قفزة كبيرة في الإتجاه.. الصحيح

  • تاريخ النشر: الإثنين، 01 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
قفزة كبيرة في الإتجاه.. الصحيح

مع GS الجديدة، لم تنقل لكزس سيارتها هذه الى بعد أعلى لجهة الترف والراحة والفخامة، بل أضافت الى ذلك تحولاً كبيراً بإتجاه السيارات التنفيذية ذات التأدية الرياضية

تخيل أنك تلقيت دعوة من المكتب الإقليمي لـ لكزس في منطقة الشرق الأوسط لتجربة وقيادة لكزس LFA على حلبة ياس الإماراتية. أعتقد أنك حينها ستقفز من الفرح لأنك على وشك قيادة سيارة سوبر رياضية من العيار الثقيل لا يتوفر منها إلا 500 وحدة في العالم وعلى واحدة من أهم حلبات الفورمولا واحد في العالم. الحقيقة هذا هو بالضبط ما شعرت به عندما تلقيت الدعوة لقيادة LFA على حلبة ياس مارينا الإماراتية منذ أقل من عام. أما اليوم وعندما إتصل بي المكتب الإقليمي لـ تويوتا ولكزس ليخبرني أنه سيستضيفني على حلبة ياس لتجربة الجيل الجديد من لكزس GS الرباعية الأبواب، شعرت بنوع من الصدمة وتساءلت بيني وبين نفسي عن طريقة التفكير التي تعتمدها هذه الشركة اليابانية. فإطلاق سيارة تحمل شعار لكزس المترف وتنتمي الى فئة سيارات السيدان المتوسطة الحجم يجب أن تتم في المدينة وعلى الطرقات السريعة التي تصل المدن ببعضها البعض وليس على حلبة سباقية يعمل مجرد ذكر إسمها على رفع وتيرة الحماس في نفسك.

هذه هي الأفكار التي كانت تجول في رأسي فيما كنت متوجهاً الى حلبة ياس الواقعة قرب العاصمة الإماراتية أبوظبي. عندها، بدأت بالتفكير بأن لكزس لن تتمكن يوماً من الإقتراب الى منافساتها الألمانيات وبالأخص بي ام دبليو. فعلى الرغم من أن السيارات الألمانية تتشارك مع لكزس بمستويات الترف والجودة والفخامة والعملانية والإعتمادية والإستقلالية والحضور والتأدية والتماسك والأمان والسعر المرتفع عند إعادة البيع، إلا أن معظمها يتفوق على لكزس لجهة الشعور الذي يمكنه أن يوفره للسائق. فمع سيارات بي ام دبليو على سبيل المثال لا الحصر، يكفي أن تقود لمدة لا تتجاوز الساعة الواحدة حتى تتحول السيارة البافارية التي كنت تقودها الى مقياس تعتمده لا شعورياً للحكم على أي سيارة أخرى.

أما مع لكزس، فيكفي أن تقود لمدة ساعة ولتتحول سيارتك التي تحمل حرف L المائل الى مقياس للجودة التصنيعية، السكون المطلق داخل المقصورة ومستويات الترف العالية. أما في حال قررت أن تركز على الإنقيادية ومتعة القيادة وما يمكن لأي سيارة أن تتركه في نفسك من أثر، فأنت بالتأكيد لن تعتمد على أي من سيارات لكزس كمقياس ـ بإستثناء LFA بالتأكيد. أما السبب في ذلك، فيعود الى أن لكزس لم تتمكن خلال مسيرتها البالغة حوالي 22 عاماً من إثبات نفسها إلا كصانع لسيارات تنفيذية مترفة، في وقت ركز منافسوها الألمان على الروح الرياضية لسياراتهم.

ومن هنا، كان لا بد لـ لكزس من التشديد على الطابع الرياضي مع الجيل الجديد من GS وهذا أمر كانت قد بدأته مع الشقيقة الصغرى IS-F التي تتحلى بروح رياضية مميزة مكنتها من الحصول على موقعها في مواجهة سيارات فئتها ومنها بي ام دبليو M3 ومرسيدس C63 AMG الرياضتين. بعدها، بدأت لكزس بالعمل من خلف الكواليس على طراز LFA السوبر رياضي الذي كان بمثابة إثبات قاطع على أن لكزس تملك إمكانيات متقدمة في عالم السيارات الرياضية المتفوقة.

وللتأكيد على الطابع الرياضي الذي تتحلى به سياراتها، إختارت لكزس الشرق الأوسط حلبة ياس الإماراتية لإطلاق GS الجديدة في المنطقة بعد أن كانت لكزس ـ أميركا قد إختارت حلبة لاغونا سيكا الأميركية لإطلاق هذه السيارة في بلاد العم سام. وهنا يمكن القول أن السبب في إختيار الحلبات لإطلاق هذه السيارة ليس عبثياً، بل لأن لكزس أرادت أن تؤكد أن GS التي طالما تميزت بترفها البالغ باتت اليوم تتمتع بجينيات رياضية متطورة وهو أمر لا يمكنك إلا أن تلاحظه بمجرد رؤيتك لـ GS الجديدة في خط منصات الصيانة التابع لحلبة ياس حيث تشعر أنه لا يمكنك إغفال ما يتمتع به هيكل هذه السيارة من تفاصيل تصميمية شأن تصميم الواجهة الشبكية الأمامية، شكل مصابيح LED النهارية، المصابيح الأمامية والخلفية ذات الزوايا القاسية وخط الوسط النافر والمساحات الزجاجية الجانبية التي تعلوه وتنتهي بزاوية قاسية في الخلف مع إطار كرومي سميك، الأسطح المعدنية الملساء التي تشعر الناظر اليها أن كل ما يتدفق من حولها يقطع بنعومة وسلاسة و.. ولتكتشف أن هذه التفاصيل وعلى الرغم من فرادتها وطابعها المترف تندمج مع الجو الرياضي للحلبة الإماراتية.

في الداخل وعلى الرغم من سمعة لكزس كصانع لأفضل المقصورات وأكثرها ترفاً وجودة، إلا أن ما يراه المرء لأول مرة في مقصورة GS سيؤدي الى مفاجأته. فقد ذهبت لكزس الى أبعد الحدود موفرة مقصورة إستثنائية تبدأ بمقاعد أمامية يمكن تعديلها بـ 18 إتجاهاً مختلفاً لتوفر مستويات راحة متفوقة عززتها لكزس بحواف نافرة لتثبيت الأجسام في حال قرر السائق الإنتقال الى القيادة الرياضية. أما لوحة القيادة، فتعتمد البساطة التصميمية ويسيطر عليها شاشة وسطية علوية هي أكبر شاشة تتوفر في أي سيارة في العالم وهي بقياس 12,3 إنش وتعرض معلومات منوعة تشمل النظام الموسيقي وجهاز الملاحة ونظام الرؤية الليلية العامل بالأشعة تحت الحمراء ومكيف الهواء وغيرها من أجهزة السيارة والإتصالات اللاسلكية والتي تعمل جميعها من خلال مفتاح خاص مشابه لفأرة الكمبيوتر جرى تثبيته في الكونسول الوسطي بحيث تطاوله يد السائق بمجرد إستنادها الى مسند اليد الوسطي الأمامي. وفي إطار تجميع مفاتيح الأجهزة الأكثر إستعمالاً أثناء القيادة، زودت لكزس سيارتها هذه بمقود مع مفاتيح مثبتة في المقبضين الأفقيين للتحكم بالإتصالات الهاتفية والنظام الموسيقي وجهاز التحكم النشط بتثبيت السرعة والمحافظة على مسافات أمان كافية أمام السيارة. وفي هذا السياق، تتميز لوحة القيادة بسهولة التعامل مع مكوناتها وبجودتها التصنيعية المتفوقة التي تطاول كل ما يتواجد في المقصورة. أما في الخلف، فمستويات الراحة متقدمة أيضاً وكذلك التثبيت والمساحات المخصصة للأقدام والرؤوس.

ولسيارتها هذه، قررت لكزس توفير ثلاثة خيارات لجهة المحرك تعتمد جميعها على مبدأ محركات الأسطوانات الست بشكل V التي تعمل جميعها بالتناغم مع جهاز Dual VVT-i للتحكم بتوقيت عمل صمامات السحب والعدم بهدف إستخراج أفضل قوة وعزم ممكنين مهما كانت ظروف القيادة. وتبدأ هذه المحركات مع طراز القاعدة الذي نال محركاً بسعة 2,5 ليتر يمكنه توفير قوة 206 أحصنة عند 6400 دورة في الدقيقة مع 253 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند 4800 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، يمكن لـ GS 250 أن تتسارع الى 100 كلم/س إنطلاقاً من الصفر في 8,6 ثانية. أما المحرك الثاني المخصص لـ GS 450h، فمن 6 أسطوانات أيضاً ولكن بسعة 3,5 ليتر، إلا أنه يعتمد على مبدأ دورة أتكينسون وقد زودته لكزس بمحرك كهربائي يمكنه توفير قوة 180 حصان. ويمكن لـ GS 450h أن تسير معتمدةً على المحرك الكهربائي وحده أو المحرك البنزيني وحده أو على المحركين معاً ولترتفع القوة عندها الى 340 حصاناً وعزم الدوران الى 352 نيوتن متر وهذا ما يمكن هذه السيارة من الإنطلاق الى 100 كلم/س في 5,9 ثانية.

أما المحرك الثالث وهو المحرك الذي أحببته، فهو بسعة 3,5 ليتر ويولد قوة 312 حصاناً عند 6400 دورة في الدقيقة تترافق مع 378 نيوتن متر يمكن إستخراجها عند 4800 دورة في الدقيقة يمكن معها لـ GS 350 أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 6 ثواني. أما المميز في هذه السيارة، فهو أنها تعتمد وشأنها لشقيقتيها الأخرتين على علبة تروس سداسية النسب (تتحول علبة التروس الى طراز CVT في GS الهجينة) تنقل القوة مناصفة بين المحورين الأمامي والخلفي. ويمكن لكمية العزم الواصلة الى الإطارات الخلفية أن ترتفع الى 80 بالمئة في حال فقدت الإطارات الأمامية تماسكها مع الطريق. وهنا، نشير أن GS 350 تتوفر أيضاً بفئة تندفع بالعجلتين الخلفيتين.

ولـ GS الجديدة، توفر لكزس جهاز Drive Mode Select للتحكم بأنماط القيادة يعمل بأربعة برامج هي Eco للقيادة الإقتصادية وnornal للقيادة اليومية وsport للقيادة الرياضية وsport + للقيادة الرياضية جداً. كذلك توفر لكزس لسيارتها هذه جهاز التماسك الديناميكي وهو عبارة نظام توجيه للعجلات الأربع يمكن معه للإطارين الخلفيين أن يلتفا بعكس الإطارين الأماميين عندما تكون السرعة منخفضة وليتدنى حينها قطر الإلتفاف وهذا ما يمكن السيارة من الإلتفاف بسرعة أعلى. ويمكن للإطارين الخلفيين أن يلتفا بذات إتجاه العجلتين الأماميتين عند إرتفاع السرعة وهذا ما يرفع من مستويات الثبات بشكل كبير. وفي سياق الكلام عن الإلتفاف، لا بد لي من الإشارة الى أن الشعور المتدني بالطريق الذي يوفره المقود في سيارات لكزس غاب بشكل شبه كلي مع GS الجديدة التي أكدت قيادتها السريعة على الحلبة أن مقودها بات دقيقاً وحاداً ولكنه لا يزال يوفر شعوراً بالطريق أدنى من ما توفره أجهزة المقود في سيارات بي ام دبليو. ومن جهة أخرى ولتعزيز الروح الرياضية لـ GS، زودتها لكزس بجهاز للتحكم بالموجات الصوتية يوفر هديراً رياضياً للمحرك عند إرتفاع دورانه ويوجه هذا الهدير الى مقصورة الركاب.

وعلى الرغم من أن قيادتي لـ GS شملت فئاتها الثلاث، إلا أنني أحببت GS 350 كونها تجمع بين التأدية الرياضية وعوامل الترف القصوى والتماسك المذهل وآخر التقنيات المعاصرة. أما قيادتها على حلبة ياس، فقد أكدت لي أنها سيارة متماسكة مع بعضها البعض ومع الطريق وتتميز بمحرك وعلبة تروس يتسمان بمستويات تجاوب سريعة وهذا ما يؤدي بي الى القول أن GS باتت اليوم قادرة على دمج سائقها وجعله جزءاً منها وهذا أمر لم تكن توفره سيارات لكزس في السابق بإستثناء كل من IS-F وLFA.

وفي النهاية، يمكنني القول أن لكزس التي كانت تعاني من إبتعادها عن الروح الرياضية وتركيزها المطلق على الترف والراحة، سجلت مع GS خطوة كبيرة بإتجاه السيارات الرياضية وفي حال إعتمدت نفس السرعة التي سجلتها لتصبح ما هي عليه اليوم في خلال 22 عاماً، فالأفضل أن تبقي المنافسة الألمانية أعينها مفتوحة.

أما القرار بإعتماد حلبة ياس لإطلاق GS الجديدة، فهو قرار.. صائب جداً. 

     إطلاق سيارة تحمل شعار لكزس المترف وتنتمي الى فئة سيارات السيدان المتوسطة يجب أن تتم على الطرقات العادية ولكن ليس مع GS الجديدة

أرادت لكزس أن تؤكد أن GS التي طالما تميزت بترفها البالغ باتت اليوم تتمتع بجينيات رياضية متطورة تؤهلها للمنافسة

     محرك قاعدة ومحرك قمة هجين وآخر بينهما هو الأفضل كونه يجمع كل ما يريده المستهلك من ترف وتأدية وتماسك في سيارة واحدة

جهاز للتحكم بأنماط القيادة يعمل بأربعة برامج وجهاز للتماسك الديناميكي هو عبارة نظام توجيه للعجلات الأربع.. الآن، أين جهاز التوربو؟

المواصفات

لكزس GS 350

الأرقام

3,5 ليتر، 6 أسطوانات بشكل V، دفع خلفي / رباعي

312 حصان، 378 نيوتن متر

من صفر الى 100 كلم/س: 6,0 ثانية

السرعة القصوى: 250 كلم/س، حوالي 1735 كلغقفزة كبيرة في الإتجاه.. الصحيح

مع GS الجديدة، لم تنقل لكزس سيارتها هذه الى بعد أعلى لجهة الترف والراحة والفخامة، بل أضافت الى ذلك تحولاً كبيراً بإتجاه السيارات التنفيذية ذات التأدية الرياضية

تحقيق: حسان بشور

تخيل أنك تلقيت دعوة من المكتب الإقليمي لـ لكزس في منطقة الشرق الأوسط لتجربة وقيادة لكزس LFA على حلبة ياس الإماراتية. أعتقد أنك حينها ستقفز من الفرح لأنك على وشك قيادة سيارة سوبر رياضية من العيار الثقيل لا يتوفر منها إلا 500 وحدة في العالم وعلى واحدة من أهم حلبات الفورمولا واحد في العالم. الحقيقة هذا هو بالضبط ما شعرت به عندما تلقيت الدعوة لقيادة LFA على حلبة ياس مارينا الإماراتية منذ أقل من عام. أما اليوم وعندما إتصل بي المكتب الإقليمي لـ تويوتا ولكزس ليخبرني أنه سيستضيفني على حلبة ياس لتجربة الجيل الجديد من لكزس GS الرباعية الأبواب، شعرت بنوع من الصدمة وتساءلت بيني وبين نفسي عن طريقة التفكير التي تعتمدها هذه الشركة اليابانية. فإطلاق سيارة تحمل شعار لكزس المترف وتنتمي الى فئة سيارات السيدان المتوسطة الحجم يجب أن تتم في المدينة وعلى الطرقات السريعة التي تصل المدن ببعضها البعض وليس على حلبة سباقية يعمل مجرد ذكر إسمها على رفع وتيرة الحماس في نفسك.

هذه هي الأفكار التي كانت تجول في رأسي فيما كنت متوجهاً الى حلبة ياس الواقعة قرب العاصمة الإماراتية أبوظبي. عندها، بدأت بالتفكير بأن لكزس لن تتمكن يوماً من الإقتراب الى منافساتها الألمانيات وبالأخص بي ام دبليو. فعلى الرغم من أن السيارات الألمانية تتشارك مع لكزس بمستويات الترف والجودة والفخامة والعملانية والإعتمادية والإستقلالية والحضور والتأدية والتماسك والأمان والسعر المرتفع عند إعادة البيع، إلا أن معظمها يتفوق على لكزس لجهة الشعور الذي يمكنه أن يوفره للسائق. فمع سيارات بي ام دبليو على سبيل المثال لا الحصر، يكفي أن تقود لمدة لا تتجاوز الساعة الواحدة حتى تتحول السيارة البافارية التي كنت تقودها الى مقياس تعتمده لا شعورياً للحكم على أي سيارة أخرى.

أما مع لكزس، فيكفي أن تقود لمدة ساعة ولتتحول سيارتك التي تحمل حرف L المائل الى مقياس للجودة التصنيعية، السكون المطلق داخل المقصورة ومستويات الترف العالية. أما في حال قررت أن تركز على الإنقيادية ومتعة القيادة وما يمكن لأي سيارة أن تتركه في نفسك من أثر، فأنت بالتأكيد لن تعتمد على أي من سيارات لكزس كمقياس ـ بإستثناء LFA بالتأكيد. أما السبب في ذلك، فيعود الى أن لكزس لم تتمكن خلال مسيرتها البالغة حوالي 22 عاماً من إثبات نفسها إلا كصانع لسيارات تنفيذية مترفة، في وقت ركز منافسوها الألمان على الروح الرياضية لسياراتهم.

ومن هنا، كان لا بد لـ لكزس من التشديد على الطابع الرياضي مع الجيل الجديد من GS وهذا أمر كانت قد بدأته مع الشقيقة الصغرى IS-F التي تتحلى بروح رياضية مميزة مكنتها من الحصول على موقعها في مواجهة سيارات فئتها ومنها بي ام دبليو M3 ومرسيدس C63 AMG الرياضتين. بعدها، بدأت لكزس بالعمل من خلف الكواليس على طراز LFA السوبر رياضي الذي كان بمثابة إثبات قاطع على أن لكزس تملك إمكانيات متقدمة في عالم السيارات الرياضية المتفوقة.

وللتأكيد على الطابع الرياضي الذي تتحلى به سياراتها، إختارت لكزس الشرق الأوسط حلبة ياس الإماراتية لإطلاق GS الجديدة في المنطقة بعد أن كانت لكزس ـ أميركا قد إختارت حلبة لاغونا سيكا الأميركية لإطلاق هذه السيارة في بلاد العم سام. وهنا يمكن القول أن السبب في إختيار الحلبات لإطلاق هذه السيارة ليس عبثياً، بل لأن لكزس أرادت أن تؤكد أن GS التي طالما تميزت بترفها البالغ باتت اليوم تتمتع بجينيات رياضية متطورة وهو أمر لا يمكنك إلا أن تلاحظه بمجرد رؤيتك لـ GS الجديدة في خط منصات الصيانة التابع لحلبة ياس حيث تشعر أنه لا يمكنك إغفال ما يتمتع به هيكل هذه السيارة من تفاصيل تصميمية شأن تصميم الواجهة الشبكية الأمامية، شكل مصابيح LED النهارية، المصابيح الأمامية والخلفية ذات الزوايا القاسية وخط الوسط النافر والمساحات الزجاجية الجانبية التي تعلوه وتنتهي بزاوية قاسية في الخلف مع إطار كرومي سميك، الأسطح المعدنية الملساء التي تشعر الناظر اليها أن كل ما يتدفق من حولها يقطع بنعومة وسلاسة و.. ولتكتشف أن هذه التفاصيل وعلى الرغم من فرادتها وطابعها المترف تندمج مع الجو الرياضي للحلبة الإماراتية.

في الداخل وعلى الرغم من سمعة لكزس كصانع لأفضل المقصورات وأكثرها ترفاً وجودة، إلا أن ما يراه المرء لأول مرة في مقصورة GS سيؤدي الى مفاجأته. فقد ذهبت لكزس الى أبعد الحدود موفرة مقصورة إستثنائية تبدأ بمقاعد أمامية يمكن تعديلها بـ 18 إتجاهاً مختلفاً لتوفر مستويات راحة متفوقة عززتها لكزس بحواف نافرة لتثبيت الأجسام في حال قرر السائق الإنتقال الى القيادة الرياضية. أما لوحة القيادة، فتعتمد البساطة التصميمية ويسيطر عليها شاشة وسطية علوية هي أكبر شاشة تتوفر في أي سيارة في العالم وهي بقياس 12,3 إنش وتعرض معلومات منوعة تشمل النظام الموسيقي وجهاز الملاحة ونظام الرؤية الليلية العامل بالأشعة تحت الحمراء ومكيف الهواء وغيرها من أجهزة السيارة والإتصالات اللاسلكية والتي تعمل جميعها من خلال مفتاح خاص مشابه لفأرة الكمبيوتر جرى تثبيته في الكونسول الوسطي بحيث تطاوله يد السائق بمجرد إستنادها الى مسند اليد الوسطي الأمامي. وفي إطار تجميع مفاتيح الأجهزة الأكثر إستعمالاً أثناء القيادة، زودت لكزس سيارتها هذه بمقود مع مفاتيح مثبتة في المقبضين الأفقيين للتحكم بالإتصالات الهاتفية والنظام الموسيقي وجهاز التحكم النشط بتثبيت السرعة والمحافظة على مسافات أمان كافية أمام السيارة. وفي هذا السياق، تتميز لوحة القيادة بسهولة التعامل مع مكوناتها وبجودتها التصنيعية المتفوقة التي تطاول كل ما يتواجد في المقصورة. أما في الخلف، فمستويات الراحة متقدمة أيضاً وكذلك التثبيت والمساحات المخصصة للأقدام والرؤوس.

ولسيارتها هذه، قررت لكزس توفير ثلاثة خيارات لجهة المحرك تعتمد جميعها على مبدأ محركات الأسطوانات الست بشكل V التي تعمل جميعها بالتناغم مع جهاز Dual VVT-i للتحكم بتوقيت عمل صمامات السحب والعدم بهدف إستخراج أفضل قوة وعزم ممكنين مهما كانت ظروف القيادة. وتبدأ هذه المحركات مع طراز القاعدة الذي نال محركاً بسعة 2,5 ليتر يمكنه توفير قوة 206 أحصنة عند 6400 دورة في الدقيقة مع 253 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند 4800 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، يمكن لـ GS 250 أن تتسارع الى 100 كلم/س إنطلاقاً من الصفر في 8,6 ثانية. أما المحرك الثاني المخصص لـ GS 450h، فمن 6 أسطوانات أيضاً ولكن بسعة 3,5 ليتر، إلا أنه يعتمد على مبدأ دورة أتكينسون وقد زودته لكزس بمحرك كهربائي يمكنه توفير قوة 180 حصان. ويمكن لـ GS 450h أن تسير معتمدةً على المحرك الكهربائي وحده أو المحرك البنزيني وحده أو على المحركين معاً ولترتفع القوة عندها الى 340 حصاناً وعزم الدوران الى 352 نيوتن متر وهذا ما يمكن هذه السيارة من الإنطلاق الى 100 كلم/س في 5,9 ثانية.

أما المحرك الثالث وهو المحرك الذي أحببته، فهو بسعة 3,5 ليتر ويولد قوة 312 حصاناً عند 6400 دورة في الدقيقة تترافق مع 378 نيوتن متر يمكن إستخراجها عند 4800 دورة في الدقيقة يمكن معها لـ GS 350 أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 6 ثواني. أما المميز في هذه السيارة، فهو أنها تعتمد وشأنها لشقيقتيها الأخرتين على علبة تروس سداسية النسب (تتحول علبة التروس الى طراز CVT في GS الهجينة) تنقل القوة مناصفة بين المحورين الأمامي والخلفي. ويمكن لكمية العزم الواصلة الى الإطارات الخلفية أن ترتفع الى 80 بالمئة في حال فقدت الإطارات الأمامية تماسكها مع الطريق. وهنا، نشير أن GS 350 تتوفر أيضاً بفئة تندفع بالعجلتين الخلفيتين.

ولـ GS الجديدة، توفر لكزس جهاز Drive Mode Select للتحكم بأنماط القيادة يعمل بأربعة برامج هي Eco للقيادة الإقتصادية وnornal للقيادة اليومية وsport للقيادة الرياضية وsport + للقيادة الرياضية جداً. كذلك توفر لكزس لسيارتها هذه جهاز التماسك الديناميكي وهو عبارة نظام توجيه للعجلات الأربع يمكن معه للإطارين الخلفيين أن يلتفا بعكس الإطارين الأماميين عندما تكون السرعة منخفضة وليتدنى حينها قطر الإلتفاف وهذا ما يمكن السيارة من الإلتفاف بسرعة أعلى. ويمكن للإطارين الخلفيين أن يلتفا بذات إتجاه العجلتين الأماميتين عند إرتفاع السرعة وهذا ما يرفع من مستويات الثبات بشكل كبير. وفي سياق الكلام عن الإلتفاف، لا بد لي من الإشارة الى أن الشعور المتدني بالطريق الذي يوفره المقود في سيارات لكزس غاب بشكل شبه كلي مع GS الجديدة التي أكدت قيادتها السريعة على الحلبة أن مقودها بات دقيقاً وحاداً ولكنه لا يزال يوفر شعوراً بالطريق أدنى من ما توفره أجهزة المقود في سيارات بي ام دبليو. ومن جهة أخرى ولتعزيز الروح الرياضية لـ GS، زودتها لكزس بجهاز للتحكم بالموجات الصوتية يوفر هديراً رياضياً للمحرك عند إرتفاع دورانه ويوجه هذا الهدير الى مقصورة الركاب.

وعلى الرغم من أن قيادتي لـ GS شملت فئاتها الثلاث، إلا أنني أحببت GS 350 كونها تجمع بين التأدية الرياضية وعوامل الترف القصوى والتماسك المذهل وآخر التقنيات المعاصرة. أما قيادتها على حلبة ياس، فقد أكدت لي أنها سيارة متماسكة مع بعضها البعض ومع الطريق وتتميز بمحرك وعلبة تروس يتسمان بمستويات تجاوب سريعة وهذا ما يؤدي بي الى القول أن GS باتت اليوم قادرة على دمج سائقها وجعله جزءاً منها وهذا أمر لم تكن توفره سيارات لكزس في السابق بإستثناء كل من IS-F وLFA.

وفي النهاية، يمكنني القول أن لكزس التي كانت تعاني من إبتعادها عن الروح الرياضية وتركيزها المطلق على الترف والراحة، سجلت مع GS خطوة كبيرة بإتجاه السيارات الرياضية وفي حال إعتمدت نفس السرعة التي سجلتها لتصبح ما هي عليه اليوم في خلال 22 عاماً، فالأفضل أن تبقي المنافسة الألمانية أعينها مفتوحة.

أما القرار بإعتماد حلبة ياس لإطلاق GS الجديدة، فهو قرار.. صائب جداً. 

     إطلاق سيارة تحمل شعار لكزس المترف وتنتمي الى فئة سيارات السيدان المتوسطة يجب أن تتم على الطرقات العادية ولكن ليس مع GS الجديدة

أرادت لكزس أن تؤكد أن GS التي طالما تميزت بترفها البالغ باتت اليوم تتمتع بجينيات رياضية متطورة تؤهلها للمنافسة

     محرك قاعدة ومحرك قمة هجين وآخر بينهما هو الأفضل كونه يجمع كل ما يريده المستهلك من ترف وتأدية وتماسك في سيارة واحدة

جهاز للتحكم بأنماط القيادة يعمل بأربعة برامج وجهاز للتماسك الديناميكي هو عبارة نظام توجيه للعجلات الأربع.. الآن، أين جهاز التوربو؟

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات