريضة براحة تامة تتدنى نسبياً في حال إرتفع عدد الركاب في الخلف الى ثلاثة. أما في الأمام، فالمساحات جيدة جداً بفضل إمكانية تعديل وضعية المقاعد في كل الإتجاهات مضافاً اليها قدرة تعديل المقود عمودياً. أما التعديل الأفقي للمقود، فيبدو أنه لا يتوفر لأي من فئات صني المخصصة للمنطقة.

وفي مواجهة ذلك، تنفرد صني بلوحة قيادة تقوم على تجويف للعدادات يحتوي على عداد سرعة وسطي كبير مع عداد لدوران المحرك ولوحة إلكترونية تضم عدداً من المؤشرات الرقمية والمنبهات الضوئية. ويتميز تجويف العدادات بوضوح معالمه وسهولة قراءته، الأمر الذي يمكن السائق من التعامل معه بيسر ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق لوقت طويل. أما الكونسول الوسطي، فقد تم تثبيته بوضعية نافرة لتسهيل وصول يد السائق اليمنى اليه وهو يحتوي على مخارج ومفاتيح تشغيل مكيف الهواء بالإضافة الى النظام الموسيقي الذي يتسم بنقاوة صوت أعلى من المتوقع.

وفي سياق الكلام عن المقصورة التي تتحلى برحابة عالية مقارنة بحجم السيارة الخارجي المدمج وهو أمر بات من معالم سيارات نيسان الأساسية، نشير أنها تعتمد بكثرة على المواد البلاستيكية التي تتحلى بجودة مقبولة وهو أمر متوقع في سيارات هذه الفئة. وهنا ركزت نيسان أيضاً على توفير مساحات للتوضيب نشرتها في كل أنحاء المقصورة التي تحتوي أيضاً على عدد من حاملات الأكواب.

قيادتنا لـ صني الجديدة تمت في دبي خلال التقديم الشرق أوسطي لهذه السيارة ولمسافة راوحت في حدود 200 كلم بدت خلالها هذه السيارة جيدة. فعلى الطرقات السريعة، تؤكد صني لسائقها بأنها تتحلى بثبات جيد على سرعات تراوح في حدود 120 كلم/س ولكن تبقى مقدمتها عرضة لإحساس بإنزلاقات طفيفة جداً عند تجاوز الشاحنات الكبيرة والتعرض للهواء الجانبي. وهنا قد يفاجئك ذلك عندما يحصل للمرة الأولى مع العلم أنه طبيعي في سيارات هذه الفئة وبالأخص تلك المندفعة منها عبر عجلاتها الأمامية، إلا أن عملية توقع ذلك تصبح بديهية ويمكن إصلاحها بسهولة وسرعة ومن دون التعرض لأي خطر، خصوصاً أن الإنقيادية تجمع بين عوامل الراحة وخصائص التماسك. وعلى الطرقات السريعة، يشعر ركاب صني أن العزل الصوتي الذي نالته هذه السيارة جيد. فالمقصورة بعيدة عن ضجيج الهواء والإطارات، كما أنها بعيدة عن ضجيج المحرك في حال كانت السرعة ثابتة.

وهنا، تتوجب الإشارة الى أن صني وعلى الرغم من تصميمها الغريب، تتسم بإنسيابية متقدمة إذ تعلن نيسان أنها تتحلى بمعامل جر يبلغ 0,31. وهنا يعود السبب في ذلك الي الزوايا الدائرية وبالأخص في الأمام. كذلك يساهم خط الوسط (الكتف) النافر في زيادة مستويات الثبات كما يعمل على التحكم بطريقة تدفق الهواء حول السيارة شأنه للخط الممتد في وسط خط سقف السيارة الذي لا يعتبر مجرد شكل تصميمي، بل هو ابتكار تصميمي يساعد في التقليل من مدى اهتزازات لوح السقف بهدف الوصول الى مقصورة أكثر هدوءاً من دون استخدام عوارض مدمجة لمنع الإرتجاجات.

أما علبة التروس الأوتوماتيكية وعلى الرغم من أنها تعتمد على أربع نسب فقط، فهي تعمل بسلاسة وتنقل النسب بنعومة ومن دون تردد، في وقت يمكن القول أن المقود خفيف نسبياً ولكنه يوفر شعوراً عالياً بالطريق وبما تتعرض له الإطارات الأمامية.

وبنهاية تجربتنا القصيرة هذه، يمكن القول أن صني الجديدة ستحتل مكانة مميزة في قطاع سيارات السيدان المدمجة كونها تجمع بين عملانية الإستعمال وسهولة القيادة الى جانب التأدية المعتدلة المعززة بإستهلاك متدن. وهنا تتوجب الإشارة الى أن صني الجديدة ستتوفر بأسعار منافسة جداً تبدأ من 45500 درهم إماراتي لطرازات القاعدة وتنتهي بـ 56000 درهم إماراتي لطرازات القمة.

«ستتوفر صني الجديدة بمحرك واحد في منطقة الشرق الأوسط وبخيار بين علبتي تروس وأربعة فئات تختلف فيما بينها بعدد التجهيزات المتوفرة لكل منها»

«تؤكد نيسان ـ الشرق الأوسط أن التركيز على الجودة ومراقبة النوعية والتأكد من أن كل قطعة من صني تتطابق مع المواصفات المعتمدة من قبل نيسان ـ اليابان هو أمر غير قابل للمساومة»

«ليس الخط الممتد في وسط سقف السيارة عبارة عن مجرد شكل تصميمي، بل هو ابتكار إنسيابي يساعد في التقليل من مدى اهتزازات لوح السقف»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات