خطوة كبيرة الى الأمام

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
خطوة كبيرة الى الأمام

أخيراً وبعد طول إنتظار، بدلت كرايسلر سيبرينغ إسمها الى كرايسلر 200 وإرتقت الى المستوى الذي طالما إفتقدته خلال سنواتها الأخيرة

مع بداية الأزمة الإقتصادية، أشارت كل الدلائل أن كرايسلر تسير في الطريق السريع نحو الإفلاس. فقد كانت منتجاتها من السيارات تعاني على صعيد الجودة وهذا ما أبعد المستهلك عنها وساهم في زيادة ديونها ومتاعبها المالية ولدرجة رجح العديد من المنغمسين في عالم صناعة السيارات أن غياب كرايسلر وتحولها الى خبر من الماضي أمر لا مناص منه. أما مجموعة فيات الإيطالية، فقد وجدت في كرايسلر فرصة ثمينة وقررت أن تخاطر بشراءها ولتقوم بعد ذلك بإنعاشها مركزة على معالجة مشاكل الجودة التي تعاني منها ومستفيدةً في الوقت نفسه من ما تملكه كرايسلر من خبرة عريقة في مجال السيارات السياحية الكبيرة الحجم والسيارات الرياضية المتعددة الإستعمال والمندفعة بالعجلات الأربع. وعلى الرغم من أننا لن ندخل هنا في متاهات وتفاصيل النتيجة، إلا أنه لا يمكننا أن نغفل الدعم الكبير الذي نالته كرايسلر بكافة فروعها والذي نتج عنه إطلاق لعدد من السيارات الجديدة التي تميزت بجودة تصنيعية متقدمة وحافظت في الوقت نفسه على التراث الذي طالما تحلت به سياراتها ومنها كرايسلر 200 التي تم إطلاقها مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط. وتعتبر 200 خليفة لطراز سيبرينغ الذي طالما كان يُشعر المرء أن مهندسيه تعبوا في سبيل توفير كل المكونات المناسبة له ولكنهم خرجوا بسيارة لم ينتهي العمل على جهاز المقود فيها ولا على الشاسي التي تقف عليه ولا على المحرك الذي يدفعها ولا على..

واليوم وبعد دخول فيات على الخط، كان القرار بوضع سيبرينغ على الرف ولكن بعد أن عمل مهندسو كرايسلر ومصمميها كفريق واحد على تطوير نقاط قوة سيبرينغ وتلافي نقاط ضعفها أو على الأقل على تصحيح أخطاءها وليخرجوا بالنتيجة التالية: كرايسلر 200.

وهنا، لا يعود السبب في تبديل التسمية الى إبعاد الإسم القديم الذي طالما كان مرتبطاً بالمتاعب وحسب، بل لأن التسمية الجديدة منطقية في ظل تواجد شقيقة أكبر لهذه السيارة تحمل تسمية 300. ومع 200 «الجديدة»، قررت كرايسلر الإعتماد على هندسة سيبرينغ التي تم تطويرها مع مرسيدس يوم كانت هذه الأخيرة تملك كرايسلر ولكن بعد إخضاعها لجملة تطويرات وتعديلات تناولت المقود والتعليق والتصميمين الداخلي والخارجي ولتضيف الى خيارات المحرك المتوفرة محرك بنتاستار السداسي الأسطوانات الذي يعتبر الأفضل في هذه الفئة من المحركات لجهة قوته الحصانية.

من الخارج ومع كل التطوير الذي نالته 200، يكفي أن ينظر المرء الى التصميم الجانبي ليرى معالم سيبرينغ فيها ولكن بعد أن تم التركيز على التناسق الهندسي بين مكونات التصميم الجانبي الذي ترتاح العين عند تأمله كونه بعيد عن التعقيدات التصميمية، إضافةً الى أنه يركز على الخطوط الكلاسيكية التي طاولت الواجهة الأمامية أيضاً والتي تبدو بوضوح من خلال الواجهة الشبكية التقليدية والمساحات المعدنية التي تفصل بينها وبين المصابيح الأمامية. ولإبعاد الطابع الكلاسيكي عن المقدمة، جرى تزويد الخطوط السفلى للمصابيح الأمامية  بتقوسات، فيما جهز الصادم الأمامي بثلاث فتحات طولية سفلية مع خط كرومي طاول الخارجيتين منها. وفي هذا الإطار، كررت كرايسلر الخط الكرومي في الخلف حيث إستعملته لتربط بين المصباحين الخلفيين اللذين أخذا لنفسيهما شكلاً معاصراً.

وهنا، تتوجب الإشارة الى أنه في عالم سيارات السيدان العائلية المتوسطة الحجم والتي تنتمي 200 اليه، لا يركز المستهلك كثيراً على الشكل، ذلك أن الأولوية في هذه الحال تتمحور حول الرحابة والعملانية والتكاليف التشغيلية والسعر المنافس. وعلى الرغم من ذلك، يبقى خط السقف والإطارات المحيطة بالمساحات الزجاجية الجانبية واحداً من العناصر الرئيسية التي تدعو أي كان الى القول أن 200 ليست إلا خليفة سيبرينغ. ومع ذلك، لا نعتقد أنه سيكون لذلك أي تأثير على 200، خصوصاً أن عدد طرازات سيبرينغ الموجود على طرقات منطقة الشرق الأوسط ضئيل جداً في الأساس.

وعلى الرغم أن التشابه مع سيبرينغ يشكل بالنسبة لنا كمتخصصين في أمور السيارات أمراً سلبياً، إلا أن مجرد الوصول الى مقصورة ركاب 200 سيبدل المعطيات. فالمقصورة الرخيصة التي كانت تتوفر لـ سيبرينغ ذهبت الى غير رجعة ذلك أن أول ما سيلاحظه المرء في مقصورة 200 هو المواد التي يوحي شكلها بالرقي المعزز بخليط من الألوان الداخلية الأنيقة التي يسيطر عليها مقود ذو إطار سميك. وتشمل هذه المواد مقاطع بلاستيكية ذات نوعية جيدة ومساحات من الرغوات المطاطية المبطنة بجلد صناعي تم تزيينه بقطب ظاهرة طاولت عدة أجزاء من المقصورة شأن المقاعد المبطنة بالجلد في طرازات القمة والتي توفر الأمامية منها تثبيتاً معتدلاً في المنعطفات يقابله مستويات راحة أكثر من معتدلة في الأمام تتدنى قليلاً في الخلف حيث تم تعزيزها بصندوق أمتعة بحجم 385,10 ليتر.

ومن ناحية أخرى، تعتمد كرايسلر 200 على لوحة قيادة ذات تصميم يتشابه مع ذلك المتوفر للشقيقة الأكبر 300 وبالأخص لجهة تصميم الكونسول الوسطي على شكل شبه منحرف مقلوب مع زوايا دائرية تبرز في داخلها شاشة بقياس 6,5 إنش وساعة وقت تقليدية. وعلى الرغم من بساطتها التصميمية، تتميز لوحة القيادة بوضوح معالمها وسهولة الوصول الى معظم مفاتيح تشغيل أجهزتها، خصوصاً في ظل تمتع هذه السيارة بوضعيتي جلوس وقيادة جيدتين جداً. وتتوفر 200 أيضاً مع نظام Uconnect المعلوماتي الترفيهي الذي نال عملية تطوير لإلكترونياته بات معها يتسم بسهولة التشغيل وسرعته، خصوصاً أن كرايسلر زودته بذاكرة بسعة 30 جيغابايت يمكن إستعمالها لتخزين خرائط جهاز الملاحة، إضافة الى الملفات الموسيقية الرقمية التي يمكن الإستماع اليها من خلال جهاز iPod العامل عبر قابس خاص في الكونسول الوسطي.

ومع كل هذا التطوير، قررت كرايسلر أن تحصر خيارات المستهلك في منطقة الشرق الأوسط بمحركين إثنين ينتمي أولهما الى عائلة محركات الأسطوانات الأربع المتتالية سعة 2,4 ليتر الذي تم ربطه الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب تم تحديد معايير عملها للمساهمة في التوفير في إستهلاك الوقود الذي يراوح في حدود 20 ميل لكل غالون في المدينة مقابل 31 ميل للغالون الواحد على الطرقات السريعة. ويمكن لهذا المحرك أن يولد قوة 173 حصاناً مع 225 نيوتن متر من عزم الدوران.

أما المحرك الثاني الذي قمنا بتجربته خلال الإطلاق، فمن نادي بنتاستار ويتألف من 6 أسطوانات بشكل V سعة 3,6 ليتر وقد سبق له أن فاز بجائزة «أفضل 10 محركات من وارد».

ويمكن لهذا المحرك المربوط أيضاً الى علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب طراز 62TE أن يولد قوة 283 حصاناً يمكن إستخراجها عند مستوى 6400 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع 353 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراج حدوده القصوى عند إيصال المحرك الى 4400 دورة في الدقيقة.

ومع هذا المحرك الذي تعلن كرايسلر أن إستهلاكه للوقود يبلغ 19 ميلاً للغالون في المدينة مقابل 29 ميلاً لكل غالون من الوقود على الطرقات السريعة، شعرنا خلال التجربة أن كرايسلر 200 سيارة جيدة. فقد قام مهندسو كرايسلر بتعديل معايير عمل الشاسي بحيث بات يقوم وبالتعاون مع التعليق بإمتصاص تموجات الطريق وإنحناءاتها ويمنع وصولها الى مقصورة الركاب موفراً إنقيادية جيدة تركز على الراحة وتوفر مستويات لائقة من التماسك. وفي هذا الإطار، أدت التعديلات التي طاولت جهاز المقود الى تحسينه كثيراً وليوفر بالتالي شعوراً بالطريق مع دقة توجيهية عالية وتجاوب مستمر، خصوصاً في ظل تواجد جهاز للتحكم بالتماسك يمنع إنزلاقات الإطارين الأماميين الدافعين في معظم ظروف القيادة ولينحصر العزم الموجه في الأوقات التي يتم خلالها الضغط الكلي على دواسة التسارع وشريطة أن تكون الطريق زلقة.

وفي نهاية التجربة السريعة لهذه السيارة، لم نتمكن إلا من الوقوف عند نتيجة واحدة هي أن كرايسلر 200 وبالمقارنة مع كرايسلر سيبرينغ تعتبر بمثابة خطوة كبيرة في الإتجاه الصحيح وهذا أمر جيد ولكن ما الذي سيدفع المستهلك الى إعطائها الأولوية على سيارات فئتها التي قمنا في هذا العدد بتجربة ثلاث منها.

الحقيقة، قد لا تكون 200 متفوقة مقارنةً بسيارات فئتها وما أكثرهن ولكنها من دون أدنى شك، تنفرد بمحرك بنتاستار الذي يعتبر من أفضل محركات V6 الموجودة في الأسواق وتتحلى بمقصورة تتميز بجودة تصنيعية متقدمة لم نعهدها في سيارات كرايسلر من قبل. أما سعرها، فمنافس ويتراوح تبعاً للفئة والتجهيزات بين 76 و96 ألف درهم في الإمارات العربية المتحدة.

«عمل مهندسو كرايسلر ومصمميها كفريق واحد على تطوير نقاط قوة سيبرينغ وتلافي نقاط ضعفها وتصحيح أخطاءها والنتيجة: كرايسلر 200»

«تم تعديل معايير عمل الشاسي بحيث بات يقوم بالتعاون مع التعليق بإمتصاص تموجات الطريق موفراً إنقيادية جيدة تركز على الراحة»

المواصفات

كرايسلر 200

الأرقام

3,6 ليتر، 6 أسطوانات بشكل V، دفع أمامي

283 حصان عند 6400 دورة في الدقيقة

353 نيوتن متر عند 4400 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 7,5 ثانية

السرعة القصوى: 220 كلم/س، الوزن: 1615 كلغ

الإستهلاك: 8,7 ليتر لكل 100 كلم

الطول: 487 سم، العرض: 184 سم، الإرتفاع: 148 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات