ثلاث سيارات في واحدة

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
ثلاث سيارات في واحدة

يعتقد حسان بشور أن SLK 55 AMG ستتمكن من فرض نفسها معتمدة على كونها تجمع بين مواصفات الكوبيه والمكشوفة والرياضية بإمتياز

ما أن يبدأ المرء بسؤال العموم عن مرسيدس SLK حتى يشعر بأنهم يملكون أفكاراً غريبة. فمنهم من يقول لك أنها سيارة نسائية ومنهم من يدعي أنها سيارة مصفف شعر النساء، في وقت يذهب بعضهم الى أبعد من ذلك مدعياً أن SLK تتوجه الى أولئك اللذين لا يتقنون فن القيادة كونها صغيرة الحجم ولا تتطلب من سائقيها أي جهد لقيادتها. ولهؤلاء، قررت مرسيدس أن توجه صفعة كبيرة من خلال SLK 55 AMG التي تعلن شركة النجمة الثلاثية أنها تجمع بين الروح الرياضية، السرعة، التصميم الأنيق، الراحة، العملانية والأهم من ذلك كله: العضلات الرياضية التي تتطلب مهارات في القيادة ينتج عنها متعة قيادة عالية.

ولكن ما الذي فعلته مرسيدس لسيارتها هذه؟

الحقيقة، لجأت مرسيدس الى شريكتها AMG التي قامت بواجبها على أكمل وجه وخرجت بـ رودستر متفوقة يمكنها أن تتصرف كأي سيارة مرسيدس أخرى طالما أنت تقودها بطريقة عادية لتتحول الى وحش مفترس في حال طلبت منها ذلك ومن دون أن تضحي على صعيد الإستهلاك، خصوصاً أن SLK 55 AMG لم تكتفي بتعديلات AMG التي جعلتها أقوى SLK، بل أضافت اليها جهاز توقف / إنطلاق، بخاخ مباشر ونظام لإيقاف نصف عدد أسطوانات المحرك عندما لا تستدعي القيادة إستخراج كامل القوة أو العزم ولتتحسن بذلك مستويات الإستهلاك بمعدل 30 بالمئة بالمقارنة مع الجيل الأسبق من هذه السيارة.

ولكن قبل الدخول في مجريات تجربة هذه السيارة، لا بد من التوقف قليلاً عند ما قامت به AMG. فعلى صعيد المحرك، كان القرار بالإعتماد على محرك ينتمي الى نادي محركات AMG المؤلفة من 8 أسطوانات على شكل V بسعة 5,5 ليتر يعمل بتقنية السحب العادي، أي أنه غير مزود بأي أنظمة تلقيم إضافية كأجهزة التوربو أو السوبر تشارجر. ويمكن لهذا المحرك ـ تبعاً لـ مرسيدس ـ أن يولد قوة 422 حصاناً يمكن إستخراجها بالكامل عند إيصال المحرك الى 6800 دورة في الدقيقة يقابلها عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 540 نيوتن متر تتوفر عند مستوى 4500 دورة في الدقيقة. وهنا تم ربط هذا المحرك الى علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 7 نسب أمامية متزامنة تنقل قوى المحرك الى العجلتين الخلفيتين الدافعتين. ومن ناحية أخرى، أبقت AMG على تعليق SLK الذي يعتمد على وصلات ثلاثية في الأمام تتحول الى متعددة في الخلف ولكنها أضافت اليه حاملات من الألومنيوم لخفض الأوزان غير المنبوضة وزودته بقوائم ذات نوابض حلزونية أكثر قساوة مع ماصات صدمات ذات نبض قاسي وقضبان مقاومة للإنحناء والغوص ذات قطر أعرض عملت بالتعاون مع نقاط ربط التعليق المقواة في الأمام وزيادة درجة ميلان العجلات الخلفية على خفض تمايلات الهيكل حول محور عمودي وهمي أثناء المناورات المفاجئة والسريعة في المنعطفات.

ومن جهة أخرى، تم تزويد SLK 55 AMG أيضاً بجهاز للتحكم بقوة الكبح الموجهة تقوم مستشعراته بتوقع إنزلاق مقدمة السيارة وتقوم بكبح الإطار الخلفي الداخلي لمواجهة الإنزلاق الأمامي وذلك من خلال جهاز ESP للتحكم الإلكتروني بالتماسك العام، الأمر الذي يظهر للسائق العادي على شكل مزيد من التماسك المعزز بجهاز مقود مباشر مع نظام مساعدة تتبدل تبعاً لسرعة السيارة. وفي سياق الإشارة الى جهاز ESP، لا بد من الذكر أن AMG زودته بثلاثة معايير عمل هي ESP ON حيث يعمل هذا الجهاز بشكل طبيعي وSPORT الذي يتأخر معه جهاز التحكم بالتماسك في التدخل تاركاً للسائق إمكانية التحكم والتمتع بالإنزلاقات الجزئية. وفي هذه الحالة، يتم تفعيل جهاز ESP بمجرد أن يضغط السائق على دواسة المكابح. أما المعيار الثالث، فهو ESP OFF الذي يتوقف معه عمل جهاز التحكم الإلكتروني بالتماسك بشكل كلي.

وفي مواجهة كل هذه التعديلات، كان لا بد من تعديل المكابح للجم القوى الإضافية التي نالتها SLK 55 AMG ومن هنا جرى تزويد هذه السيارة بأسطوانات مكابح قرصية مهواة ومثقوبة بالعرض بقطر 360 ملم في الأمام و330 ملم في الخلف تعمل من خلال مكابس رباعية في الأمام وأحادية في الخلف.

في الداخل وبمجرد جلوس المرء خلف مقود هذه السيارة، سيلاحظ أن التصميم الإنسيابي للوحة القيادة المتداخلة مع بطانات الأبواب هو من الأمور التي لا تعترف بها مرسيدس. فلوحة القيادة التي تتشابه كثيراً مع ما يجده المرء في طرازات SLK التي لا تحمل توقيع AMG، تتميز بزواياها القاسية نسبياً وببساطتها التصميمية التي باتت من معالم سيارات مرسيدس الجديدة وبالأخص لجهة مخارج جهاز التكييف التي تعتمد تصميم مراوح الطائرات القديمة. أما الفريد في هذه السيارة، فهو المقود المسطح من الأسفل والذي يعتمد ثلاثة مقابض مع مفاتيح تشغيل في المقبضين الأفقيين وساعة وقت ممهورة بتوقيع صانع الساعات الشهير IWC أخذت لنفسها مكاناً في وسط اللوحة فوق الكونسول الوسطي.

وفي الداخل أيضاً، لا يمكن إغفال مقعدي SLK 55 AMG اللذين يمكن تحريكهما في 8 إتجاهات مختلفة واللذين يتميزان بقدرتهما العالية على تثبيت الأجسام خلال المناورات الرياضية. وحول هذين المقعدين، توفر هذه المقصورة مساحات كافية للرؤوس والأكتاف والأوراك ولكننا تمنينا لو كانت مسافة التحرك الأفقي لمقعد السائق أطول بقليل لتناسب السائقين الطويلي القامة. وفي مقابل ذلك، لا يمكن نكران مستويات العملانية التي تتمتع بها مقصورة SLK 55 AMG لجهة سهولة قراءة عداداتها والتعامل مع مكوناتها التي يبدو أن كل مفاتيح تشغيلها تقع في متناول اليد. أما الأبرز في هذه المقصورة، فهو السقف الزجاجي الذي زودته مرسيدس بخاصية «ماجيك سكاي» التي تتوفر إضافياً والتي يمكن معها تحويل السقف الزجاجي الشفاف الى واحد زجاجي غير شفاف بتاتاً وذلك بلمسة مفتاح وفي غضون ثانية.

وفي سياق الكلام عن التجهيزات، نشير أيضاً أن لائحتها تشمل سقفاً بانورامياً، جهاز ملاحة مع قرص صلب بحجم 10 جيغابايت لحفظ الخرائط والملفات الموسيقية، قوابس لربط أجهزة الموسيقى الرقمية، مصابيح أمامية تتحرك أفقياً مع حركة المقود ومجموعة AMG للتماسك التي تشمل مقوداً رياضياً، تعليق أكثر قساوة، عجلات معدنية رياضية بقياس 18 إنش، ترس تفاضلي خلفي بقدرة غلق وتعديلات أخرى يمكن للسرعة القصوى أن ترتفع معها الى حدود 275 كلم/س. وهنا، لا بد من الإشارة الى السيارة كانت مزودة بنظام Air Scarf الذي يعتمد على فتحات لنفث الهواء الساخن الى رقبتي راكبي السيارة من خلال فتحات أخذت لنفسها مكاناً تحت مساند الرأس.

وعلى الرغم من أن عملية كشف السقف لا تستغرق وقتاً طويلاً، إلا أن معظم قيادتنا لـ SLK 55 AMG كانت مع السقف في مكانه الطبيعي لأن التجربة جرت خلال الصيف حيث كانت درجة الحرارة تراوح في حدود الـ 45 درجة مئوية كان خلالها مكيف الهواء يتميز بفعالية تبريد متقدمة جداً يساعده فيها حجم المقصورة المدمج حتى عندما كان سقف السيارة الزجاجي في الوضعية الشفافة. وعلى الرغم من الحرارة المرتفعة، أبدى محرك السيارة قدرة عالية على توفير تأدية متفوقة. فميكانيكيات مرسيدس وAMG مدروسة لتوفر المطلوب منها في شتى الظروف التشغيلية حتى تلك المناخية القاسية جداً.

ومع SLK 55 AMG، لا يمكن للسائق المتطلب إلا أن يشعر بأن إنتقال القوة الى العجلات الدافعة في الخلف ومنها الى الطريق سلس وناعم يساعده في ذلك علبة التروس السباعية النسب التي تعمل بنعومة بعيدة عن عمليات نقل القوة الفجائية التي يشعر بها المرء عادة في السيارات التي تزيد قوتها عن 400 حصان ولينحصر العنصر الوحيد البعيد عن النعومة بصوت العادم الذي عدلته مرسيدس ليولد نغمة ناعمة عند القيادة بهدوء ولتتبدل هذه النغمة الى صارخة ـ نسبياً ـ بمجرد إرتفاع الدوران عن حدود 2000 دورة في الدقيقة حيث تفتح صمامات خاصة في جهاز العادم. وفي حالات القيادة العادية في المدن وعلى الطرقات السريعة المحددة السرعة، تشعرك هذه السيارة بأنها عبارة عن SLK عادية تركز نسبياً على الراحة في الرحلات الطويلة. أما عند الإنتقال الى القيادة الرياضية وإعتماد برنامج سبورت أو Manual للتبديل اليدوي لنسب علبة التروس، فتشعر أن هناك شخصية خفية كانت بحاجة الى الإعتماد على أحد هذين المعيارين لإخراجها الى السطح، خصوصاً أن إلكترونيات السيارة تؤخر حينها تبديل النسب لغاية وصول المحرك الى مستويات الدوران القصوى المسموح بها لكل نسبة ولكن شرط عدم الوصول الى الخط الأحمر لدوران المحرك والمحدد بـ 7200 دورة في الدقيقة. حينها وفي حال كنت تعتمد التبديل اليدوي، ستشعر أن علبة التروس ستتردد قليلاً وأن المحرك سيقطع إمداد القوة وهذا ما يتطلب منك أن تبدل صعوداً بين 6800 و7000 دورة في الدقيقة أو أن تبقي علبة التروس على المعيار سبورت تاركاً لإلكترونيات العلبة الحرية في التصرف كما يحلو لها. عندها ستشعر بسرعة التبديل ودقته وهذا ما سيرفع من المتعة التي تشعر بها خلف المقود. أما في المنعطفات، فتشعر أن SLK 55 AMG ثابتة، خصوصاً أن كل ما فيها من مكونات ميكانيكية وإلكترونية مصمم لتوفير مستويات متفوقة من الثبات العام. أما عند إعتماد معيار سبورت لعمل كل من علبة التروس وجهاز التحكم الإلكتروني بالتماسك العام، فتبدأ المتعة ذلك أن الإلكترونيات تؤخر تدخلها وتمكنك كسائق من التمتع بالإنزلاقات وبالأخص الخلفية منها.

وبالإجمال، يمكن القول أن هذه السيارة تملك مقومات النجاح بدأً من تصميمها الفريد وقدرتها على التحول من سيارة ذات سقف معدني يوفر صلابة عالية الى سيارة مكشوفة من فئة الرودستر. كذلك تتميز هذه السيارة بمقصورتها المترفة والعملانية وبجودتها التصنيعية وذلك بالإضافة الى تأديتها الرياضية كتسارعها البالغ 4,6 ثانية وتماسكها العام الجيد ولتنحصر سلبياتها الإجمالية بحجم صندوق أمتعتها. أما مشكلتها الكبرى، فتتمثل بسعرها المرتفع الذي قد يؤدي بمحبي هذا النوع من سيارات الرودستر الرياضية بالتحول الى مخيم بورشه وتحديداً نحو طراز بوكستر S وذلك على الرغم من أن هذا الأخير يعتمد على محرك سداسي الأسطوانات بقوة تتدنى عنها لقوة SLK 55 AMG بحوالي 100 حصان.

«يمكنها أن تتصرف كأي سيارة مرسيدس أخرى طالما أنت تقودها بطريقة عادية لتتحول الى وحش مفترس في حال طلبت منها ذلك ومن دون أن تضحي على صعيد الإستهلاك»

«تنقل علبة التروس السباعية نسبها بطريقة ناعمة وبعيدة عن عمليات نقل القوة الفجائية التي يشعر بها المرء عادة في السيارات التي تزيد قوتها عن 400 حصان»

«تم تزويدها بجهاز للتحكم بقوة الكبح الموجهة تقوم مستشعراته بتوقع إنزلاق المقدمة وتقوم بكبح الإطار الخلفي الداخلي لمواجهة الإنزلاق الأمامي ووبالتعاون مع جهاز ESP»

«مع معيار SPORT، يتأخر جهاز ESP للتحكم الإلكتروني بالتماسك العام في التدخل تاركاً للسائق إمكانية التحكم والتمتع بالإنزلاقات الجزئية»

المواصفات

مرسيدس ‏SLK 55 AMG

الأرقام

5,5 ليتر، 8 أسطوانات بشكل ء، دفع خلفي

422 حصان عند 6800 دورة في الدقيقة

540 نيوتن متر عند 4500 دورة في الدقيقة

من صفر الى 100 كلم/س: 4,6 ثانية

السرعة القصوى: 275 كلم/س، الوزن: 1622 كلغ

الإستهلاك: 16 ليتر لكل 100 كلم

الطول: 414,5 سم، العرض: 200,6 سم، الإرتفاع: 130,1 سم

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات