دراسة: غبار المكابح أكثر سمية من انبعاثات الديزل

كشفت أبحاث جديدة أن الغبار الناتج عن وسادات المكابح يتسبب في تلف والتهاب الرئة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 19 فبراير 2025
دراسة: غبار المكابح أكثر سمية من انبعاثات الديزل

كشفت أبحاث جديدة أن الغبار الناتج عن وسادات المكابح العضوية غير المحتوية على الأسبستوس، والتي تحتوي على تركيزات عالية من النحاس، يتسبب في تلف والتهاب الرئة.

قد تكون الجزيئات الناتجة من غبار المكابح أكثر سمية على البشر من انبعاثات الديزل - هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة أجرتها جامعة ساوثهامبتون، والتي تسلط الضوء على الآثار الصحية التي غالبًا ما يتم تجاهلها والناجمة عن جميع السيارات، بما في ذلك السيارات الكهربائية.

دراسة: غبار المكابح أكثر سمية من انبعاثات الديزل

قام علماء ساوثهامبتون بتحليل المواد الجسيمية - وهي جزيئات مجهرية في الهواء يمكن أن تدخل إلى الرئتين ومجرى الدم، مما قد يتسبب في تلف - من أربعة أنواع مختلفة من وسادات المكابح: عضوية غير أسبستوس غنية بالنحاس، وشبه معدنية منخفضة، وشبه معدنية، وهجينة خزفية.

بعد جمع غبار المكابح من كل نوع، عرضه الفريق لعينات من الخلايا المطابقة لتلك الموجودة داخل الرئتين البشرية.

وأظهرت النتائج أن المكابح التي تستخدم مواد عضوية وسيراميكية غير أسبستية تسببت في مستويات عالية من الإجهاد التأكسدي (اختلال توازن المواد الكيميائية الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الأنسجة) والالتهاب - وهي أعراض تؤدي إلى ما يصل إلى أربعة ملايين حالة وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم.

انبعاثات الديزل أقل خطرًا

في الواقع، عند مقارنة هذه النتائج بالتأثيرات الصحية الناجمة عن انبعاثات الديزل - وهو عامل أدى في النهاية إلى انخفاض شعبية هذا الوقود في السنوات الأخيرة - اكتشف العلماء أن غبار المكابح غير الأسبستي كان أكثر سمية وضررًا.

والأهم من ذلك، أن الآثار السلبية للمكابح العضوية والسيراميكية غير الأسبستية تعزى إلى حد كبير إلى التركيزات العالية من النحاس في تركيبها؛ التجارب اللاحقة التي أزيل منها النحاس أدت إلى انخفاض كبير في مستويات الالتهاب والتلف.

المكابح شبه المعدنية الأقل خطرًا وسمية

لحسن الحظ، تبين أن نوع تيل المكابح الأكثر شيوعاً (شبه المعدنية) أقل ضرراً من نظيراتها غير المصنوعة من الأسبستوس والسيراميك.

خطر السيارات الكهربائية والهجينة

ومع ذلك، أوضح المشرف على المشروع، البروفيسور ماثيو لوكسهام، قائلاً: "هذا البحث له آثار مهمة على الصحة والسياسات المستقبلية، لأنه مع تحولنا من السيارات التي تعمل بالديزل والبنزين إلى السيارات الكهربائية، ستصبح انبعاثات موجودة رغم عدم استخدام الديزل والبنزين".

وتابع لوكسهام محذراً: "قد تزداد الانبعاثات غير الناتجة عن العادم بمرور الوقت بسبب كون السيارات الكهربائية أثقل من سيارات محركات الاحتراق الداخلي، مما يخلق احتكاكاً أكبر".

السيارات الكهربائية تظل الخيار الأكثر استدامة

أكدت فيكي إدموندز، الرئيسة التنفيذية لجمعية السيارات الكهربائية في إنجلترا، على وجود مجموعة واسعة وراسخة من الأدلة التي تظهر أن انبعاثات السيارات الكهربائية خلال دورة حياتها الكاملة أقل تأثيرًا على البيئة مقارنة بانبعاثات عوادم سيارات الديزل على وجه الخصوص.

وتابعت إدموندز قائلة: "بينما من المهم أن نتذكر أن الانبعاثات لا تحدث فقط عند أنبوب العادم، سيكون من السابق لأوانه ومن المحتمل أن يكون مضللاً الاستنتاج من هذا التقرير أن السيارات الكهربائية ليست هي الحل الأمثل لخفض انبعاثات قطاع النقل، وهو القطاع الأكثر إطلاقاً للانبعاثات في المملكة المتحدة، بشكل جذري وعاجل".

تجدر الإشارة إلى أن السيارات الكهربائية تميل إلى استخدام مكابحها بشكل أقل، وذلك بسبب اعتمادها على الكبح المتجدد في معظم الأوقات لإبطاء السرعة. ومع ذلك، خلص الباحثون في جامعة ساوثهامبتون إلى أن القوانين الحالية المتعلقة بالانبعاثات غير الناتجة عن عوادم السيارات غير كافية وغير منظمة إلى حد كبير، ودعوا إلى تشريعات مستهدفة لحماية الصحة العامة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات