دفعة جديدة الى الأمام

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
دفعة جديدة  الى الأمام

لم تكتفي كامري الجديدة بما تملكه من مقومات نجاح طالما مكنتها من تصدر مبيعات فئتها، بل أضافت اليها المزيد الذي سيمكنها من الإستمرار في صدارتها

يحمل وصول الجيل السابع من تويوتا كامري معنى خاصاً. فـ كامري تملك في رصيدها سمعة لطالما حسدتها عليها السيارات الأخرى المنافسة كونها تمكنت من تحقيق صدارة مبيعات فئتها في الولايات المتحدة الأميركية لمدة 13 عاماً خلال الأعوام الـ 14 الأخيرة. أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد سجلت كامري مبيعات قياسية وشكلت تهديداً فعلياً لسيارات فئتها شأن هوندا أكورد وهيونداي سوناتا ونيسان ألتيما ومازدا 6 وكيا أوبتيما وسوبارو ليغاسي وغيرها من سيارات السيدان المتوسطة الحجم ولدرجة لم يتمكن أي كان من إنتقاد كامري إلا في مجال التصميم حيث لا تزال هذه السيارة بجيليها السابق والحالي تعتمد تصميماً يميل الى الكلاسيكية، في وقت يشعر المرء أن منافساتها تتمتعن بخطوط تصميمية أكثر جرأة.

ومع الجيل الجديد من هذه السيارة، كانت مهمة تويوتا صعبة جداً. فإنتاج سيارة ما بهدف أن تتمكن من صعود سلم النجاح أمر صعب. أما الأصعب، فيكمن بقدرة هذه السيارة على المحافظة على صدارتها، في وقت تعمل المنافسة بكل ما أوتيت من جهد على تطوير ما تملكه كي تتمكن من التقدم وبالتالي التفوق على أصحاب الصدارة. وفي هذا السياق وعلى الرغم من توجه المنافسة الى إضفاء المزيد من الإستقلالية التصميمية الى سياراتها، يبدو أن تويوتا قررت أن تعتمد على العقلية اليابانية التي تركز على الكلاسيكية ولذلك يكفي أن ينظر المرء الى كامري الجديدة من الجوانب ليجد أن التشابه بينها وبين الجيل الأسبق منها كبير وبالأخص لجهة المساحات الزجاجية الجانبية وإطاراتها. ولأن تويوتا تعي أهمية التصميم في تعزيز حضور سيارة ما، قررت أن تسير في نهج تصميمي جديد ولكن على صعيد الواجهتين الأمامية والخلفية. ففي الأمام، تخلت كامري الجديدة عن المصابيح المستطيلة التي تعتمد أضلعاً سفلية مقوسة لصالح مصابيح جديدة تتمتع بتصميم جميل ولكن بضلع سفلي يذكر بالمصابيح الأمامية للجيل الأسبق من هوندا سيفيك وهذا ما جعلها تبدو وكأنها أكثر عرضاً مما هي عليه في الواقع. ويرتفع الشعور بعرض السيارة أيضاً بسبب الصادم الأمامي الجديد الذي يقوم على فتحات طولية مع العديد من الخطوط الأفقية التي ساهمت في إعطاء الواجهة الأمامية طابعاً رياضياً. أما في الخلف، فقد تم التخلي عن المصابيح السابقة لصالح أخرى ذات تصميم جديد يسير في نهج المصابيح «المفرغة» على شكل البومرانغ الأسترالي الذي يبدو أن صناعة السيارات بدأت تركز عليه.

بإختصار، يمكن القول أن كامري الجديدة وعلى الرغم من أنها لا تعتمد على تصميم ثوري، إلا أنها مميزة بخطوط كلاسيكية ـ متطورة تشعر الناظر اليها أنها لا تريد الإساءة الى مالكي الجيل السادس من كامري. وفي هذا السياق، ركز قسم التصميم التابع لـ تويوتا على فتحات الأبواب وبالأخص الخلفية منها وهذا ما مكن كامري الجديدة من التحلي بفتحات أبواب خلفية كبيرة تسهل حركة ركاب المقعد الخلفي.

في الداخل وما أن يفتح المرء أي من أبواب كامري الأربعة ويجلس في داخلها حتى يشعر أن قسم التصميم الداخلي قرر أخيراً أن أسس مقصورة كامري لا يجب أن تنحصر بالمواد الجيدة والتصميم العملاني فقط ذلك أن مجرد النظر الى لوحة القيادة يؤكد أن تعليمات إدارة تويوتا ركزت هذه المرة على التصميم. فبدلاً من المواد البلاستيكية والخطوط التقليدية التي كانت تميز اللوحة السابقة، تم الإعتماد على خطوط معاصرة للوحة الجديدة التي تقوم على عدة طبقات أفقية لا تكتفي بزيادة الشعور بعرض المقصورة وحسب، بل تشعر الناظر اليها أنها غنية. فمجرد لمس القسم العلوي من لوحة القيادة ـ وبطانات الأبواب أيضاً ـ يؤكد أن الإنتباه الى الجودة موجود. فهذه الأقسام مصنوعة من رغوات مطاطية مبطنة بجلود صناعية ترفع روح الترف. أما الأقسام السفلية من اللوحة والبطانات، فهي مصنوعة من مواد بلاستيكية تتميز بنوعيتها الجيدة.

وهنا، لا تكتفي المقصورة بلوحة معاصرة تقوم على تجويف عدادات متكامل، بل تشمل كونسولاً وسطياً يتميز بشاشة كبيرة وعالية النقاوة يمكن من خلالها التحكم بعدد من أجهزة السيارة. وشأنها للجيل الأسبق، تتميز لوحة القيادة بإحتوائها على عدد من أماكن التوضيب وحاملات الأكواب، تماماً كما تتسم بسهولة التعامل مع معظم مكوناتها. ومن ناحية أخرى، قام قسم التصميم بإستغلال قاعدة السيارة بشكل خرج معه بأكبر حجم ممكن لمقصورة الركاب التي يمكنها أن تستضيف خمسة ركاب بالغين براحة تامة ولمسافات طويلة عبر مقاعد أمامية وخلفية مزودة برغوات إسفنجية مدروسة لتوفير راحة جلوس عالية مهما طال زمن السفر على متن كامري. وهنا لم تكتف تويوتا بتعزيز الراحة، بل عملت على توزيع مكونات المقصورة بشكل ذكي وبحيث وفرت مساحات داخلية رحبة للركاب الخمس وبالأخص أولئك الجالسين في الخلف واللذين باتوا يتمتعون بمساحات رأسية ممتازة يعود جزء من الفضل فيها الى خط السقف الذي ينحني بشكل طفيف في الخلف. أما على صعيد مجالات الرؤية، فتحقق كامري علامات مرتفعة جداً ذلك أن المصممين عمدوا الى تصغير حجم العمود A الحامل للزجاج الأمامي بعد تقوية بنيته الداخلية كما قاموا بخفض سماكة العمود B الذي يفصل بين البابين الأمامي والخلفي. أما في الخلف، فتتحلى كامري بصندوق أمتعة يصل حجمه الى 437 ليتر، أي أنه يحل في المركز الثاني لأحجام التحميل في هذه الفئة من السيارات ومباشرة خلف فولكسفاكن باسات.

على الجبهة الميكانيكية وعلى الرغم من توفر كامري بمحرك V6 بسعة 3,5 ليتر خارج منطقة الشرق الأوسط، إلا أن هذه السيارة تندفع في منطقتنا عبر محرك رباعي الأسطوانات بسعة 2,5 ليتر. ومع هذا المحرك الذي نال بعض التعديلات التطويرية، إزدادت قوة كامري بنسبة تبلغ أكثر من 15 بالمئة لتصل الى 178 حصاناً وكذلك عزم دورانها بنسبة تزيد عن 8 بالمئة ليصل الى 235 نيوتن متر، قابلها إستهلاك تدنى بنسبة 11,4 بالمئة. وتندفع كامري عبر عجلتيها الأماميتين ومن خلال علبة تروس أوتوماتيكية من 6 نسب أمامية متزامنة يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس في طرازات القاعدة وعبر عتلات مثبتة خلف المقود في طرازات القمة. وعلى الرغم من أن تجربتنا لـ كامري لم تمتد لوقت طويل، إلا أنه لا يمكننا أبداً أن ننكر أن محركها ممتاز. فهو يتمتع بعزم مرتفع عند الإنطلاق ويتحلى بقدرات تسارعية لا بأس بها في حالات التجاوز ويتميز بقدرته على العمل بصمت خلال ظروف القيادة العادية. أما عند التحول الى القيادة الرياضية، فيرتفع هدير المحرك بشكل نسبي ولكنك هنا ستشعر أن هناك حاجة ولو طفيفة الى مزيد من القوة، مع العلم أن التأدية التي يولدها محرك الأسطوانات الأربع كافية.

وفي حال عدنا بالذاكرة الى الجيل الأسبق من كامري، لا يمكننا إغفال مدى الهدؤ الذي تتحلى به مقصورات هذا الجيل والذي بات واحداً من المعالم التي تنفرد بها كامري. وفي هذا الإطار وخلال تطوير الجيل الجديد، ركزت تويوتا على زيادة مستويات الهدوء التشغيلي من خلال تعزيز العزل الصوتي ومنع ضجيج الإطارات والمحرك والهواء من الوصول الى المقصورة.

وهنا لا يمكن للمرء أن ينكر دور التعليق في هذا العزل. وفي هذا السياق، أبقت تويوتا على التعليق الذي يقوم في الأمام على مثلثات مزدوجة ومتضادة مقابل نظام الوصلات المتعددة في الخلف ولكن بعد أن طورته وزودته بمعايير ضبط جديدة لم ينتج عنها إمتصاص أفضل لتموجات وإنحناءات الطريق وحسب، بل زيادة في العزل الصوتي وفي راحة التعليق. ومع ذلك، تتمتع كامري الجديدة بمستويات ثبات متقدمة طالما المرء يقودها بطريقة طبيعية. أما عند ضغطها في المنعطفات وبشكل يزيد عن حدود المنطق المعتدل، فستتعرض لإنزلاق قسمها الأمامي وهو أمر طبيعي في السيارات المندفعة بالعجلات الأمامية. وهنا يكفي أن يقوم المرء برفع قدمه عن دواسة التسارع ليعود فيضغط عليها بشكل تدريجي ليحد من إنزلاق المقدمة وهو أمر يساهم فيه جهاز التحكم بالتماسك.

ومن ناحية أخرى، قررت تويوتا أن تعتمد على نظام مساعدة إلكترونية للمقود ساهم في زيادة تجاوب المقود ورفع دقته التوجيهية. وعلى الرغم من قدرة هذا المقود على نقل الشعور بالطريق الى يدي السائق، إلا أنه يخفض من الإحساس بالطريق وهذا ما يعتبره السائقون الرياضيون على أنه سئ فيما يجده السائقون العاديون على أنه من النقاط الإيجابية، خصوصاً أن المقود الكهربائي يقلل إستهلاك الوقود ويتميز بليونته العالية على السرعات المنخفضة وأثناء الركن التي يقابلها قساوة نسبية عند إرتفاع السرعة.

وهنا لم تكتف تويوتا بتوفير كامري الجديدة مع عدد من التجهيزات التي لم تكن تتوفر لها في السابق إلا إضافياً، أنما قامت بتعزيز السلامة العامة في سيارتها هذه التي زودت بمناطق هشة في الأمام والخلف تعمل على التشوه تحت تأثير الإصطدامات بهدف إمتصاص قوة الصدمة وإبعادها عن مقصورة الركاب التي نالت بدورها أبواباً مزودة بعوارض معدنية مدمجة ترفع الحماية صد الصدمات الجانبية. وفي هذا السياق أيضاً، تتوفر كامري الجديدة مع 10 أكياس هواء منها كيسي هواء أماميين وآخرين أماميين جانبيين، بالإضافة الى كيسي هواء خلفيين جانبيين وستارتي هواء جانبيتين لمنطقة النوافذ الجانبية وكيسي هواء لركب الجالسين في الأمام. وفي سياق تجهيزات السلامة، تتوفر كافة فئات كامري مع جهاز لمنع غلق المكابح ونظام مساعدة الكبح. أما فئات SE Plus وما فوق، فتتوفر مع جهاز التحكم بالثبات والسحب.

في النهاية، يمكن القول أن كامري جديدة كلياً ولكنها في الصميم لم تتغير إذ لا تزال توفر مقصورة رحبة وعملانية وسهلة الإستخدام، تماماً كما أنها لا تزال توفر لمالكها وركابه تجربة إنتقال جيدة وبعيدة عن المتاعب. ومن ناحية أخرى، لا تزال هذه السيارة قادرة على العمل لسنين طويلة وعلى خدمة سائقها بولاء تام. وبكلمات أخرى، يمكنني التقدير أن كامري التي تمكنت من إحتلال الصدارة لأكثر عقد من الزمن لن تتخلى عن صدارتها هذه بسهولة وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى أنها لا تزال مستمرة في طريق التألق.

«يرتفع الشعور بعرض السيارة بسبب الصادم الأمامي الجديد الذي يقوم

على فتحات طولية وخطوط

أفقية تساهم في إعطاء

الواجهة الأمامية طابعاً

رياضياً»

«لا تزال كامري بجيليها السابق والحالي تعتمد تصميماً يميل الى الكلاسيكية، في وقت يشعر المرء أن منافساتها تتمتعن بخطوط تصميمية أكثر جرأةً»

«عززت تويوتا مقومات السلامة في كامري من خلال توفيرها مع تجهيزات أمان غنية منها 10 أكياس هواء»

«ما أن تفتح أي من أبواب كامري حتى تشعر أن تعليمات الإدارة لقسم التصميم الداخلي تقتضي بالتركيز على المواد الجيدة والإستعمال العملاني والتصميم المعاصر»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات