يستمر الدعم: تقنية تحل المشكلة الأكبر في السيارات الكهربائية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 26 مايو 2021
يستمر الدعم: تقنية تحل المشكلة الأكبر في السيارات الكهربائية

يزداد الاهتمام بالسيارات الكهربائية شيئاً فشيئاً وتضع شركات السيارات خطتها لكي تتحول بشكل كامل لإنتاج الطرازات الكهربائية على مدى الأعوام القادمة.

ولكن منذ بداية دخول السيارات الكهربائية إلى الأسواق العالمية، ظهرت معه مشكلة هددت انتشاره بشكل أفضل وأسرع، وهي مشكلة مدى سير السيارة وقوة البطارية التي يتم تحديدها مسبقًا، وتعتبر صداعًا ليس في رأس العملاء فقط، بل في رأس مسؤولي كبرى شركات صناعة السيارات حول العالم.

شركة توم توم تحل مشكلة السيارات الكهربائية

قامت إحدى الشركات العالمية الهولندية المتخصصة في أنظمة وتقنيات ملاحة مختلف المركبات بالكشف عن تكنولوجيا جديدة ستمكن الطرازات الكهربائية صديقة البيئة من الوصول إلى الوجهة المحددة دون مشاكل.

وعالجت شركة توم توم الهولندية المتخصصة في أنظمة وتقنيات ملاحة مشكلة مدى السير في السيارات الكهربائية من خلال مجموعة من البرامج التكنولوجية الحديثة التي تتابع بدقة وعناية مستوى الشحن الحالي وأقصى قدرة للبطارية.

ويتم حساب قدرة البطارية ومستوى الشحن من خلال تحليل ومعالجة بيانات سرعة السيارة ونوع الطريق، مثل الطرق الممهدة داخل المدن أو الوعرة والمستحيلة في الصحراء والغابات.

كما تعتمد مجموعة البرامج على حسابات في غاية الدقة لتاريخ هذه الطرقات من خلال المدة الزمنية التي تستغرقها السيارة في قطعها على سرعة 100 كيلو متر في الساعة.

السيارات الكهربائية أرخص من سيارات البنزين

كانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نشرت تقريراً هامًا تتوقع فيه أن تسيطر السيارات الكهربائية على قارة أوروبا في عام 2027.

وتتوقع الصحيفة أنه بحلول عام 2030 فإن متوسط سعر السيارة الكهربائية سيكون أقل من طرازات البنزين قبل حساب الحوافز الضريبية.

وذكرت الصحيفة البريطانية بأن توقعاتها تستند على الاستثمارات التي تقوم بها شركات السيارات في إنتاج الطرازات الكهربائية مع بنائها للمزيد من خطوط التجميع وهو الأمر الذي سيؤدي إلى خفض أسعارها في النهاية.

وتشير الجارديان بأنه خلال عام 2026 يتوقع بأن يكون متوسط سعر السيارة متوسطة الحجم سواء كانت تعمل بالبنزين أو بالكهرباء حوالي 19 ألف يورو، وبحلول عام 2030 سينخفض سعر الطرازات الكهربائية ليصبح حوالي 16,300 يورو على أن يرتفع سعر متوسط السيارات التي تعمل بالبنزين إلى 19,900 يورو.

وفي حالة حدوث توقعات صحيفة الجارديان البريطانية على أرض الواقع فإن سعر السيارات سينخفض بنسبة 48.9%  وهو انخفاض ضخم في عدد سنوات ليس بالكبير ولكنه يعكس مدى الانتشار والسيطرة الكبرى التي ستكون عليها صناعة السيارات الكهربائية.

فيما تشير التوقعات كذلك إلى أنه يمكن تحقيق التكافؤ في التكلفة ما بين السيارات الكهربائية وسيارات البنزين بحلول عام 2024 وهو العامل الرئيسي الذي يحدد سعر السيارات في الأسواق.

وسيساهم التكافؤ في التكلفة في انخفاض أسعار السيارات الكهربائية بشكل كبير وملحوظ على مدار السنوات المقبلة.

كما يتوقع التقرير كذلك انخفاض سعر البطاريات بنسبة 58% خلال السنوات العشرة المقبلة وهو ما سيزيد كثيراً من شعبية وانتشار السيارات الكهربائية.

متى شعر العالم بخطورة سيارات الاحتراق الداخلي؟

الندائات كانت مستمرة منذ فترة طويلة جدًا على هذا الكوكب، لكن تأثر العالم كثيرًا وانطلق العديد من الأشخاص حول العالم في مظاهرات ضد بعض أنواع السيارات التي تعتمد على محرك احتراق داخلي، ولكن الأبرز ولا تتعجب عزيزي القارئ جاء في عام 2019.

وترى العديد من المنظمات أن قطاع السيارات كان سبباً في حوالى عشر الانبعاثات العالمية للغازات المسببة بمفعول الدفيئة عام 2018، بحسب "غرينبيس".

وطالت هذه الاتهامات كبرى شركات السيارات في العالم، تمثّل مجموعة 55 % من الانبعاثت الكربونية في قطاع صناعة السيارات.

واختتمت المنظمة غير الحكومية كلماتها "نطالب القطاع بإجراء تغييرات جذرية تحت طائلة الخضوع للمساءلة القانونية.

هل استجابت شركات السيارات لهذه الندائات؟

نعم عزيزي القارئ، فهناك اتجاه العالمي نحو السيارات صديقة البيئة التي تعتمد على الطاقة النظيفة في توليد طاقة الحركة، وتحاول كبرى شركات السيارات التحول بخطوط إنتاجها بالكامل لصناعة السيارات الكهربائية، وإصدار مختلف الموديلات لتناسب جميع الاحتياجات وكافة الفئات في المجتمع.

مليارات الدولارات للسيارات الكهربائية

شاهدنا على مدار الشهور الماضية دعم مميز لصناعة المركبات الكهربائية صديقة البيئة، وشاهدنا رؤساء ووزراء كبرى الدول حول العالم يدعمون بشكل فريد من نوعه هذه الصناعة.

وكانت أبرز هذه المشاهد حينما كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطته لدعم السيارات الكهربائية في البلاد بشكل كامل وبقيمة كبيرة تبلغ 174 مليار دولار.

وقرر بايدن دعم السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية برقم يساوي تقريبا 652 مليار ريال سعودي، وكذلك رغبته في دعم البنية التحتية في البلاد بقيمة 2 تريليون دولار أي ما يساوي 7.5 تريليون ريال من خلال إنشاء المحطات الكهربائية وغيرها.

وأعلن بايدن بأن التمويل الرسمي سيتجه إلى دعم الإنتاج المحلي للبطاريات والمكونات المختلفة.

كما يريد بايدن أن يوسع الحوافز المالية الحالية وذلك من أجل شراء السيارات الكهربائية لتزيد عن 7500 دولار لكل سيارة وهو الدعم الحالي من أمريكا لقطاع الشراء.

وستعمل أمريكا خلال الفترة المقبلة على توطيد التعاون مع شركات السيارات الكهربائية من أجل بناء شبكة ضخمة تبلغ حوالي نصف مليون شاحن كهربائي في خطة تمتد حتى 2030.

وتغرب الولايات المتحدة من خلال هذه الخطة القضاء على أي مخاوف لدى قطاع الشراء في الولايات المتحدة تتعلق بمتوسط مدى السيارات وانتشار محطات الشحن وهو ما سيجشع المستهلكين على اقتناء السيارات الكهربائية.

ويتوقع بأن تبدأ الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن من تشجيع إنتاج السيارات الكهربائية والاعتماد عليها بشكل أكبر من خلال الأسطول التابع للحكومة وكذلك وسائل نقل المدارس وغيرها.

وفي المقابل، فضل جو بايدن ألا يضع موعداً محدداً لحظر السيارات التي تعمل بمحركات وقود الاحتراق الداخلي مثل البنزين والديزل حتى لا يربك الشركات في البلاد وهو ما الأمر الذي فعله بعض الدول الأخرى وخاصة في دول أوروبا وهو ما جعل بعض الخبراء ورؤساء الشركات ينقسمون حول هذا القرار.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لشركة فورد، أن الطرازات الكهربائية هي مستقبل صناعة السيارات حول العالم، وأقر أن الصين في الوقت الحالي تمتلك الريادة في هذا القطاع تحديدًا، في تصريح اعتبره البعض خطيرًا بسبب المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في عدة مجالات.

وجاءت تصريحات جو بايدن بعد التقارير التي صدرت من البيت الأبيض التي تفيد بإن الصين تتفوق على الولايات المتحدة في صناعة السيارات الكهربائية، حيث بلغت حصة السوق الحالية للطرازات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية ثلث حصة الصين فقط.

وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال خطابه بمنافسة السوق الصينية للسيارات الكهربائية من خلال خطة استثمارية طويلة الأمد، سيضخ فيها مليارات الدولارات الأمريكية.

وتنوي الحكومة الأمريكية إنشاء شبكة وطنية تضم 500 ألف محطة شحن بحلول عام 2030، إلى جانب تحويل نسبة تصل إلى 20% من حافلات المدارس الصفراء الشهيرة إلى الاعتماد كليًا على الطاقة الكهربائية صديقة البيئة.