تراجع مبيعات سيارات الوقود أمام الكهربائية في أوروبا

يشهد سوق السيارات الأوروبي تحولًا كبيرًا، حيث تتراجع مبيعات سيارات الوقود التقليدي (البنزين والديزل) بشكل ملحوظ لصالح السيارات الكهربائية والهجينة.

هذا التراجع ليس مجرد اتجاه عابر، بل هو جزء من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تماشيًا مع أهداف اتفاق باريس للمناخ 2015.

تراجع مبيعات سيارات الوقود أمام الكهربائية في أوروبا

أظهرت بيانات الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات ACEA اتجاهاً تصاعدياً واضحاً لجميع أنواع السيارات الكهربائية، في حين تظهر مبيعات السيارات غير الكهربائية علامات تباطؤ واضحة.

ارتفاع مبيعات السيارات الهجينة

فقد ارتفعت مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 20.8%، بينما شهدت السيارات الهجينة القابلة للشحن Plug-in hybrids زيادة أكثر تواضعاً بلغت 7.8%.

تراجع حصة سيارات البنزين والديزل

في المقابل، انخفضت مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بنسبة 20.6% و 26.4% على التوالي.

وقد تراجعت حصة سيارات الديزل في السوق الأوروبي إلى 9.6% فقط، ويبدو أنها تتلاشى بشكل أسرع من سيارات البنزين، وذلك بعد أن كانت تهيمن على السوق في فترة من الفترات.

ضغط السياسات البيئية

بدأت المفوضية الأوروبية في تطبيق معايير أكثر صرامة لانبعاثات الكربون من السيارات الجديدة، مع فرض غرامات مالية باهظة على الشركات المصنعة التي لا تلتزم بها. هذا يدفع المصنعين نحو إنتاج المزيد من السيارات منخفضة الانبعاثات أو عديمة الانبعاثات.

السيارات الكهربائية في أوروبا منافسة محتدمة وخيارات متزايدة بأسعار معقولة

مع تزايد الخيارات المتاحة من السيارات الكهربائية بأسعار أكثر تنافسية وجودة أعلى (حتى تلك التي لا تبدو رخيصة الثمن)، يزداد إقبال المستهلكين عليها. أصبحت شبكات الشحن تتوسع تدريجياً، وإن كانت لا تزال تواجه بعض التحديات.

بعد أن فقدت تسلا صدارتها في السوق الأوروبي للسيارات الكهربائية، أصبح هذا القطاع يشهد منافسة غير مسبوقة على الإطلاق.

بات أمام المستهلكين الأوروبيين مجموعة واسعة ومتنوعة من السيارات الكهربائية بالكامل للاختيار من بينها. الأهم من ذلك، أن عدداً متزايداً من هذه الخيارات أصبح متاحاً بأسعار معقولة، وهي سيارات تقدم قيمة حقيقية ولا تعطي انطباعاً بأنها رخيصة الثمن.

مستقبل سوق السيارات الكهربائية

لا تزال بعض الدول الأوروبية تقدم حوافز لشراء السيارات الكهربائية، لكن يبدو أن السوق وصل الآن إلى مرحلة من النضج حيث إن إلغاء هذه الحوافز لن يتسبب في انهيار المبيعات.

هذا يختلف عن التكهنات التي تشير إلى أن إزالة الحوافز في الولايات المتحدة قد يؤثر سلباً على السوق هناك، خاصة مع السياسات الجديدة للرئيس ترامب التي تشجع المستهلكين على تفضيل سيارات الاحتراق الداخلي على السيارات الكهربائية.