مفهوم جديد للسيدان المتوسطة

  • تاريخ النشر: الخميس، 04 يوليو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
مفهوم جديد للسيدان المتوسطة

مع الجيل السابع من باسات، لم تكتفي فولكسفاكن بتقديم سيارة جديدة، بل قامت بإعادة تعريف مفهوم سيارات السيدان العائلية المتوسطة

على الرغم من أنها واحدة من أفضل سيارات فئتها، إلا أن فولكسفاكن باسات لم تتمكن يوماً من تحقيق الهدف المرجو منها في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن هذه السيارة ومنذ إطلاقها العالمي الأول عام 1973، تميزت بتصميم جدي أدى الى الإعتقاد أنها تتوجه الى الأباء أكثر من توجهها الى الجيل الشاب، في وقت يمكن القول أن أكثرية المستهلكين الراغبين بسيارة عائلية متوسطة الحجم في العالم العربي هم من أولئك اللذين يركزون على التصميم المعاصر الذي يعكس صورة شبابية ومغامرة والأرجح أن هذا واحد من الأسباب التي ساهمت في إرتفاع مبيعات الشقيقة غولف.

ومع الجيل الجديد من باسات، قررت فولكسفاكن أن تزيد من تركيزها على التصميم آخذةً بعين الإعتبار أن الأجيال السابقة من باسات لطالما تحلت بإعتمادية عالية على كافة الأصعدة بإستثناء التصميم. ومن هذا المنطلق، نالت باسات الجديدة واجهة أمامية تتماشى مع الخط التصميمي الجديد والمعتمد في سيارات فولكسفاكن الأخرى وبالأخص لجهة المصابيح الأمامية الطولية ذات الزوايا الداخلية القاسية والتي يتوسطها شبك أمامي يعتمد تصميم الشفرات الأفقية التي ترفع الشعور بعرض السيارة وتعطي إنطباعاً بأن مستويات الثبات عالية. ويزداد الإحساس بعرض المقدمة من خلال الصادم الأمامي الذي يحتوي على فتحة طولية تمتد من طرفه الأيمن الى طرفه الأيسر وبحيث لا يعترضها شئ بإستثناء المصابيح السفلية المخصصة للضباب والتي تعتمد بدورها تصميماً أفقياً.

أما من الجوانب، فقد أبقت فولكسفاكن على كلاسيكية الخطوط، إلا أنها عدلت زوايا إطارات المساحات الجانبية التي باتت تعكس صورة أكثر عصرية من السابق ولكن في إطار لا يزال كلاسيكياً ويبدو بوضوح من خلال التناسب بين الأسطح المعدنية والمساحات الزجاجية التي يعلوها خط سقف ينحني قليلاً مع إتجاهه نحو الخلف حيث أخذ الزجاج الخلفي لنفسه وضعية شديدة الميلان، الأمر الذي عزز وبطريقة غير مباشرة من الطابع الرياضي. أما في الخلف، فقد نالت باسات مصابيح خلفية تذكر بتلك التي تتوفر للشقيقة الأكبر تواريغ ولكن في واجهة خلفية تذكر بطراز فايتون لجهة مساحاتها المعدنية الكبيرة والمبسطة.

ومن ناحية أخرى، يبدو أن فولكسفاكن إكتشفت من خلال تجربتها مع طراز جيتا الذي قدمته خلال العام الماضي أن السعر المنخفض وفي حال ترافق مع تسمية فولكسفاكن، فسيمكنها من زيادة المبيعات ولتقرر إعتماد هذا المبدأ مع باسات التي لا تزال مبيعاتها بالنسبة لـ فولكسفاكن تتدنى عن المتوقع منها. ومن هنا، كان القرار بالخروج بجيل جديد من باسات على أن يكون عبارة عن فئة أعلى من جيتا الجديدة. وفي هذا السياق، لم يكن بإمكان فولكسفاكن أن تحقق هذا الهدف إلا عبر تخفضيها لتكاليف تصنيع باسات. وهنا لم تحقق فولكسفاكن ذلك عبر مقصورة باسات التي لا تزال جيدة ولا عبر الشاسي التي لا تزال توفر إنقيادية جيدة، بل عبر المحركات التي قررت توفيرها لسيارتها هذه.

وهنا، لم يعد محرك القاعدة المتوفر لـ باسات متمثلاً بمحرك الأسطونات الأربع بسعة ليترين مع توربو والقادر على توفير 200 حصان مع 280,6 نيوتن متر من عزم الدوران، إذ قررت فولكسفاكن الإعتماد على محركها القديم الذي تبلغ سعته 2,5 ليتر موزعة على خمس أسطوانات نظراً لتكاليف تصنيعه المتدنية جداً. وعلى الرغم من أنه يعتمد على 5 أسطوانات، إلا أن هذا المحرك ذو التقنيات القديمة لا يولد إلا 170 حصاناً تترافق مع 240 نيوتن متر من عزم الدوران. أما السائقين الراغبين بتأدية أفضل، فيمكنهم أن يطلبوا باسات مع محرك الأسطوانات الست على شكل V الذي تبلغ سعته 3,6 ليتر.

وعلى الرغم من أن محرك الـ 2,5 ليتر مشهور بضجيجه التشغيلي عند إرتفاع دورانه، إلا أنه مع باسات مربوط الى علبة تروس سداسية النسب ويوفر في هذه الحالة تأدية ترضي نسبة كبيرة جداً من الراغبين بسيارة من هذا المعيار ،خصوصاً أن فولكسفاكن لم تقم بأي تسوية على صعيد الشاسي والبنية التحتية اللذان يوفران إنقيادية جيدة مع تماسك يفوق المعدل وهما أمران يتوقع المستهلك الحصول عليهما في سيارة ألمانية تحمل شعار فولكسفاكن.

ومع ذلك، لم تقف محاولات فولكسفاكن لخفض تكاليف باسات الجديدة وبالتالي أسعارها عند حدود المحرك، بل طاولت عدداً من العناصر الأخرى شأن غياب التلبيسات التي كانت تخفي مفصلات غطاء صندوق الأمتعة وغياب ماصات الصدمات التي كانت تعتمد لتسهيل فتح غطاء المحرك وإبقاءه مفتوحاً لصالح مفصلات تقليدية قديمة مع قضيب معدني بقاعدة دوارة يعمل على حمل مقدمة غطاء المحرك. كذلك، تم الإعتماد على مواد بلاستيكية عادية في الأماكن غير المرئية والسفلى من مقصورة الركاب.

وفي سياق الكلام عن المقصورة، لا بد من الإشارة الى أن مقصورة باسات الجديدة تتمتع برحابة عالية وبالأخص في القسم الخلفي منها حيث تتوفر مساحات داخلية أكثر من كريمة حتى ولو كانت وضعية المقاعد الأمامية مثبتة الى أقصى الخلف. أما لوحة القيادة التي تتميز بسهولة إستعمال متقدمة، فهي تعتمد على مواد ذات جودة أقل من ما كان معتمداً في الجيل الأسبق ولكن لا تزال جودة هذه المواد مقبولة وتندمج مع طريقة تصميم اللوحة العملانية وكميات الزجاج المحيط بها والذي يساعد على توفير مجالات رؤية ممتازة.

ومع ذلك، لم تحول فولكسفاكن سيارتها هذه الى سيارة رخيصة لا تتوفر إلا مع التجهيزات الضرورية، بل وفرت لها مجموعة كبيرة من التجهيزات الإضافية ومنها جهاز قياس مستويات تركيز وتعب السائق، جهاز مساعدة الكبح في الحالات الطارئة في المدينة، جهاز التحكم النشط بالسرعة، نظام إيزي أوبن وهو عبارة عن جهاز إستشعار مثبت تحت صندوق الأمتعة يكفي المرء أن يضع قدمم تحته كي يفتح صندوق الأمتعة أوتوماتيكياً، الجيل الثاني من أجهزة المساعدة في ركن السيارة، جهاز إيقاف عمل المصابيح العالية في حال تواجدت أي سيارات قادمة في الإتجاه المعاكس، جهاز الإنذار في حال تواجدت سيارات أخرى في الزوايا الجانبية الخلفية غير المرئية، كاميرا أمامية لقراءة السرعات المحددة على الطرقات وعرضها في لوحة القيادة، جهاز DCC للتحكم النشط بالشاسي، كاميرا خلفية وغيرها من التجهيزات التي تتوفر عادةً في السيارات الأكبر حجماً.

أخيراً، يمكن القول أن خطة فولكسفاكن الهادفة الى توفير طراز باسات بسعر منافس جداً ليست إلا خطة ناجحة وبالأخص في ظل الظروف الإقتصادية الحالية. فبالإضافة الى أنها أثمرت على شكل مبيعات ممتازة في حالة الشقيقة الأصغر جيتا، لا يمكننا أن نغفل عاملاً هاماً وهو أن شريحة المستهلكين الراغبين بـ باسات كانت منذ إطلاق هذه السيارة ولغاية اليوم، تعتمد بشكل رئيسي على المستهلك الذي لا يعطي التأدية الرياضية أي إهتمام، بل يركز بشكل رئيسي على الرحابة والإعتمادية وسهولة الإستعمال وتكاليف الصيانة المقبولة وهي مواصفات لطالما كانت من مقومات أجيال باسات الستة السابقة. أما اليوم، فقد أضافت اليها باسات الجديدة السعر المنافس والتصميم المميز مع إستهلاك أفضل بـ 18 بالمئة وبالتالي إصدارات أقل.

«لم يكن بإمكان فولكسفاكن أن تحقق الهدف من باسات إلا عبر تخفضيها لتكاليف تصنيعها»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات