نيسان ألتيما

  • تاريخ النشر: الإثنين، 08 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
نيسان ألتيما

مع الجيل الجديد من ألتيما، لم تكتفي نيسان بتوفير سيارة جديدة على كافة الصعد، بل عملت على رفع سقف المنافسة في هذا القطاع من السيارات العائلية.

إذا كنت مثلنا من محبي السيارات الرياضية والسريعة، فأنت بالتأكيد لن تهتم لأمر السيارات العائلية ذات الأبواب الأربعة والتي يعتقد كل من ينتعش عندما يشم رائحة الإطارات المحترقة أو الوقود، أنها سيارات مملة ولا توفر أي متعة قيادة لا من قريب ولا من بعيد. أما أصحاب العائلات الراغبين بسيارات سيدان متوسطة الحجم تمكنهم من نقل عائلاتهم وأمتعتهم واللذين يركزون على أن تتمتع سياراتهم بمستويات إعتمادية عالية، فيخالفونك الرأي لأن متطلباتهم تختلف كلياً عن متطلباتك كمحب للسيارات الرياضية التأدية. وهؤلاء لا يجدوا في سيارات هذه الفئة ومنها نيسان ألتيما التي نحن بصدد تجربة الجيل الجديد منها، مجرد سيارة عائلية تتميز بالإعتمادية والعملانية والسعر المرتفع عند إعادة البيع، بل يذهب البعض منهم الى حدود القول أن سياراتهم هذه توفر أيضاً متعة القيادة. ومن هنا، كان لا بد لنا عند إطلاق الجيل الجديد من نيسان ألتيما من أن نشارك في الحدث الذي أقامه المكتب الإقليمي لـ نيسان في منطقة الشرق الأوسط خصيصاً لإطلاق ألتيما الجديدة التي لا بد لمبيعاتها من أن تكون قد بدأت مع موعد صدور هذا العدد من توب جير.

ولكن قبل الدخول في مجريات تجربة ألتيما الجديدة التي قدت فئتيها اللتين تتوفر الأولى منهما بمحرك من 4 أسطوانات متتالية بسعة 2,5 ليتر مقابل 3,5 ليتر مورزعة على 6 أسطوانات بشكل V للثانية ولفترة قليلة، لا بد من الإشارة الى أنني ما إنطلقت بـ ألتيما في الشوارع المحيطة بوسط مدينة دبي حتى تفاجأت بعدد سيارات ألتيما الكبير المتواجد على الطرقات ولدرجة بدأت أتساءل بيني وبين نفسي عن ما إذا كانت نيسان قد دبرت ذلك مسبقاً. ولكنني كنت على يقين بأن ذلك غير صحيح لأنني أعلم من التقارير التي تردني حول مبيعات السيارات أن مبيعات ألتيما عالية جداً وذلك على الرغم من المنافسة العاتية التي تلاقيها هذه السيارة من سيارات عريقة شأن تويوتا كامري وهوندا أكورد وذلك من دون نسيان كل من شفروليه ماليبو وفولكسفاكن باسات وهيونداي سوناتا ومازدا 6 وفورد فيوجن و..

وبالعودة الى مبيعات ألتيما، نشير أن جزءاً من السبب بإرتفاعها يعود الى الجيل الأسبق الذي قدم منذ حوالي عقد من الزمن والذي لم يكتفي بالمساحات الداخلية الـ «ضخمة» مقارنة بحجم السيارة الخارجي، بل أضاف اليها مستويات متقدمة من العملانية مع تصميم خارجي ذو شخصية مستقلة معززة بالعملانية والإعتمادية التي طالما إشتهرت بها صناعة السيارات اليابانية عموماً. ومع الجيل الحالي الذي سيصبح الأسبق قريباً جداً، حققت نيسان نجاحاً كبيراً لدرجة إحتلت مبيعات سيارتها هذه المركز الثاني في سوق الولايات المتحدة الأميركية مباشرة خلف تويوتا كامري، مما يعني أن مهمة تطوير هذه السيارة والخروج بجيل جديد منها لم تكن بالأمر السهل. ومن هنا، كان القرار بعدم إخضاع ألتيما الجديدة الى تغييرات تصميمية جذرية وهذا  ما أدى الى الخروج بتصميم يركز نسبياً على كلاسيكية ألتيما ويؤكد لكل من يراها أنها عبارة عن جيل مستقبلي من ألتيما الحالية.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن القشرة الخارجية لهذه السيارة والمقصود هنا كل ما تراه العين المجردة منها، جديد كلياً ولكنه يحمل المعالم التصميمية التي طالما ميزت ألتيما خلال سنواتها الأخيرة. ففي الأمام مثلاً، تم الإبقاء على الملامح العامة ولكن الشبك الأمامي نال إطاراً كرومياً عريضاً ساهم في زيادة روح الترف، خصوصاً أنه يتوسط المصباحين الأماميين اللذين يتشابهان مع مصابيح طراز ماكسيما واللذين أخذا لنفسيهما شكلاً مثلثاً ـ مستطيلاً في آن ونالا جوانب تتداخل مع الرفاريف الأمامية معتمدةً شكل البومرانغ الأسترالي وهو عنصر تم تكراره أيضاً في جوانب المصابيح الخلفية، خصوصاً بعد أن بات واحد من معالم سيارات نيسان منذ أن تم إطلاقه مع الجيل الحالي من نيسان 370Z. أما في الجوانب وعلى الرغم من عدم تبدل التصميم، إلا أن زاوية ميلان الزجاج الخلفي وإنحناء خط صندوق الأمتعة العلوي يوحيان أن ألتيما ضائعة بين فئتي سيارات الهاتشباك والسيدان مع العلم أنها تنتمي الى الأخيرة.

وخلف الهيكل الخارجي الجديد، إرتأت نيسان أن تبقي على قاعدة العجلات المعتمدة للجيل الأسبق التي يبلغ طولها 277,5 سم ولكنها رفعت الطول الإجمالي للسيارة وللمحورين الأمامي والخلفي، الأمر الذي إنعكس بشكل إيجابي على مستويات التماسك. ومع ذلك، لم يرتفع الوزن الإجمالي، بل إنخفض في الفئة المزودة بمحرك الـ 2,5 ليتر بمعدل 35 كلغ، خصوصاً بعد أن إعتمدت ألتيما الجديدة على الحديد المعالج في عدة أماكن من بنيتها التحتية، في وقت قام مهندسو نيسان بتزويدها بعوارض معدنية خلف الصادمين الأمامي والخلفي تمت صناعتها من الألومنيوم المعالج. ومن ناحية أخرى، درست نيسان مميزات بعض سيارات السيدان العائلية الألمانية بهدف تحسين إنقيادية ألتيما ولتقوم على الأثر بتعديل تصميم التعليق الخلفي الذي لا يزال يعتمد مبدأ الوصلات المتعددة ولكن بعد تزويده بوصلات مطورة لقطعه السفلية التي يمكن معها للإطارات الخلفية أن تعدل زوايا ميلانها العمودي تبعاً للحمولات والضغط الذي تتعرض له في المنعطفات.

وعلى صعيد آخر، لطالما كانت جودة المقصورة المتدنية من نقاط ضعف عدد من سيارات هذه الفئة ومنها ألتيما التي كانت تعتمد بكثرة على المواد البلاستيكية القاسية. أما مع ألتيما الجديدة، فقد قررت نيسان أن تركز على جودة المواد المستعملة في الداخل. فالقسم العلوي من بطانات الأبواب ولوحة القيادة أصبح مبطناً بجلود مطاطية توحي بالترف، في وقت تم إستبدال البلاستيك الرخيص الذي كانت تصنع منه الأجزاء السفلية للوحة القيادة وبطانات الأبواب بخليط من المواد البلاستيكية التي يؤكد شكلها وملمسها بأنها من النوع الجيد. وهنا لم تكتفي نيسان بالتركيز على جودة المواد المعتمدة في الداخل وعلى الجودة التصنيعية، بل قامت بإعادة تصميم المقصورة، خصوصاً أن التعديلات التي نالتها السيارة أدت الى زيادة العرض الإجمالي بمعدل 3,3 سم. وهنا لم تنعكس هذه الزيادة البسيطة على شكل مزيد من التناسق الهندسي للهيكل الخارجي وحسب، بل على مقصورة الركاب التي إستفادت لجهة المساحات الداخلية المخصصة لأكتاف الركاب الخمسة اللذين سيتمتعون بالإنتقال على متن ألتيما الجديدة التي ستوفر لهم مساحات داخلية كريمة حتى خلال الإنتقال لمسافات طويلة.

وفي هذا الإطار، قامت نيسان بإعادة تصميم المقاعد ولا سيما الأمامية منها والتي إعتمد لها على مقاييس جسم الإنسان عندما يكون في الفضاء حيث الجاذبية معدومة وهذا ما إنعكس على شكل مقعدين أماميين يتميزان بتوفيرهما لمستويات راحة عالية جداً تتدنى بنسبة قليلة في الخلف حيث جرى الإعتماد على مقعد أحادي جرى تزويه برغوات مطاطية إسنفجية متفاوتة القساوة مهمتها زيادة راحة الجلوس. وفي مواجهة ذلك، نالت ألتيما الجديدة لوحة قيادة جديدة كلياً تبدأ بتجويف للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين لسرعة السيارة ودوران محركها يحتوي كل منهما على عداد سفلي صغير للإشارة الى مستوى الوقود المتبقي في الخزان والى درجة حرارة المحرك. وبين العدادين، وضعت نيسان لوحة رقمية بزاوية ميلان مرتفعة تقوم بعرض عدد من المعلومات التي يمكن التحكم بنوعيتها لتبدو هذه المعلومات وكأنها معكوسة على شاشة ثلاثية الأبعاد. أما في الوسط، فتعتمد لوحة القيادة على كونسول وسطي ذو تصميم تقليدي يبدأ بمخارج هواء المكيف التي تعلو النظام الموسيقي ذو الشاشة الرقمية التي تتحول في طرازات القمة الى شاشة أكبر لجهاز الملاحة الذي لا نزال لا ندري ما إذا كانت نيسان الشرق الأوسط ستوفره في المنطقة. وتحت هذه الشاشة، يعتمد الكونسول مقطعاً أفقياً يحتوي على مفاتيح التحكم بمكيف الهواء التي تنتهي بالمقطع الأفقي من الكونسول الذي يحتوي على مقبض علبة التروس وعلى حاملين مدمجين للأكواب، بالإضافة الى أماكن توضيب تبدأ بمقدمة القسم الأفقي من الكونسول وتمر بحيز التوضيب المختفي تحت مسند اليد الوسطي وتنتهي بأماكن توضيب جرى نشرها في بطانات الأبواب الأربعة.

أما الملاحظ في هذه اللوحة، فيتمثل بتصميمها الذي يركز على عملانية الإستعمال وسهولة التأقلم مع وضعيات مفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة التي يمكن التحكم بعدد كبير منها من خلال المفاتيح التي جرى تثبيتها على مقبضي المقود الأفقيين والتي تساهم في زيادة العملانية والأمان، خصوصاً أن إستعمال هذه المفاتيح لا يتطلب من السائق أن يرفع نظره عن الطريق إلا لوقت وجيز جداً. ومع ألتيما الجديدة، لا يمكن للمرء أن يغفل مستويات الرحابة الداخلية، خصوصاً أن المقصورة مزودة بمساحات زجاجية أمامية وجانبية وخلفية كبيرة تساهم في زيادة الشعور بالرحابة وتعمل في الوقت نفسه على توفير مجالات رؤية جيدة جداً في كافة الإتجاهات.

وهنا، لم تكتفي نيسان بما سبق، بل عززت ألتيما الجديدة بعدد من التجهيزات التي تتوفر عادة للسيارات الأكبر حجماً وذلك على أمل التمكن من إستقطاب بعض المستهلكين الأوفياء للمنافسة وبالأخص تويوتا كامري. وتشمل هذه التجهيزات نظام المساعدة المتقدمة للقيادة (Advanced Drive Assist) المتوفر في كل فئات ألتيما على شكل شاشة ملونة بقياس 4 إنش يمكن التحكم بها من خلال مفاتيح مثبتة في المقود لعرض معلومات تتراوح بين تلك المتعلقة بالنظام الموسيقي (يتوفر واحد من Bose إضافياً) أو تلك الخاصة بإستهلاك الوقود لحظة بلحظة. كذلك تشمل معلومات هذه الشاشة كمبيوتر الرحلات أو معلومات جهاز الملاحة. وتعرض هذه الشاشة أيضاً ثلاث شاشات دائمة يمكن الإنتقال فيما بينها (وضعية السيارة من أعلى، معايير السيارة والتحذيرات النشطة الخاصة بها)، إضافة الى ثلاث شاشات أخرى يمكن إضافتها الى شاشات العرض. ومن جهة أخرى، تشمل التجهيزات الأخرى المتوفرة لـ ألتيما الجديدة أنظمة التحذير من وجود عوائق في الزوايا العمياء (BSW) والتحذير ومنع تبديل مسرب السير (LDW) وكشف العوائق غير المرئية (MOD) والتي تعمل جميعها بالإعتماد على الكاميرا الخلفية التي توفر مشهداً بزاوية 180 درجة خلف السيارة.

ولسيارتها هذه، توفر نيسان محركين يتألف الأول منهما من 4 أسطوانات متتالية سعة 2,5 ليتر يعمل عبر 16 صماماً رأسياً وعمودي كامة علويين. وقد زود هذا المحرك بنظام للتحكم بتوقيت عمل صماماته ولترتفع قوته من 175 الى 182 حصان، فيما تم الإبقاء على عزم دورانه البالغ 244 نيوتن متر. أما المحرك الثاني، فمن نادي محركات V6 بسعة 3,5 ليتر وهو قادر على توفير قوة 270 حصان تترافق مع 350 نيوتن متر من عزم الدوران. ويعمل هذان المحركان مع علبة تروس أوتوماتيكية من فئة علب CVT ذات النسب اللانهائية ولكن هذه العلبة نالت عملية تطوير مكثفة مكنتها من توفير تأدية جيدة بعيدة عن التردد الذي طالما تميزت به العلب القديمة. أما السبب بإعتمادها، فيعود تبعاً لمسؤولي نيسان الى قدرة هذه العلبة على المساهمة في خفض الضجيج التشغيلي والحد من إستهلاك الوقود (يمكن لـ ألتيما V6 أن تسير على الطرق السريعة بسرعة 100 كلم/س ومن دون أن يزيد دوران محركها عن 1700 دورة في الدقيقة)، بالإضافة الى قدرتها على تحسين التجاوب وزيادة متعة القيادة وهو أمر تمكنا من الإحساس به خلال تجربة ألتيما وبالأخص المزودة بمحرك الـ 3,5 ليتر والتي زودتها نيسان بمعايير عمل للتعليق أكثر قساوة من تلك المعتمدة لفئة الـ 2,5 ليتر. أما التماسك، فهو جيد ومعزز بمقود ذو مساعدة كهربائية تمكنت معه ألتيما من توفير شعور جيد بالطريق وتجاوب يزيد عن المعدل في مقصورة يسودها هدوء لافت وراحة إنتقال جيدة وهذا ما دعانا الى وضع هذه السيارة ضمن جدولنا الخاص بالتجارب المفصلة.

«قامت نيسان بإعادة تصميم المقصورة، خصوصاً أن التعديلات التي نالتها ألتيما أدت الى زيادة عرضها الإجمالي»

«توفر نيسان سيارتها هذه بعدد من التجهيزات التي تتوفر عادة للسيارات الأكبر حجماً وتأمل بإستقطاب بعض زبائن تويوتا كامري»

المواصفات

نيسان ألتيما

الأرقام

2,5 ليتر – 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي ـ 182 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة – 244 نيوتن متر عند 4000 دورة في الدقيقة

3,5 ليتر – 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع أمامي ـ 270 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة – 350 نيوتن متر عند 4400 دورة في الدقيقة

الحكم

رفعت نيسان سقف المنافسة ضمن قطاع ألتيما من سيارات السيدان العائلية المتوسطة ووفرت سيارة لا بد للراغب بقطاعها من التوقف عندها

8

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات