محرك Hurricane Turbo 4 في تشارجر: نقلة نوعية أم تضحية؟

تستعد شركة دودج لإطلاق الجيل الجديد من سيارة تشارجر الأسطورية بمواصفات تجمع بين الأداء العالي والتقنيات المتطورة. لكن يبدو أن المفاجأة التي تنتظر عشاق هذا الطراز الأيقوني ليست متعلقة فقط بالقوة، بل قد تكون في التوجه الجديد فيما يتعلق بمحركاتها، مما أثار العديد من التساؤلات حول هذه الخطوة. في المقال التالي سوف نستعرض المزيد من التفاصيل عن المحرك المميز لشركة دودج.

محرك “Hurricane Turbo 4”: مواصفات مميزة وتحول تقني

قدمت مجموعة ستيلانتيس محركها الجديد “Hurricane Turbo 4” بسعة 2.0 لتر لأول مرة في جيب جراند شيروكي 2026، ويتميز المحرك بتقنيات متطورة تتيح أداءً فائقاً واقتصاداً أكبر في استهلاك الوقود. كما أن تصميمه يعكس توجه المجموعة نحو تعزيز الابتكار وتخفيض الانبعاثات. وتخطط ستيلانتيس لاستخدام هذا المحرك في العديد من الطرازات الأخرى، بما في ذلك الإصدار القادم من دودج تشارجر، إلى جانب نماذج أخرى قيد التطوير، مما يشير إلى استراتيجية واضحة لتوسيع استخدام هذا المحرك في المركبات المستقبلية التي تستهدف مختلف فئات المستخدمين.

يتميز هذا المحرك الرباعي الأسطوانات بالأداء التالي:

• القوة: 324 حصاناً (248 كيلوواط / 337 حصان أوروبي).
• عزم الدوران: 450 نيوتن.متر.

تتفوق هذه الأرقام على أداء محرك Wrangler 2.0 لتر الذي يقتصر على 270 حصاناً فقط، مما يضع حداً للشكوك حول قدرة المحرك الجديد على تقديم أداء قوي ومنافس. إلى جانب ذلك، يفتح هذا المحرك آفاقاً جديدة لتطويرات مستقبلية قد تصل إلى أكثر من 400 حصان، مستلهماً تقنيات حديثة على غرار معايير الأداء العالية لمحركات مرسيدس AMG الصغيرة وابتكارات أخرى من الشركات الرائدة. هذا التطور قد يتيح مزيداً من الاستجابة والمرونة لمحبي القيادة على الطرق الوعرة والمدينة، مع تعزيز الكفاءة في الأداء.

إضافة منطقية: تشارجر بأربع أسطوانات

قد يرى البعض أن تقديم محرك رباعي الأسطوانات في سيارة تشارجر يشكّل “خيانة” لإرثها الرياضي. ومع ذلك، فإن التحليل الاقتصادي يكشف عن الفكرة وراء هذا القرار، إذ يعكس التركيز على توفير خيارات أوسع قدرة الشركة على تلبية احتياجات العملاء المتنوعة في السوق. فبينما كانت محركات V8 وHellcat محط أنظار عشاق السرعة الذين يحبون الأداء العالي والانطلاق، لعبت الموديلات الأرخص مثل V6 دوراً محورياً في المبيعات، لا سيما للمستهلكين الذين يقدّرون التصميم العدواني والقوي دون تحمل الأعباء المالية الباهظة. تزايد الطلب على سيارات تجمع بين الشكل الرياضي والكفاءة الاقتصادية دفع لصنع خيارات أكثر توازناً، مما يسمح للسيارة بالحفاظ على هويتها الرياضية مع توسيع قاعدة المستخدمين.

على سبيل المثال، تصل تكلفة سيارة تشارجر R/T المزودة بمحرك “Hurricane 6” بقوة 420 حصاناً إلى 49,995 دولاراً، وهي خيار قوي لعشاق الأداء المتوسط. لكن بالمقارنة، فإن النسخة الكهربائية Charger Daytona Scat Pack تتجاوز 75 ألف دولار، مما يجعلها بعيدة عن إمكانات شريحة كبيرة من عشاق تشارجر ممن يسعون للحصول على الطاقة دون التضحية بالميزانية. إضافة محرك رباعي الأسطوانات بأسعار تبدأ من أقل من 40 ألف دولار لا يساهم فقط في جذب جمهور أوسع، بل يعزز إمكانية تقديم السيارة كخيار أكثر عملية دون التخلي عن التصميم الرياضي الذي يميز هوية تشارجر.

أداء محسّن ووزن أخف

من المتوقع أن تحقق سيارة “Hurricane Turbo 4” تسارعاً من 0 إلى 100 كم/س في حوالي 6 ثوانٍ. هذا الأداء يجعلها مناسبة للاستخدام اليومي مع تقديم تجربة قيادة متوازنة. علاوة على ذلك، فإن الوزن الأخف لمحرك الأربع أسطوانات مقارنة بمحركات V6 سيمنح السيارة ميزات إضافية في الاستجابة الديناميكية أثناء المنعطفات والتوقف. هذه التحسينات في السلوك الديناميكي ستُرضي بالتأكيد شريحة كبيرة من السائقين الباحثين عن الكفاءة والتجربة الممتعة في القيادة.

ليس التغيير الأول في تاريخ تشارجر

رغم الانتقادات التي قد تواجه تشارجر ذات الأربع أسطوانات، إلا أن هذا التوجه ليس سابقة في تاريخ العلامة الشهيرة. ففي ثمانينيات القرن الماضي، طرحت كرايسلر نسخة مدمجة من تشارجر بدفع أمامي مع محركات سعتها من 1.6 إلى 2.2 لتر تيربو. كانت هذه السيارات مميزة بأدائها الرياضي مقارنة بحجمها الصغير، حيث استهدفت فئة الشباب الباحثين عن سيارة اقتصادية ذات طابع رياضي. تنافست هذه الفئة بقوة ضد سيارات مثل فولكس فاغن Scirocco، مما أعطى كرايسلر موطئ قدم مهم في سوق السيارات الرياضية الصغيرة في تلك الحقبة، وشكلت توجهًا جديدًا يواكب احتياجات السوق المتغيرة.

توجه عصري مدعوم بالكفاءة

في ظل الانتقال إلى سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود واعتماد الطاقة النظيفة، يمثل إدخال محرك رباعي الأسطوانات في سيارات مثل تشارجر خياراً ذكياً وقابلاً للتطبيق واسع النطاق. هذا التوجه يمكن أن يعكس فهم العلامات التجارية لاحتياجات العملاء الذين يبحثون عن توازن بين الابتكار والتوفير في التكلفة ضمن سوق متزايد التوجه نحو الحلول المستدامة. إذا تمكنت دودج من التحكم في التكلفة وعرض هذا الطراز بسعر تنافسي أقل من 40 ألف دولار، فقد يصبح حلاً وسطاً مثالياً بين الأداء العملي والتصميم العدواني الذي لطالما اشتهرت به العلامة، بالإضافة إلى تعزيز وجودها في فئة السيارات الاقتصادية والمستدامة بشكل أكثر تأثيراً.