أزمة في صناعة السيارات بسبب قناة السويس

  • تاريخ النشر: الأحد، 28 مارس 2021
أزمة في صناعة السيارات بسبب قناة السويس

تسبب توقف الملاحة في قناة السويس في مأزق لعدد كبير من الصناعات في العالم ومنها صناعة السيارات.

ويخشى صناع السيارات خاصة في ألمانيا بأن يتسبب تعطل الملاحة في قناة السويس من نقص الإمدادات اللازمة في بناء وإنتاج المركبات.

وتعيد أزمة قناة السويس للأذهان الأزمة التي عاشها عالم السيارات خلال العام الماضي وذلك بسبب نقص أشباه الموصلات بسبب تحويلها إلى رقائق تستخدم في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والكاميرات وأنظمة الألعاب خلال فترة الإغلاق خوفاً من تفشي كورونا وهو ما أضر قطاع صناعة السيارات بشدة.

ويخشى صناع السيارات بأن يتسبب تعطل الملاحة في قناة السويس من تحويل مسار السفن البحرية لتنطلق حول إفريقيا وهو ما سيؤخر وصول السفن إسبوعاً إضافياً على الأقل بالإضافة للتكلفة العالية التي سيتم إنفاقها خلال هذه الفترة.

وانتشرت تقارير تتحدث عن إمكانية إغلاق بعض المصانع الخاصة بإنتاج السيارات لفترة بسبب تأخر تسليم رقائق السيارات وهو ما يعتبر ضرورياً في عملية الإنتاج.

وتشير الإحصائيات بأن صناعة السيارات تعاني منذ الآن من الإنتاج الضعيف وستزيد أزمة قناة السويس الأمور سوءً إذا استمرت لفترة أطول.

وتشير التقارير الصحفية بأن عدد من الشركات العريقة في مجال صناعة السيارات مثل فورد وتويوتا وفولكس فاجن وهوندا قرروا بالفعل تخفيض الإنتاج بسبب النقص العام في الرقائق.

وكانت شركات السيارات قد عانت خلال الأسابيع الماضية من العواصف الشتوية العاتية في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما تسبب في تعطيل إنتاج الرقائق، وكذلك نقص المياه في تايوان الذي أثر بدوره أيضاً على إمدادات الرقائق.

كما مثل حريق مصنع رينيساس للإلكترونيات والذي يعتبر أكبر مصنع لرقائق السيارات في العالم بمثابة الضربة الموجعة لكافة شركات السيارات في مختلف أنحاء العالم.

ويتوقع الخبراء بأن يتسبب العطل في قناة السويس بتعطيل حوالي 10% من الشحن العالمي حتى عودة قناة السويس للعمل مرة جديدة.

ووصفت شبكات إخبارية دولية بأن صناعة السيارات تعتمد بشكل كبير على قناة السويس منذ سنوات طويلة لانها تسهل نقل المواد الخام والمركبات الكاملة كذلك.

وتؤكد الشبكة الإخبارية الأمريكية NBC بأن ضمن السفن المعطلة خلف حاوية "إيفر غيفن"، حاملتين كبيرتين لنقل السيارات وهما مورنينج ستار وهويج لندن.

وأوضحت القناة الإخبارية الأمريكية بأن هناك كذلك عدة سفن في طريقها لقناة السويس وعلى رأسهم جراند برافو.

وفي حالة عدم عودة قناة السويس إلى العمل ربما تقرر سفينة جراند برافو السير حول إفريقيا وهو طريق سيزيد من مدة وصولها حوالي 10 أيام إضافية.

369 سفينة عالقة خلف قناة السويس وخسائر بالملايين

الجدير بالذكر أن هيئة قناة السويس كشفت بأن هناك حوالي 369 سفينة عالقة حتى الآن بسبب إيفر غيفن الجانحة، وتقدر الخسائر اليومية بسبب توقف الممر الملاحي إلى حوالي 14 مليون دولار.

ويرى مسؤولو قناة السويس أن الرياح لعبت أحد أدوار جنوح السفينة ولكنه ليس السبب الرئيسي خاصة وأن الرياح كانت تبلغ 40 عقدة، فيما استطاعت قناة السويس تسيير حركة الناقلات البحرية في وقت سابق من شهر مارس في سرعة رياح تزيد على 50 عقدة.

ولا يستبعد مسؤولو قناة السويس بأن سبب جنوح السفينة قد يكون بسبب خطأ بشري أو فني مثل عدم استجابة دفة السفينة إلى تغيير الاتجاه أو تأخر قبطان السفينة في قرار تعديل الدفة وغيرها.

عمل على مدار الساعة

وتعمل هيئة قناة السويس على مدار الساعة في مجاولات مختلفة ما بين شد السفينة وعمليات التكريك والحفر حول مقدمة السفينة من أجل المساعدة في تحريكها ولكن ذلك يكون وقف عدة عوامل مثل المد والجزر وغيرها.

وتعمل قناة السويس على زيادة العمق تحت مقدمة السفينة إلى 18 متراً بدل 5 أمتار وهو العمق القديم لحافة ممر قناة السويس.

وأوضحت هيئة قناة السويس بأن السفينة تحركت 4 أمتار منذ محاولات تعويمها.

السيناريو الصعب

وترجئ قناة السويس التفكير في تخفيف حمولة سفينة إيفر غيفن كأخر الحلول وذلك بسبب الوقت الطويل التي ستستغرقه هذه المهمة.

وكشف المتحدث باسم هيئة قناة السويس بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أبلغ العاملين بالاستعداد لسيناريو تخفيف أحمال السفينة من الآن.

تسهيلات للسفن العالقة

وتعمل هيئة قناة السويس على تقديم تسهيلات للسفن العالقة منها تخفيضات لرسوم العبور من القناة وكذلك تقديم كافة المطالب اللوجستية لها.

لا وفيات بسبب حادث جنوح السفينة

وأكدت هيئة قناة السويس بأنه لا يوجد وفيات أو تلوث بيئي بسبب سفينة إيفر غيفن العالقة في قناة السويس.

وذكرت قناة السويس بأن مصر ستطلب مساعدات دولية في حالة اللجوء إلى السيناريو الأخير وهو تخفيف حمولة السفينة.

السعودية تدعم مصر في أزمة السفينة

وكشفت هيئة قناة السويس بأن هناك العديد من العروض للمساعدة ما بينها عروض سعودية وأمريكية وكذلك من الإمارات والصين وألمانيا وفرنسا.

فيما دعمت المملكة العربية السعودية جهود مصر في التعامل بكفاءة مع الحادث الذي تسبب في تعطيل ممرات الملاحة العالمية.

وشددت الخارجية السعودية على ثقة المملكة في قدرة وإمكانيات مصر على إنهاء أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس.

وأبدت المملكة استعدادها الكامل لمساعدة مصر بكافة الإمكانيات للتغلب على حادثة السفينة بحسب ما تراه وتقدره السلطات المصرية.

وكانت الخارجية السعودية قد أصدرت بياناً تبدي فيه كافة استعدادها لبذل كل ما يمكن من مساعدة لإعادة قناة السويس للعمل مرة أخرى بإزالة عائق السفينة الجانحة.

مصر تستبعد هذا السيناريو

واستبعدت هيئة قناة السويس تجنب خطوط الشحن استخدام قنوات أخرى بسبب حادث جنوح السفينة في ممرها الملاحي.

وكشفت قناة السويس بأن هناك سفن فضلت الدخول إلى ممر قناة السويس على الاتجاه عبر طريق رأس الرجاء الصالح مع علمها بوجود سفينة جانحة.

14 قاطرة إنقاذ

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس بأن هناك 14 قاطرة إنقاذ تشارك في عمليات تعويم سفينة إيفر غيفن البنمية وذلك بالتعاون مع أكبر شركات الإنقاذ في العالم.

شلل كامل لحركة النقل البحري

وتحدث رئيس قناة السويس عن التوقف الكبير لعملية النقل البحري بسبب جنوح السفينة البنمية العملاقة إيفر غيفن.

وأوضح رئيس قناة السويس بأن عدد السفن المنتظرة تصاعد إلى 321 سفينة في الشمال والجنوب ومنطقة البحيرات بسبب توقف الممر الملاحي لقناة السويس.

مهمة صعبة وخطط بديلة شاقة

وأقر رئيس هيئة قناة السويس بأن هناك بدائل لتعويم السفينة ولكنه سيكون مهمة شاقة وستستغرق الكثير من الوقت وهو تخفيف حمولة السفينة وتحريكها وهو ما قد يصيبها بأضرار وسيتطلب المزيد من الوقت.

سرعة الرياح بريئة من الحادث

وعاد رئيس هيئة قناة السويس واستبعد تماماً تسبب الرياح في جنوح سفينة إيفر غيفن البنمية خاصة وأن هناك 12 سفينة سبقت السفينة البنمية الجانحة في العبور بالتزامن مع عبور 30 سفينة من الشمال كذلك.

موعد عودة الملاحة مجهول

وعن موعد عودة الملاحة، قال رئيس هيئة قناة السويس أنه سيتم فحص السفينة بعد تعويمها بالإضافة إلى بحث الغرامات المالية بعد نهاية التحقيقات في الحادث.