لوتس إيفورا S على متنها أنت مختلف

  • تاريخ النشر: الأحد، 16 فبراير 2014 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
لوتس إيفورا S

على الرغم من أن قيادته لـ لوتس إيفورا S كانت أولية وسريعة، إلا أن حسان بشور متأكد من أن هذه السيارة ستحقق النتائج المرجوة منها كونها بكل بساطة مختلفة عن غيرها

من يتعمق بما فعلته بورشه عندما قررت أن تطلق طراز كايمان يعلم أن الهدف لم يكن متمثلاً بتقديم فئة ذات سقف معدني من بوكستر لأن هذه الأخيرة لم تكن ـ وليست لا اليوم ولا غداً ـ بحاجة الى سقف معدني يرفع مع مستويات تماسكها مع بعضها البعض وبالتالي مع الطريق، خصوصاً أن بوكستر وتحديداً فئة S، تتحلى بواحد من أفضل الشاسيات في العالم. ويعود السبب الرئيسي في قرار إطلاق كايمان الى أن الأسواق بحاجة الى هذا النوع من السيارات والأهم من ذلك الى أن هناك مال كاف في الأسواق يبرر وجود كايمان وهذا هو بالضبط السبب وراء إنتاج لوتس البريطانية لطراز إيفورا الذي يمكن القول أنه يحمل في طياته جينيات طراز إيليز الشهير ولكن بعد إخضاعه لعمليات تعديل بنيوية لتحويله الى إيليز متمدنة يمكن قيادتها يومياً وذلك مع العلم أن إيليز ـ ولمن لا يعرف ـ تتميز على الرغم من قدراتها التماسكية ومتعة القيادة التي توفرها، بطابعها القاسي الذي يحول مهمة الإنتقال على متنها لمسافات طويلة أو بشكل يومي، الى أمر متعب.

 لوتس إيفورا S على متنها أنت مختلف


ولأننا لا نريد أن نقارن بين كايمان S وإيفورا S إلا بعد إخضاع هذه الأخيرة لتجربة مفصلة وطويلة (كانت تجربتنا لها عبارة عن لقاء سريع إمتد لبضعة ساعات)، لا يمكننا إغفال أن إيفورا S وفي حال قيادتها بالإعتماد على برنامج القيادة القياسي، تتحلى بقساوة خفيفة وهذا ما يمكن المرء من التجول على متنها لوقت طويل من دون الإحساس بالتعب الناتج عن قيادة السيارات الرياضية التأدية. فهذه السيارة وعند قيادتها على طرقات سريعة، تمكنك من الإسترخاء والقيادة براحة شبه كلية، خصوصاً أن مقصورتها معزولة عن الخارج بشكل جيد يمنع سائقها والراكب بجانبه من سماع ضجيج الإطارات أو الهواء حتى ولو كانت السرعة تراوح في حدود 160 كلم/س.


وفي سياق ذكر المقصورة، يتوجب القول أن جلوسك خلف مقودها ممتاز ذلك أن وضعية الجلوس منخفضة وعلى مقعد رياضي من فئة الباكيت قادر على تثبيتك في المنعطفات ومن دون أن يكون ذلك على حساب راحة الجلوس التي تم تعزيزها بمقود ذو قطر صغير وقسم سفلي مسطح يمكن التحكم بوضعيتيه الأفقية والعمودية. وعلى الرغم من وضعيتي الجلوس والقيادة الممتازتين، إلا أن الحيز المخصص لقدمي السائق رفيع بسبب مكان تواجد الإطارين الأماميين، الأمر الذي يتعب القدم اليسرى للسائق. ومن جهة أخرى، ستشعر أن مجالات الرؤية الأمامية والجانبية ممتازة وذلك على عكس الرؤية الخلفية التي يمكن القول أنها معدومة بسبب الزجاج الخلفي الصغير جداً والمرتفع بسبب تصميم السيارة الذي يعتمد على محرك وسطي خلفي والذي تحيط به حدبتان مرتفعتان تمتدان لتطاولا تصميم السقف وذلك لدواع إنسيابية سنأتي على ذكرها لاحقاً. وعلى الرغم من أن إيفورا S تدعي أنها سيارة 2+2 بسبب وجود مقعد خلفي، إلا أن المساحات الداخلية المحيطة بهذا المقعد صغيرة جداً بحيث تحول عملية جلوس شخص صغير الحجم وقصير القامة الى عملية تعذيب.

 لوتس إيفورا S على متنها أنت مختلف


وفي هذا الإطار، لا بد من الإشارة الى أن مساحات التوضيب داخل المقصورة وخارجها أيضاً، ضئيلة وهذا ما قد يلعب في غير صالح إيفورا S ولكن الحق يقال أن من يرغب بهذا النوع من السيارات لا يهتم لعمليات التوضيب لأن أولوياته ستكون محصورة بمتعة القيادة التي توفرها هذه السيارة وبالصورة الراقية جداً التي تعكسها عن سائقها. وهنا، نتمنى أن لا يعتقد من يقرأ هذه التجربة أننا نتناول سلبيات هذه السيارة لأن عمليات «التهذيب» التي طاولت المقصورة لا تحصى. فالجودة التصنيعية ممتازة والجلود التي تبطن المقصورة فاخرة وجلود ألكانتارا التي تطاول لوحة القيادة ومسند اليد الوسطي مميزة. كما أن العزل الصوتي ممتاز، تماماً كما هو الحال مع مكيف الهواء الذي كان تبريده خلال التجربة جيداً جداً وذلك على غرار النظام الموسيقي الراقي (طراز ألبين) المدمج مع جهاز الملاحة والذي أظهر دقة عمل عالية.
وفي حال كان المرء من أولئك اللذين يركزون على متعة القيادة والتأدية الرياضية والصورة الراقية، فـ إيفورا S هي واحدة من الخيارات الأولية لأنها تتصرف كسيارة مريحة في حال قيادتها في المدينة وهي تتحلى بحجم خارجي مدمج نسبياً مما يمكنها من المناورة في الأماكن الضيقة وهي قادرة أيضاً على إمتصاص تموجات الطرقات السيئة التعبيد بسهولة وعبور المطبات من دون نقل الإرتجاجات القاسية الى مقصورة الركاب. ومع ذلك، يمكن لهذه السيارة أن توفر لك معلومات حيوية عن ما تتعرض له خلال قيادتها.


أما عند الإنتقال بـ إيفورا S الى الطرقات الملتوية، فستشعر أن تواصلك مع هذه السيارة مميز وعندها ستكتشف أن وضعية القيادة فيها وطريقة إلتفاف كل ما في السيارة حولك أمران مهمان للغاية، كما أن جهاز المقود مباشر ومتجاوب ويمكنك من الإنغماس كلياً في عملية القيادة، خصوصاً أن رؤية مكان تواجد الإطارين الأماميين من المقصورة سهل وهذا ما يمكنك من وضعهما في المكان الذي تريده عند المناورة على الطرقات المتعرجة. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أنه على الرغم من إندفاع إيفورا S بعجلتيها الخلفيتين، إلا أن مستويات تماسكها ممتازة وهذا ما يشجعك على ضغطها بشكل متواصل ومن دون أن تتمكن من الوصول بها الى الحدود القصوى لتحمُل الشاسي فيها وهذا ما يؤدي بك الى التمني لو كان المحرك أقوى وهذا ما يجعلك تضغط على مفتاح سبورت الموجود في الكونسول الوسطي والذي يرفع الحد الأقصى لدوران المحرك الى حوالي 7200 دورة في الدقيقة ويزيد من حدة تجاوب دواسة التسارع ويرفع هدير العادم الرياضي. وفي هذه الحالة، يخفف جهاز التحكم بالتماسك من مستويات تدخله في ضبط الإنزلاقات ويسمح لك بممارسة بعض الإنزلاقات الخلفية قبل أن يتدخل لإعادة الأمور الى نصابها.

 لوتس إيفورا S على متنها أنت مختلف


وفي هذا الإطار، يعود جزء كبير من السبب في مستويات التماسك المذهلة التي تتحلى بها إبفورا S الى الشاسي الذي يحملها. فهو مشابه لمغطس مصنوع من الألومنيوم المعالج الذي تم ثُبتت أجهزة التعليق التي تقوم على نظام الشعب المزدوجة في الأمام والخلف، في أطرافه الأربعة والمحرك في قسمه الوسطي الخلفي. وهنا لا بد من الإشارة الى أن المحرك المأخوذ من تويوتا اليابانية، يعتمد على مبدأ الأسطوانات الست بشكل V، سعة 3,5 ليتر ولكنه قبل أن يثبت في إيفورا S، نال جملة من التعديلات التي شملت تزويده بسوبر تشارجر إرتفعت معه القوة الى 345 حصاناً يمكن إستخراجها كاملة عند إيصال المحرك الى مستوى 7000 دورة في الدقيقة ولتترافق هذه القوة مع 400 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى عند مستوى 4500 دورة في الدقيقة وهذا ما يؤهل إيفورا S وتبعاً لمصادر لوتس للإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 4,5 ثانية وللوصول الى سرعة قصوى تبلغ 286 كلم/س وذلك بالإعتماد على علبة تروس أوتوماتيكية متتالية سداسية النسب تتميز بسرعتها وسلاستها في نقل النسب في مختلف ظروف القيادة.


من الخارج، قد تختلف الآراء حول جمال إيفورا S إذ قد يجدها البعض جميلة وجذابة، في وقت قد يصفها البعض الآخر بأنها عادية أو قبيحة ولكن ما لا يختلف إثنان حوله يتمثل بقدرة هذه السيارة على لفت الأنظار وبالأخص في حال كانت مطلية بلون صارخ كسيارة التجربة التي تألقت بلون أصفر لا يمكن إغفاله، خصوصاً أنه يتوفر مع سقف بلون أسود لماع يطاول العجلات المعدنية الرياضية (يتوفر لون السقف والعجلات المغاير للون السيارة ضمن التجهيزات الإضافية) وهذا أمر إختبرناه أثناء لقاءنا بهذه السيارة التي كانت تجمع الناس حولها أينما كانت وحتى على الطرقات حيث كان يلتفت نحونا السائقون الآخرون الذي كان قسم منهم يبتسم، فيما كان البعض الآخر يؤدي إشارة الفوز بيديه. ويعود السبب في ذلك الى التصميم الخارجي الذي يركز على إطارات للنوافذ الجانبية تمتد الى الخلف وتلتف بشكل متوازٍ تقريباً مع فتحات إدخال الهواء الجانبية الخلفية الى المحرك الذي يمكن رؤية قسمه العلوي من الزجاج الخلفي.

 لوتس إيفورا S على متنها أنت مختلف


وفي النهاية، يبقى السؤال في حال أردت سيارة من هذه الفئة، متمثلاً بـ: هل تعتمد الخيار المنطقي وتشتري بورشه كايمان S أو تقرر أن تخاطر مع لوتس إيفورا S؟
الحقيقة، يتوقف الجواب عند أولوياتك لأن السيارتان متشابهتين كثيراً، سواء كانت تقودهما على الطرقات الملتوية والمتعرجة التي تتطلب سيارة مميزة وسائقاً ماهراً أو على الطرقات السريعة أو حتى في المدينة. وعلى الرغم من أن السيارتان توفران متعة قيادة عالية، إلا أن الإختيار بينهما قد يكون صعباً، خصوصاً أنك ستختار السيارة الألمانية في حال كنت من أولئك اللذين يعتمدون على المنطق في قراراتهم. أما إذا كنت تنتمي الى شريحة المستهلكين العاطفيين اللذين يبنون قراراتهم على ما يشعرون به وما أكثرهم بين محبي السيارات والسرعة، فخيارك سيقع بالتأكيد على إيفورا S.

المواصفات


الأرقام
3,5 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ سوبر تشارجر ـ دفع خلفي
345 حصان عند 7000 دورة في الدقيقة
400 نيوتن متر عند 4500 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 أوتوماتيكية متتالية
من صفر الى 100 كلم/س: 4,5 ثانية
السرعة القصوى: 286,4 كلم/س ـ الوزن: 1435,6 كلغ
الطول: 435,8 سم، العرض: 197,1 سم، الإرتفاع: 122,6 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات