عودة الإبن الضال

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
عودة  الإبن الضال

لطالما كانت الفئة المكشوفة من فولكسفاكن غولف من أكثر سيارات فئتها تمايزاً وفرادة.

واليوم وبعد غياب دام حوالي ثماني سنوات، عادت هذه السيارة وبأبهى حللها

قدمت فولكسفاكن الجيل الأول من سيارتها غولف كابريو عام 1979 وقد تألقت هذه السيارة التي تنتمي الى قطاع السيارات المكشوفة الإقتصادية حينها من خلال العمود B الذي كان يلعب دور القفص المقاوم للإنطباق في حال تعرض السيارة للإنقلاب من جراء حادث ما ودور العارضة المعدنية العرضية التي تربط جانبي السيارة الأيمن والأيسر ببعضهما البعض. ومنذ ذلك الحين وهذه السيارة تسجل النجاح في كافة الأسواق.

أما الطراز الأخير من هذه السيارة، فقد أطلق فعلياً عام 1999 وكان عبارة عن الجيل الثالث الذي خضع لعملية تجميل تشابه على أثرها مع الجيل الرابع. وفي العام 2003، قررت فولكسفاكن إيقاف إنتاج غولف المكشوفة ولتعوض غيابها من خلال الفئة المكشوفة من بيتل وبعدها عبر طراز إيوس. وعلى الرغم من وجود سيارتين مكشوفتين في مجموعة فولكسفاكن، إلا أن هاتان السيارتان لم تتمكنا يوماً من سد الفراغ الذي خلفه غياب غولف المكشوفة.

ومؤخراً، قررت فولكسفاكن وعلى الرغم من إستمرار بيع كل من بيتل وإيوس المكشوفتين أن تعيد غولف كابريو الى خطوط الإنتاج. ولهذه السيارة، كان الإعتماد على قاعدة وهيكل الجيل السادس الذي تم إطلاقه بنهاية العام 2009 كطراز يعود للعام 2010 والذي يعتبر واحداً من أجمل سيارات الهاتشباك الصغيرة الموجودة في الأسواق. ومع نزع السقف، تمكن قسم التصميم لدى فولكسفاكن من المحافظة على جمال وحضور هذه السيارة، سواء كان سقفها مطوياً أم لا وهذا ما يشكل نجاحاً كبيراً في عالم التصميم. وهنا، قررت فولكسفاكن أن تعتمد لـ غولف المكشوفة على سقف قماشي يمكن طيه بالكامل على سرعات تصل الى 30 كلم/س، في وقت يمكن كشف السيارة في حوالي 9,5 ثانية ترتفع الى 11 ثانية عند إعادة السقف الى مكانه الطبيعي.

وهنا تتفوق غولف المكشوفة على منافساتها من خلال قدرتها على توفير مساحة توضيب تصل الى 255 ليتر، سواء كانت السقف مطويا أو لا. وقد تم صنع السقف القماشي في مصانع شركة كارمان السابقة في منطقة أوسنابروك في القسم السفلي من مقاطعة ساكسونيا الألمانية. وهنا تدعي فولكسفاكن أن عملية العزل التي نالها سقف غولف كابريو يمكنها من أن تكون واحدة من أسرع السيارات المكشوفة المتوفرة في الأسواق. ولزيادة عوامل الأمان وفي ظل غياب العارضة الأفقية التي كانت تميز الأجيال الأولى، جرى تزويد غولف المكشوفة بأقواس معدنية مدمجة خلف المقعد الخلفي تخرج من مكانها بشكل أوتوماتيكي وسريع في حال إستشعرت مجسات خاصة أن زاوية ميلان السيارة قد إزدادت عن حدود معينة. وهنا قامت فولكسفاكن بتقوية الهيكل لتعويض غياب السقف ولتطاول عملية التقوية العواميد الحاملة للزجاج الأمامي الذي زيدت درجة ميلانه، العواميد B المدمجة في جوانب السيارة، الأرضية والبنية التحتية الخلفية التي نالت عوارض مائلة ومتضادة، الأمر الذي لم ينعكس على شكل مزيد من الأمان وحسب، بل ساهم في ربط أقسام السيارة ببعضها البعض وليساهم ذلك في تماسك الهيكل مع بعضه البعض ومع الطريق وعمل أيضاً على إلغاء الكثير من إرتجاجات الهيكل.

وفي سياق الكلام عن التماسك، زودت فولكسفاكن سيارتها هذه بتعليق ذو معايير رياضية يعتمد على تقنية قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام التي يقابلها تعليق رباعي الوصلات في الخلف وقد تم تعزيز هذا التعليق بنوابض معدنية حلزونية وماصات صدمات مع قضبان مقاومة للإنحناء والغوص في الأمام والخلف وهذا ما يفترض به أن يوفر مزيداً من التماسك المعزز بمستويات راحة معتدلة. وهنا، قد يفضل البعض التعليق ذو النبض اللين كونه يعزز مستويات الراحة، إلا أنه بنظرنا يفقد هذه السيارة بعضاً من روحها الرياضية وبالتالي قسماً من لذة قيادتها. ومن ناحية أخرى، ركزت فولكسفاكن على مستويات الضجيج والإرتجاجات الناتجة عن السير وبالأخص عند كشف السيارة. فهي تفيد أن المقصورة معزولة بشكل شبه كلي عندما يكون السقف في مكانه الطبيعي. أما عند كشف السيارة، فتضيف فولكسفاكن أن مستويات الضجيج وتلاعب الهواء داخل المقصورة متدنية وهو أمر لا نشك فيه أبداً نظراً للخبرة التي تتحلى بها فولكسفاكن في ميدان السيارات المكشوفة.

في الداخل، تتشابه مقصورة غولف كابريو مع مقصورة غولف القياسية وبالأخص لجهة تصميمها المعاصر الذي يتحلى بالجودة لجهة المواد المعتمدة وحتى البلاستيكية منها التي تتسم بملمسها الناعم. أما المقاعد، فتوفر الأمامية منها راحة متقدمة مع تثبيت متقدم للأجسام في حالات المناورة وذلك بفضل الحواف النافرة التي تطاول أسفل الظهر ومكان الجلوس. أما المساحات المخصصة للجالسين في الأمام، فهي أكثر من رحبة ولكنها تتدنى قليلاً في الخلف، حيث يمكن إستيعاب راكبين من الحجم المتوسط الكبير. ومن ناحيتها، تعتمد غولف كابريو على لوحة قيادة الشقيقة غولف التي تتميز بتصميمها المعاصر وعملانية إستعمالها وسهولة التعامل مع مختلف مكوناتها. أما وضعية القيادة، فهي جيدة ويمكن تعديلها لتتناسب مع كل القامات والأجحام بفضل إمكانية تعديل مقعد السائق (بكل الإتجاهات) والمقود (أفقياً وعمودياً)، في وقت يمكن القول أن مجالات الرؤية جيدة أيضاً، سواء كان ذلك لجهة الأمام، الجوانب أو الخلف حيث حصلت غولف كابريو على زجاج خلفي حقيقي.

ولـ غولف كابريو، ستوفر فولكسفاكن مجموعة كبيرة من التجهيزات التي لم يعرف بعد ما الذي سيكون منها قياسياً وما الذي سيتوفر إضافيا لأن ذلك يتوقف على طلبات الوكلاء ومتطلبات كل سوق على حدة. وتشمل هذه التجهيزات مقصورة مبطنة بالجلد الفاخر، جهاز ملاحة مدمج بالنظام الموسيقي المعلوماتي الذي زود بذاكرة لتخزين الملفات الموسيقية والخرائط، مقود جلدي مع مفاتيح تشغيل لأكثر أجهزة السيارة إستعمالاً، جهاز مساعدة كهربائي ـ ميكانيكي للمقود، جهاز تثبيت السيارة عند إنطلاقها على طريق تتجه صعوداً (يتوفر مع علبة التروس اليدوية)، مستشعرات للمطر، مرآة وسطية بقدرة تعتيم أوتوماتيكية للأنوار الخلفية، جهاز تثبيت السرعة، بلوتوث، قابس USB، مكيف هواء بمنطقتي تبريد وتدفئة منفصلتين، مصابيح أمامية ينخفض نورها تدريجياً عند قفل السيارة وغيرها من تجهيزات الراحة والعملانية والترف.

على الصعيد الميكانيكي، ستتوفر غولف كابريو بمجموعة من المحركات لن نذكر منها هنا محركات الديزل على أن نركز على المحركات البنزينية التي تنتمي جميعها الى نادي محركات الأسطوانات الأربع المتتالية المزودة بنظم تلقيم إضافية. وتبلغ سعة المحرك الأول المتوفر لطرازات القاعدة 1,2 ليتر وهو بقوة 105 أحصنة ترتفع الى 122 حصاناً مع المحرك الثاني الذي تبلغ سعته 1,4 ليتر. أما المحرك الثالث، فهو مماثل للمحرك الثاني لجهة سعته البالغة 1,4 ليتر ولكنه قادر على توفير قوة 160 حصاناً ترتفع الى 210 أحصنة مع المحرك الرابع الذي تبلغ سعته 2,0 ليتر والذي يتم إعتماده لـ غولف كابريو GTI. وتعمل هذه المحركات بالتناغم مع علب تروس أوتوماتيكية متتالية تعمل بقابض فاصل مزدوج على نقل قوى الدفع الى العجلتين الأماميتين الدافعتين.

وعلى الرغم من أننا لم نقم بتجربة غولف كابريو كونها لم تصل بعد الى منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه يمكن القول أن الخيار الأفضل سيتمثل بالفئة المزودة بمحرك الـ 1,4 ليتر مع توربو بقوة 160 حصاناً كونها تشكل الخيار المثالي لمن يريد مزيجاً مميزاً من التأدية الرياضية والإستهلاك المتدني. وهنا، سبق لنا أن قمنا بتجربة غولف القياسية المزودة بهذا المحرك والتي كانت يومها تتميز بتسارعات عالية مصدرها أن هذا المحرك يعمل بالتعاون مع جهاز توربو وسوبر تشارجر. وعلى الرغم من أن هذا النظام بغاية التعقيد، إلا أنه فعال جداً كونه يلغي مشكلة تدني فعالية عمل جهاز التوربو عندما يتدنى مستوى دوران المحرك (Turbo Lag). فعلى مستويات دوران منخفضة للمحرك، يعمل الـ سوبر تشارجر وهو من طراز Eaton على توفير قوة الدفع الإضافية ليتم بعدها تفعيل جهاز التوربو ويعمل الجهازان معاً لغاية وصول المحرك الى حوالي 3500 دورة في الدقيقة. حينها، يتوقف عمل الـ سوبر تشارجر ويتولي التوربو المهمة. وهذا ما يمكن السائق من الإحساس بليونة المحرك بشكل شبه دائم يساعده في ذلك أن هذا المحرك قادر على توفير 240 نيوتن متر من عزم الدوران إبتداءً من مستويات دوران منخفضة للمحرك.

«أخيراً، قررت فولكسفاكن وعلى الرغم من إستمرارها في بيع كل من بيتل وإيوس المكشوفتين، أن تعيد غولف كابريو الى خطوط الإنتاج»

«تقول فولكسفاكن أن عملية العزل التي نالها سقف غولف كابريو يمكنها من أن تكون واحدة من أسرع السيارات المكشوفة المتوفرة في الأسواق»

«سيتمثل الخيار الأفضل بالفئة المزودة بمحرك الـ 1,4 ليتر مع توربو بقوة 160 حصاناً كونها توفر مزيجاً مميزاً من التأدية الرياضية والإستهلاك المتدني»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات