صغيرة بإمكانات كبيرة

  • تاريخ النشر: الخميس، 30 يناير 2014 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
نيسان سنترا 2014

ما أن ترى سنترا الجديدة حتى تشعر أنها تريد أن تكون كبيرة وهذا ما سيلاحظه كل من يدخل الى مقصورتها التي تنتمي بدورها الى قطاع.. أكبر

كلنا يعلم أن نيسان تسوّق سيارتها العائلية الصغيرة، تيدا سيدان في أسواق الولايات المتحدة الأميركية تحت تسمية سنترا التي أعيد تقديمها في بلاد العم سام وإطلاقها في منطقة الشرق الأوسط ولكن بحلة جديدة كلياً لا تمت الى تيدا بصلة، خصوصاً أن سنترا الجديدة لم تكتفي بتصميمها الجديد، بل أضافت اليه زيادة طرأت على أبعادها الخارجية وإنعكست على شكل مقصورة في غاية الرحابة.

صغيرة بإمكانات كبيرة

ففي مواجهة طول سنترا الجديدة المعتدل والذي يبلغ 461,5 سم يقابله 176 و149,5 سم لكل من عرضها وإرتفاعها الإجماليين على التوالي، يكفي أن يجلس المرء على المقعد الخلفي ليكتشف أن سنترا الجديدة تتحلى بمساحات داخلية كبيرة منها على سبيل المثال، 95 سم تم تخصيصها لأرجل الجالسين في الخلف، أي بزيادة تبلغ 3,3 سم عن المسافة المخصصة لأرجل الجالسين في المقعد الخلفي للشقيقة الأكبر ألتيما، مما يعني أن هذه المساحة تتساوي تقريباً مع المساحة التي تتوفر عادةً في قطاع السيارات العائلية المتوسطة الحجم، شأن هوندا أكورد وتويوتا كامري وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى أن سنترا أصبحت أكبر مع العلم أن نيسان تعلن أنها أصبحت أخف وزناً من جيلها الأسبق (تيدا سيدان) بحوالي 68 كيلوغراماً.

صغيرة بإمكانات كبيرة


ولأن الجيل الأسبق من هذه السيارة كان يتميز بتصميم خارجي قاس يطغى عليه الطابع الصندوقي المميز بزوايا قاسية ومساحات معدنية مسطحة كانت من أسس الفرع الأميركي لمدرسة نيسان التصميمية التي كانت رائجة خلال نهاية القرن الماضي وبداية العقد السابق من القرن الحالي، كان قرار نيسان بإخضاع سنترا الى عملية إعادة تصميم شاملة، كاملة ومتكاملة ولتخرج سنترا بحلة جديدة كلياً بدت معها وكأنها فئة مصغرة من شقيقتها الأكبر حجماً، ألتيما ولكن بعد إعتماد بعض المعالم التصميمية الجديدة التي وجدت طريقها أيضاً الى بعض سيارات نيسان الأخرى، شأن شكل البومرانغ الأسترالي الذي تم إعتماده في الجوانب الخارجية للمصابيح الأمامية والخلفية، الزجاج الجانبي الخلفي الذي يتجه الى الأعلى وغيرها من المعالم التي باتت تتوفر في كافة سيارات الشركة اليابانية.
وعلى الرغم من أننا لسنا هنا لنحكم علي الشكل لأن الجمال نسبي وما قد يراه البعض على أنه جميل جداً قد لا يكون بهذا القدر من الجمال بالنسبة للبعض الآخر، إلا أنه لا يمكننا إلا أن نتوقف عند التصميم العام لـ سنترا الذي يركز على عدد من العناصر الخاصة بمدرسة التصميم التابعة لـ نيسان شأن أقواس البومرانغ الأسترالي التي تطاول جوانب المصابيح الأمامية والخلفية والتي إنطلقت مع الجيل الحالي من الشقيقة الرياضية 370Z وذلك بالإضافة الى الشبك الأمامي الذي يعتمد شكل شبه المنحرف (المستطيل ذو الأضلاع الجانبية غير المتوازية) والذي يتداخل مع الصادم الأمامي الذي يعتمد على ثلاث فتحات سفلية تهدف الوسطية منها الى زيادة مستويات تبريد مقصورة المحرك، فيما تم إستغلال الجانبيتين منها لتثبيت المصابيح الإضافية المخصصة للضباب. أما في الجوانب وعلى الرغم من أن الخطوط العامة توحي بأن ما تراه هو عبارة عن شكل مصغر من التصميم الجانبي للشقيقة ألتيما، إلا أن التناسب الهندسي بين المساحات الزجاجية والأسطح المعدنية يوفر لـ سنترا شكلاً مقرباً من القلب ينتهي في الخلف بزجاج خلفي مائل مع خط مرتفع لصندوق الأمتعة يقاطعه تداخل المصابيح الخلفية التي تذكر ولو بطريقة غير مباشرة بتصاميم سيارات رينو الفرنسية.

صغيرة بإمكانات كبيرة


وفي الداخل وعلى الرغم من قيام سنترا على قاعدة عجلات بطول 270 سم فقط، فقد تمكن مهندسو نيسان من إيجاد طريقة ذكية جداً لتوضيب مكونات السيارة على القاعدة وليتمكنوا على الأثر من توفير مقصورة سيتفاجأ كل من يدخل اليها بسبب رحابتها العالية مقارنة بحجم السيارة الخارجي. فهذه المقصورة لا تكتفي بقدرتها على إستيعاب 4 ركاب براحة قصوى ستتدنى نسبياً في حال إرتفع عدد الركاب الى 5، بل تضيف الى ذلك مساحات خلفية تعتبر ـ في أسوأ حالاتها ـ من أكبر ما يتوفر في هذا القطاع وهذا ما يمكن ركاب الخلف من الإحساس بالراحة العالية حتى ولو كان المقعدان الأماميان مثبتان الى أقصى الخلف وذلك مع العلم أن مجرد الجلوس في مقعد السائق يؤكد للمرء أن هذه السيارة أصغر مما يوحي شكلها وهذا شعور يتحول الى واقع بمجرد قيادة سنترا في المدينة أو في الأماكن المزدحمة.

صغيرة بإمكانات كبيرة


والى جانب مستويات الراحة الجيدة التي توفرها هذه المقاعد التي تتحلى بمستويات تثبيت أجسام معتدلة، ركزت نيسان على الجودة، سواء كان ذلك لناحية المواد المستعملة أو لجهة الجودة التصنيعية التي تتفوق عن المعدل المتعارف عليه في هذا القطاع. وهنا، قررت إدارة نيسان أن التركيز على العملانية وسهولة الإستعمال هما أمران لا بد من أن يتواجدا في سنترا. فلوحة القيادة وعلى الرغم من بساطتها التصميمية تتميز بسهولة التعامل معها وهي قادرة على توفير كل المعلومات للسائق ومن دون أن يحتاج هذا الأخير لرفع نظره عن الطريق. وقد تمت صناعة لوحة القيادة وبطانات الأبواب من مواد تتحلى بملمس ناعم ونوعية جيدة توحي للمرء أنه جالس في مقصورة سيارة تنتمي الى قطاع أكبر من السيارات. وقد جرى أيضاً تزويد المقصورة بجيوب في الأبواب الأمامية والخلفية أضيف اليها أماكن توضيب في لوحة القيادة وفي مسند اليد الوسطي مع عدد من حاملات الأكواب التي تم نشرها في الأمام والخلف. كذلك زودت سنترا بعدد من التجهيزات التي تهدف الى زيادة الراحة والعملانية ومنها نظام تكييف مزود بمصفاة للهواء مدمجة الحجم وجهاز مقود يمكن تعديل وضعيته العمودية والأفقية ونوافذ كهربائية مع خاصية رفع وتنزيل زجاج نافذة السائق بلمسة واحدة، إضافةً الى مأخذين كهربائيين بقوة 12 فولت وقفل مركزي بتحكم عن بعد. أما النظام الموسيقي في سنترا، فيتميز بنقاوة صوتية تزيد عن المعدل وقد تم تزويده براديو مع قارئ للأسطوانات المدمجة جرى ربطها الى أربعة مكبرات صوت وشاشة ملونة بقياس 4,3 إنش. كذلك تم تزويد النظام الموسيقي بقابس لربط أجهزة iPod وآخر من نوع USB لقراءة الملفات الموسيقية الرقمية المخزنة على ذاكرة خارجية. والى جانب توفر سنترا مع تقنية بلوتوث للإتصالات اللاسلكية، تتوفر هذه السيارة مع مكيف هواء إلكتروني بمنطقتي تبريد منفصلتين عن بعضهما البعض. أما في الخلف، فتتحلى سنترا بصندوق أمتعة كبير بالنسبة لما يتوفر في هذا القطاع وبحجم تحميل يصل الى 510 ليترات تم تعزيزها بفتحة صندوق كبيرة مع حافة تحميل منخفضة تحول عمليتي تحميل الأمتعة وتفريغها الى أمر سهل، خصوصاً أن غطاء صندوق الأمتعة قابل للفتح عن بعد.

صغيرة بإمكانات كبيرة


على الرغم من توفر سنترا الجديدة بخيار بين محركين ينتمي كلاهما الى عائلة محركات الأسطوانات الأربع المتتالية، إلا أن سيارة التجربة كانت مزودة بمحرك القمة الذي تبلغ سعته 1,8 ليتر وقد زود بجهاز بخاخ إلكتروني مع 16 صماماً رأسياً تعمل بمساعدة عمودي كامة علويين وجهاز للتحكم بتوقيت عمل الصمامات. ومع هذا المحرك، يمكن الحصول على 130 حصاناً يتم إستخراجها عند إيصال المحرك الى مستوى 6000 دورة في الدقيقة وعلى 174 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند حدود 3600 دورة في الدقيقة. ولهذا المحرك، وفرت الجيل الثاني من علب التروس الأوتوماتيكية من فئة CVT ذات النسب اللامتناهية التي تعمل ببرنامج تبديل نسب عادي وآخر رياضي والتي تساهم في نقل قوى المحرك الى عجلتي المحور الأمامي اللتان تخفي كل منهما تعليقاً يقوم علي مبدأ قوائم ماكفرسون الإنضغاطية التي يقابلها في الخلف محور إلتوائي مع ماصات صدمات يحيط بها نوابض معدنية حلزونية تمت إضافتها أيضاً في الأمام. ومع هذا التعليق، أكد مقود سنترا العامل بتقنية الجريدة والبنيون مع مساعد كهربائي، أنه يتمتع بقدرات توجيه جيدة معززة بمعايير عمل للتعليق تركز على توفير مستويات راحة عالية ومن دون أن يكون ذلك على حساب التماسك الذي يسيطر عليه جهاز للتحكم بالتماسك وهذا هو يالضبط ما يطلبه عادةً الراغبون بشراء سيارات السيدان الصغيرة. وفي هذا الإطار أثبتت سنترا أنها تتحلى بإنقيادية جيدة عند قيادتها في المدينة وخلال الإزدحامات المرورية حيث كانت قادرة على إمتصاص تموجات الطريق وإنحناءاتها وهذا أمر ينطبق أيضاً على قيادة سنترا على الطرقات السريعة. أما المكابح التي تعتمد في المقدمة على أسطوانات قرصية تتحول الى طبلات في الخلف، فهي جيدة وتتحلى بكفاءة تشغيلية متقدمة حتى عند الإستعمال المتتالي والمكرر وتساعد سنترا في توفير توقفات آمنة وسريعة منها توقف كلي من سرعة 100 كلم/س في 38,5 متر.
ومقابل سعر سنترا المزودة بمحرك 1,8 ليتر والذي يتراوح بين 71 و81 ألف درهم (يبقى عرضة للتعديل من قبل الوكلاء في منطقة الشرق الأوسط)، يمكن القول أن سنترا تشكل خياراً لا يمكن إغفاله لأصحاب العائلات الصغيرة. فهذه السيارة تتحلى بجودة تصنيعية متقدمة وتتميز بمقصورة رحبة ذات مساحات داخلية تزيد عن المعدل في هذه الفئة من السيارات كما أنها تندفع بمحرك ذو تأدية جيدة يتميز بإستهلاكه المتدني للوقود والذي يبلغ حوالي 6,8 ليتر لكل 100 كيلومتر. أما الأهم من ذلك، فهو أن سنترا تعمل بطريقة غير مباشرة على تقريب نفسها من قطاع أكبر حجماً ولا تكتفي بكونها تحمل شعار نيسان، بل تشكل الخيار الأمثل لمن يشدد على القيمة مقابل الثمن.

المواصفات


نيسان سنترا
الأرقام
1,8 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي
130 أحصنة عند 6000 دورة في الدقيقة
174 نيوتن متر عند 3600 دورة في الدقيقة
علبة التروس: أوتوماتيكية طراز CVT
السرعة القصوى: غير متوفر ـ الوزن: 1675 كلغ
الطول: 461,5 سم، العرض: 176 سم، الإرتفاع: 149,5 سم