نيسان سنترا ... بيبي ألتيما

  • تاريخ النشر: الإثنين، 15 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
نيسان سنترا ... بيبي ألتيما

على الرغم من أنها تبدو وكأنها ألتيما صغيرة تنتمي الى قطاع السيدان المدمجة، إلا أن سنترا لن تأخذ مكان أي من شقيقاتها، بل ستعزز خيارات المستهلك عند دخوله الى صالات عرض نيسان

يعتبر قطاع سيارات السيدان المدمجة من أكثر قطاعات السيارات تعقيداً. فهذه السيارات تتوجه عادةً الى مستهلك من ذوي الدخل المحدود ولكنه ينتمي الى فئة الناس المثقفين والواعين لما يريدونه في الحياة عموماً ومن سياراتهم على وجه التحديد. وهنا تشير الإحصائيات أن الراغبين بهذا النوع من السيارات يريدون كل ما يمكن أن يتوفر في هذا القطاع من مزايا شأن القيمة العالية مقابل الثمن المنافس والشكل الحسن والجذاب، المقصورة المريحة والرحبة، حجم التحميل المرتفع، الإنقيادية التي تركز على الراحة والمعززة بنوع من التأدية الرياضية، الإستهلاك المتدني للوقود، التجهيزات الإلكترونية الرائجة في هذه الأيام كالنظام الموسيقي العصري القادر على حفظ الملفات الموسيقية الرقمية وغيرها من الإضافات التي لم يعد وجودها في هذا القطاع من السيارات مستغرباً. وبالإضافة الى التعقيد الذي يترافق مع هذا القطاع والمنافسة العارمة التي تسيطر على سوق سيارات السيدان المدمجة، لا يمكن للمرء إغفال المنافسة التي تواجهها طرازات القمة التابعة لهذا القطاع من سيارات المدخل التي تنضوي تحت لواء سيارات السيدان الصغيرة، الأمر الذي يحول مهمة صانعي سيارات السيدان المدمجة الى عمل صعب للغاية.

فكيف بالحري إذا كان الصانع يريد تسجيل دخوله الى هذا القطاع؟

وهنا، يمكن القول أن مهمة نيسان في إقتحام هذا القطاع لن تكون بالصعوبة التي يتصورها المرء. فـ نيسان تملك طراز تيدا سيدان الذي قدم منذ حوالي 9 سنوات في منطقة الشرق الأوسط والذي أثبت خلال مسيرته هذه أنه سيارة جديرة بالثقة وتتمتع بإعتمادية عالية والأهم من ذلك سعر مرتفع عند إعادة البيع. أما مشكلة نيسان في المنطقة العربية، فتكمن بأنها قدمت سيارة جديدة ـ قديمة لم يسبق له أن توفرت في أسواقنا. وهنا نقول أن سيارة نيسان هذه التي تحمل تسمية سنترا هي سيارة جديدة لأنها سجلت في مطلع العام الجاري دخولها الأول الى المنطقة، في وقت كانت نيسان توفرها في أسواق أخرى منها السوق الأميركية منذ خريف العام 2006. أما السبب بقولنا أنها قديمة، فيعود الى خبرة نيسان في قطاع السيارات العائلية المدمجة والذي تشكل صني القديمة وتيدا الحالية أبرز عناصره.

وعلى الرغم من توفر سنترا في الأسواق الأميركية منذ حوالي 6 سنوات، إلا أن نيسان الشرق الأوسط إرتأت أن تؤخر البدء بتصديرها الى منطقتنا لغاية إخضاعها الى عملية إعادة تصميم شاملة بغية إنتاج جيل جديد منها، خصوصاً أن الجيل الأسبق من هذه السيارة كان يتميز بتصميم خارجي صندوقي تبرز فيه الزوايا القاسية والمساحات المعدنية المسطحة والتي تتبع مدرسة تصميمية كانت رائجة خلال العقد الماضي وبالأخص في القارة الأميركية الشمالية. أما اليوم، فقد تمت إعادة تصميم سنترا لتخرج بحلة خارجية جديدة كلياً يمكن وصفها بإختصار بأنها تبدو وكأنها الإبنة الصغرى للشقيقة الأكبر منها، ألتيما مع العلم أن هناك بعض من الملامح التصميمية الخاصة بالشقيقة الأصغر، صني في الجوانب.

وعلى الرغم من أننا لسنا هنا لنحكم علي الشكل لأن الجمال نسبي وما قد يراه البعض على أنه جميل جداً قد لا يكون بهذا القدر من الجمال بالنسبة للبعض الآخر، إلا أنه لا يمكننا إلا أن نتوقف عند التصميم العام لـ سنترا الذي يقوم على عدد من العناصر الخاصة بمدرسة التصميم التابعة لـ نيسان شأن تصميم البومرانغ الأسترالي الذي يطاول جوانب المصابيح الأمامية والخلفية والذي بدأ بالظهور مع الجيل الحالي من الشقيقة الرياضية 370Z وذلك بالإضافة الى الشبك الأمامي الذي يعتمد شكل شبه المنحرف (المستطيل ذو الأضلاع الجانبية غير المتوازية) والذي يتداخل مع الصادم الأمامي الذي يعتمد على ثلاث فتحات سفلية تهدف الوسطية منها الى زيادة مستويات تبريد مقصورة المحرك، فيما تم إستغلال الجانبيتين منها لتثبيت المصابيح الإضافية المخصصة للضباب. أما في الجوانب وعلى الرغم من الخطوط العامة توحي بأن ما تراه هو عبارة عن شكل مصغر من التصميم الجانبي للشقيقة ألتيما، إلا أن التناسب الهندسي بين المساحات الزجاجية والأسطح المعدنية يوفر لـ سنترا شكلاً مقرباً من القلب ينتهي في الخلف بزجاج خلفي مائل مع خط مرتفع لصندوق الأمتعة يقاطعه تداخل المصابيح الخلفية التي تبدو من بعض الزوايا وكأنها تعود الى إحدى سيارات رينو الفرنسية.

في الداخل وبسبب قيام سنترا على قاعدة عجلات بطول 270 سم نتج عنها هيكل خارجي يتمتع بـ 461,5 و176 و149,6 سم لكل من طوله وعرضه وإرتفاعه، تمكن مهندسو نيسان من الخروج بمقصورة سيتفاجأ كل من ينظر اليها بسبب رحابتها العالية مقارنة بحجم السيارة الخارجي. فهذه المقصورة لا تكتفي بقدرتها على إستيعاب 4 ركاب براحة قصوى تتدنى نسبياً في حال إرتفع عدد الركاب الى 5، بل تضيف الى ذلك رقماً قياسياً جديداً لجهة المساحات الداخلية المخصصة لأرجل الجالسين على المقعد الخلفي التي تعتبر الأكبر في هذا القطاع وهذا ما يمكن ركاب الخلف من الإحساس بالراحة العالية حتى ولو كان المقعدان الأماميان مثبتان الى أقصى الخلف. والى جانب مستويات الراحة الجيدة التي توفرها هذه المقاعد التي يمكن القول أن مستويات تثبيتها للأجسام معتدلة أو أقل من معتدلة بقليل، ركزت نيسان على الجودة سواء كان ذلك لناحية المواد المستعملة أو لجهة الجودة التصنيعية التي تتفوق عن المعدل المتعارف عليه في هذا القطاع. كذلك توجب الإشارة الى أن سنترا تتحلى بحجم تحميل خلفي ممتاز يبلغ 510 ليترات لصندوق يتميز بحافة تحميله المنخفضة التي تسهل بالتالي عمليتي تحميله وتفريغه، خصوصاً أن غطاءه قابل للفتح عن بعد.

وهنا، لم تتوقف نيسان سنترا عند هذه الحدود، إذ قررت إدارة نيسان أن التركيز على العملانية وسهولة الإستعمال هما أمران لا بد من أن يترافقا مع سنترا. فلوحة القيادة وعلى الرغم من بساطتها التصميمية تتميز بسهولة التعامل معها وهي قادرة علي توفير كل المعلومات للسائق ومن دون أن يحتاج هذا الأخير لرفع نظره عن الطريق. وهنا لا بد من الإشارة الى أن لوحة القيادة وبطانات الأبواب مصنوعة من مواد تتحلى بملمس ناعم ونوعية جيدة توحي للمرء أنه جالس في مقصورة سيارة تنتمي الى قطاع أكبر من السيارات. ومن ناحية أخرى، جرى تزويد المقصورة بجيوب في الأبواب الأمامية والخلفية أضيف اليها أماكن توضيب في لوحة القيادة وفي مسند اليد الوسطي مع عدد من حاملات الأكواب التي تم نشرها في الجزئين الأمامي والخلفي من المقصورة. كذلك زودت سنترا بعدد من التجهيزات التي تهدف الى زيادة الراحة والعملانية ومنها نظام تكييف مزود بمصفاة للهواء مدمجة الحجم وجهاز مقود يمكن تعديل وضعيته العمودية والأفقية ونوافذ كهربائية مع خاصية رفع وتنزيل زجاج نافذة السائق بلمسة واحدة، إضافةً الى قفل مركزي ومأخذين كهربائيين مساعدين بقوة 12 فولت وميزتي فتح الأبواب عن بعد من دون إستخدام المفاتيح وفتح صندوق السيارة وخزان الوقود عن بعد.

أما النظام الموسيقي في سنترا، فيتميز بنقاوة صوتية تزيد عن المعدل وقد تم تزويده براديو مع قارئ للأسطوانات المدمجة جرى ربطها الى أربعة مكبرات صوت وشاشة ملونة بقياس 4,3 إنش. كذلك تم تزويد النظام الموسيقي بقابس لربط أجهزة iPod وآخر من نوع USB لقراءة الملفات الموسيقية الرقمية المخزنة على ذاكرة خارجية. والى جانب توفر سنترا مع تقنية بلوتوث للإتصالات اللاسلكية، تتوفر هذه السيارة مع مكيف هواء إلكتروني بمنطقتي تبريد منفصلتين عن بعضهما البعض.

على الصعيد الميكانيكي، قررت نيسان أن توفر لسيارتها هذه خياراً بين محركين إثنين ينتمي كلاهما الى عائلة محركات الأسطوانات الأربع المتتالية. وتبلغ سعة المحرك الأول 1,6 ليتر وقد تم تزويده بعمودي كامة علويين لتشغيل صماماته الـ 16 التي يتحكم جهاز خاص بتوقيت عملها وليولد هذا المحرك قوة 113 حصاناً عند 5600 دورة في الدقيقة تترافق مع 154 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، توفر نيسان علبة تروس يدوية خماسية النسب أو أخرى أوتوماتيكية من فئة CVT ومن الجيل الجديد تتميز بنسبها اللامتناهية التي تعزز مستويات الإستهلاك.

أما المحرك الثاني الذي يتوفر لطرازات القمة، فهو من 4 أسطوانات متتالية ولكن سعته إرتفعت الى 1,8 ليتر وقد زود شأنه للمحرك الأصغر ببخاخ إلكتروني مع 16 صماماً تعمل بمساعدة عمودي كامة علويين وجهاز للتحكم بتوقيت عمل الصمامات. ومع هذا المحرك، يحصل المستهلك على 130 حصاناً يمكن إستخراجها عند إيصال المحرك الى مستوى 6000 دورة في الدقيقة وعلى 174 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند حدود 3600 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، قررت نيسان أن لا توفر علبة التروس اليدوية وحصرت خيارات المستهلك بعلبة CVT الأوتوماتيكية.

ولأن هذه السيارة تتوجه الى شريحة متطلبة من المستهلكين، قررت نيسان أن لا تساوم في تجهيزات سنترا ووفرتها بسبع مستويات تجهيز مختلفة منها مستويي S وSV الذي يتوفر مع كلا المحركين. أما مستوى التجهيز SV سبورت، فقد تم حصره بالفئات المزودة بمحرك الـ 1,6 ليتر، فيما تم تخصيص نسختي SL وSL Premium بـ سنترا المزودة بمحرك ال 1,8 ليتر. ومهما كان مستوى التجهيز الذي يعتمده المرء لـ سنترا، فهو سيحصل على جهاز مقود يعمل بتقنية الجريدة والبنيون مع مساعد كهربائي وعلى نظام ESP للتحكم الإلكتروني بالتماسك. كذلك سيحصل على تعليق يعتمد على مبدأ قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام والتي يقابلها في الخلف محور إلتوائي مع ماصات صدمات ونوابض معدنية حلزونية في الأمام والخلف، مما يعني أنه سيحصل بالتالي على توجيه جيد وعلى إنقيادية تركز على الراحة مع مستويات تماسك جيدة وهذه أمور يركز عليها الراغبون بشراء سيارات السيدان المدمجة، بالإضافة الى مكابح تقوم على مبدأ الأسطوانات القرصية في الأمام والطبلات في الخلف تقول نيسان أنها توفر توقفات آمنة وسريعة وتتحلى بكفاءة تشغيلية متقدمة حتى عند الإستعمال المتتالي والمكرر.

يذكر أخيراً أن سعر سنترا المعلن عند إطلاقها في دولة الإمارات العربية المتحدة يراوح بين 57500 و68 ألف للفئات المزودة بمحرك الـ 1,6 ليتر مقابل 71 و81 ألف درهم للفئات المزودة بمحرك الـ 1,8 ليتر وأن هذا السعر يبقى عرضة للتعديل من قبل الوكلاء في منطقة الشرق الأوسط.

«لن تكون مهمة نيسان مع سنترا صعبة، فهي تملك خبرة عريقة في قطاع السيدان المدمجة إكتسبتها على مر السنين من طرازي صني وتيدا»

«على الرغم من توفر سنترا في الأسواق الأميركية منذ حوالي 6 سنوات، إلا أن وصول هذه السيارة الى الشرق الأوسط كان من خلال الجيل الجديد منها»

«لا تكتفي سنترا بمستويات رحابة داخلية عالية، بل تنفرد بتحليها بمساحات داخلية لأرجل الجالسين في الخلف هي الأكبر في فئتها»

«لتغطية كافة شرائح المهتمين بسيارتها هذه، قررت نيسان أن توفر سنترا بسبعة مستويات تجهيز مع خيار بين محركين وعلبتي تروس»

المواصفات

نيسان سنترا

الأرقام

1,6 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي

113 أحصنة عند 5600 دورة في الدقيقة

154 نيوتن متر عند 4000 دورة في الدقيقة

1,8 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي

130 أحصنة عند 6000 دورة في الدقيقة

174 نيوتن متر عند 3600 دورة في الدقيقة

علبة التروس: أوتوماتيكية طراز CVT أو 5 يدوية

الوزن: من 1600 الى 1675 كلغ (تبعاً للمحرك والتجهيزات)

الطول: 461,5 سم، العرض: 176 سم، الإرتفاع: 149,5 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات