بالفيديو/ قصة اختراع حزام الأمان.. فكرة بسيطة أنقذت الملايين

قطعةٌ صغيرةٌ لكنها أنقذتِ العديدَ من الأرواحِ ولم يَعُدْ هناك غِنًى عنها في جميعِ أنواعِ السياراتِ، تعرفُوا على أصلِ اختراعِ حزامِ الأمانِ الذي ظهرَ بفضلِ مهندسٍ يُدعَى نيلس بوهلين معنا اليوم في ورشة تربو.

تمَّ تطويرُ حزامِ أمانٍ أوَّليٍّ يعودُ إلى أوائلِ القرنِ التاسعَ عشرَ من قِبَلِ رجلٍ إنجليزيٍّ، هو السير جورج كايلي، وقد استخدمَه في طائرتِه الشراعيةِ الرائدةِ.

عرضتْ عليه إحدى شركاتِ السياراتِ الأمريكيةِ، شراءَه في عامِ 1949، ثم قامتْ شركةُ فورد بتجهيزِ هذا الحزامِ كخيارٍ لبعضِ الموديلاتِ منذُ عامِ 1955 بموجِبِ مبادرةٍ من مديرٍ تنفيذيٍّ صاعدٍ هو روبرت ماكنمارا.

ثمَّ قامتْ شركةُ Saab –وهي شركةٌ سويديةٌ لصناعةِ السياراتِ– بتركيبِ حزامِ أمانٍ من نقطتَيْن كمعيارٍ قياسيٍّ للأمانِ في عامِ 1958، وقد تمَّ تسجيلُ حزامِ أمانٍ مبكرٍ من ثلاثِ نقاطٍ من قِبَلِ اثنين من الأمريكيين هما روجر جريسوولد وهيو دي هافن في عامِ 1951، لكنَّهما لم يتوصَّلا إلى تزويدِه بمشبكٍ في الوسَط.

كانتْ هناك مشكلةٌ رئيسيةٌ في تصميمِ الحزامِ ذي النقطتَيْن، وهي أن الحزامَ لم يكُنْ يُقيِّدُ الجذعَ، وهو ما يجعلُ الركابَ عرضةً للإصاباتِ الشديدةِ في الرأسِ والصدرِ والعمودِ الفَقْريِّ عندَ التصادمِ.

عكسَ المحاولاتِ الأوَّليةِ في تصميمِ أحزمةِ الأمانِ السابقةِ، جاءَ تصميمُ نيلس بوهلين المخترعِ السويديِّ الذي عَمِلَ على تأمينِ الجزأَيْن العلويِّ والسفليِّ من الجسمِ من خلالِ شريطَيْن متصلَيْن بالفخذِ، وتمَّ ربطُهما في نقطةِ ربطٍ واحدةٍ.

ونيلس بوهلين هو مهندسٌ ومخترعٌ سويديٌّ، وُلد في 17 من يوليو عامَ 1920، في هارنوساند بالسويد، في عامِ 1958 تمَّ تعيينُ بوهلين بشركةِ فولفو كأولِ مهندسِ سلامةٍ لها، وقدَّمَ حزامَ الأمانِ الجديدِ في سياراتِ فولفو في العامِ التالي.

يقولُ بوهلين: "أدركتُ أن الجزأَيْن العلويَّ والسفليَّ من الجسمِ يجبُ أن يُثبتَا بشكلٍ آمنٍ في مكانٍ معَ حزامٍ واحدٍ عبرَ الصدرِ وواحدٍ عبرَ الفخذَيْن، كما يحتاجُ الحزامُ نقطةَ تثبيتٍ غيرَ قابلةٍ للتحريكِ، وكانت إبزيمًا على مِفصَلِ الفخذِ حتى يتمَّ حمايةُ الجسمِ والاحتفاظُ به بشكلٍ صحيحٍ وآمنٍ في أثناءِ الاصطدامِ.. لقد كانَ جهدُنا مُنصبًّا على إيجادِ حلٍّ بسيطٍ وفعَّالٍ ويمكنُ وضعُه بسهولةٍ بيدٍ واحدةٍ".

كانَ رئيسُ شركةِ فولفو في ذلك الوقتِ قد تعرَّضَ لخسارةٍ شخصيةٍ حيثُ تُوفِّيَ أحدُ أقاربِه في حادثٍ مروريٍّ بسببِ القصورِ في تصميمِ الحزامِ الثنائيِّ النقاطِ.

ثمَّ وُضِعَتِ المواصفاتُ القياسيةُ بجميعِ أنحاءِ العالمِ في عام 1963. ورغمَ ذلك، كانتْ هناكَ مقاومةٌ من المستهلكين وأرادَ قليلٌ من الناسِ تجرِبةَ فكرةِ الحزامِ الجديدةِ واستخدامَها، لكنَّ التجرِبةَ أثبتتْ فاعليةَ حزامِ الأمانِ الحاليِّ في تأمينِ حياةِ ملايينِ السائقينَ حولَ العالمِ.