شركات ناشئة تسعى إلى دخول سوق السيارات ذاتية القيادة

  • بواسطة: الإمارات اليوم تاريخ النشر: الخميس، 28 يناير 2016 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
شركات ناشئة تسعى إلى دخول سوق السيارات ذاتية القيادة

لا يقتصر مجال تطوير السيارات ذاتية القيادة على الشركات العملاقة في عالم صناعة السيارات والتكنولوجيا، إذ بينما تنال الشركات الكبيرة، مثل «غوغل» و«تسلا» الكثير من الاهتمام، فإن عدداً من الشركات الناشئة تتقدم بهدوءٍ شديد، لتُؤمّن مكاناً خاصاً لها في هذه الصناعة الناشئة.

وتستفيد الشركات الناشئة من سهولة الحصول على العديد من البرمجيات، وتراجع تكاليف الأجهزة والمعدات، وتَعِد بإضافة ميزات التحكم الذاتي إلى المركبات الحالية، والسماح لها بإنجاز مهام محددة.

وقال المحلل المتخصص في صناعة السيارات في شركة «غارتنر» للأبحاث، تيلو كوسلوسكي، إن هناك عشرات الشركات المبتدئة التي تُضيف ميزات التحكم الذاتي إلى المعدات العسكرية والزراعية، ويهتم عدد أقل بمعالجة تحديات أصعب ترتبط بإضافتها إلى سيارات الركاب. ويرى كوسلوسكي في ذلك دلالةً على أن الابتكار في هذا المجال ليس محدوداً بالميزانيات الضخمة المُخصصة للأبحاث والتطوير.

برمجيات وكلفة

ومن بين التطورات الكبيرة التي تُساعد في ازدهار الشركات الناشئة في هذا القطاع، توافر البرمجيات مفتوحة المصدر، إذ طورت بعض الجامعات البرمجيات الضرورية لتشغيل السيارات ذاتية القيادة وتُتيحها مجاناً، بحسب الباحث المتخصص في الروبوتات في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، جون ليونارد.

وقال ليونارد إن ذلك يسمح للشركات بالحصول سريعاً على أحدث التقنيات، ولا يخضع التكنولوجيا لتحكم شركات، مثل «آي بي إم» مثلاً.

وعلاوةً على توافر البرمجيات، تتراجع بمعدل كبير، تكاليف المعدات والعتاد، كما هو الحال مع نظام «ليدار» LIDAR المعتمد على أشعة الليزر، والذي يُعتبر بمثابة جهاز رادار غير مفصل للسيارات ذاتية القيادة، وطرحته شركة «فيلودين أكوستكس» Velodyne Acoustics بسعر يزيد على 80 ألف دولار في عام 2006، بينما تتوافر منه حالياً نسخة يقل سعرها عن 8000 دولار.

باقات جاهزة

وفي كثيرٍ من الحالات، يُمكن للشركات الصغيرة شراء باقات جاهزة تتضمن معظم البرمجيات والأجهزة التي تحتاجها، وتُخصصها بما يُناسب سيارة أو مهمة بعينها، وتُوفر ذلك شركات منها «أوتونومو ستف» AutonomouStuff في مدينة مورتون في ولاية إلينوي الأميركية. وتبيع الشركة باقات تبدأ من سعر 2000 دولار للمركبة الواحدة، وتُلائم المركبات ذات المهام البسيطة، في ما يصل السعر إلى 150 ألف دولار للباقات المُخصصة لمركبات تُؤدي مهام أكثر تعقيداً، مثل تخطيط المسارات، والتفاعل مع المشاة، والمركبات الأخرى.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أوتونومو ستف»، بوبي هامبريك: «ما يحدث الآن في صناعة السيارات هو تحول كامل للتنقل»، مُشيراً إلى تعامل شركته مع 1000 متعامل. وتابع هامبريك: «للمرة الأولى في تاريخ صناعة السيارات يُمكن لخمسة أشخاص في مرآب إحداث تأثير كبير في الصناعة».

«جايبريدج روبوتيكس»

وتتجه العديد من الشركات الناشئة إلى مُعالجة مشروعات بسيطة نسبياً، ومنها شركة «جايبريدج روبوتيكس» Jaybridge Robotics في مدينة «كامبريدج» بولاية «ماساتشوستس» الأميركية. وتضم الشركة 20 موظفاً، وأمنّت لنفسها مكاناً في إضافة سمات التحكم الذاتي إلى المركبات الصناعية الضخمة منذ بدأت عملها في عام 2008.

وتتعامل «جايبريدج روبوتيكس» كثيراً مع طلبات لتحويل جرارات وعربات للحبوب، ما يُتيح لها العمل جنباً إلى جنب مع آلات الحصاد. ويتطلب ذلك حاسباً مركزياً وتوزيع عدد من أجهزة الاستشعار في أماكن مختارة بعناية حول المركبة الآلية. ووصف المؤسس المشارك في «جايبريدج روبوتيكس»، جيريمي براون، عملها بأنها شركة برمجيات في المقام الأول.

«سايبرنت سيستمز»

وتُمثل أنظمة توفرها شركة «سايبرنت سيستمز» Cybernet Systems الخطوة التالية في تعقيد المركبات ذاتية القيادة.

وتتعاون الشركة، التي تتخذ من مدينة «آن أربور» في ولاية «ميشيغان» مقراً لها، مع وزارة الدفاع الأميركية، لتحويل المركبات العسكرية إلى ذاتية التحكم، أو شبه آلية تعمل إلى جوار الأشخاص والمعدات الأخرى.

ومن بين نماذج عمل «سايبرنت سيستمز»، رافعة شوكية ضخمة لالتقاط حاويات الشحن وتحريكها. ويُمكنها العمل في مصنع، والتجول دون الحاجة إلى تتبع شريط معدني أو علامات أخرى، وفي الوقت نفسه تستطيع تجنب الأشخاص والآلات الأخرى. واعتمدت الشركة على تصميم قدمه رئيسها التنفيذي تشارلز جاكوبس، وزوجته هيدي التي تشغل منصب رئيسة الشركة، في مسابقة لتطوير السيارات ذاتية القيادة، نظمتها «وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة» أو «داربا» التابعة لوزارة الدفاع الأميركية في عام 2007. وتشمل باقات «سايبرنت سيستمز» لإضافة ميزات التحكم الذاتي إلى المركبات: وحدة معالجة مركزية، ونظاماً للمواقع، وأجهزة استشعار أمامية وجانبية وخلفية.

شركة «إيه بي تي»

ومن بين الشركات الناشئة الأخرى «إيه بي تي» APT في مدينة بوسطن، التي أسسها مطور الحافلات ذاتية التوجيه للنقل في المطارات، ويليام ألدن. وتسعى الشركة إلى تطوير سيارة ذاتية القيادة بسرعة منخفضة لنقل المسافرين من مساحات انتظار السيارات إلى صالات المطار وحتى بوابة الصعود إلى الطائرات.

وقال ألدن: «إن تكنولوجيا التحكم الذاتي مُتاحة، ولذلك، فإننا لا نحاول تطوير التكنولوجيا من الصفر».

ويختصر اسم الشركة عبارة «النقل الشخصي في المطار» Airport Personal Transport، وتتعاون مع «معهد ماساتشوسس للتكنولوجيا» و«كلية فرانكلين أولن للهندسة».

وأطلقت «إيه بي تي»، العام الماضي، حملة في موقع «كيكستارتر» للتمويل الجماعي، لكنها أخفقت في جمع المبلغ المطلوب. ومع ذلك، تواصل عملها والبحث عن مصادر للتمويل.

«كروز أوتوميشن»

ومن بين أكثر المشروعات الطموحة في مجال السيارات ذاتية القيادة شركة «كروز أوتوميشن» Cruise Automaton في مدينة «سان فرانسيسكو». والتي تُسوّق منصة أو جهازاً يُمكن وضعه أعلى بعض طرُز سيارات «أودي»؛ لإتاحة نظام للقيادة الآلية تسمح للسائقين بإبعاد أيديهم عن عجلة القيادة، وأرجلهم عن دواسات الوقود أثناء السير على الطرق السريعة. وقالت سابقاً إنها ستبيع 50 نظاماً يُكلف كل منها 10 آلاف دولار خلال عام 2015، وتنتشر حتى الآن في ولاية كاليفورنيا فقط.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كروز أوتوميشن»، كايل فوجت، إن «انخفاض التكاليف غيّر الحدود، وصارت النماذج التجارية المستحيلة سابقاً جذابة في الوقت الحاضر»، وأضاف: «في تلك الحالات غالباً ما تُحقق الشركات الناشئة الفوز».

ويُتابع العديد من الباحثين والمهتمين عمل «كروز أوتوميشن»؛ لأسباب منها الخلفية الناجحة لفوجت الذي أسس شركة «تويتش» لمشاهدة مباريات ألعاب الفيديو، واستحوذت عليها لاحقاً شركة «أمازون».

ويتشكك الباحث في «جامعة ميشيغان» والمتابع لتطور التكنولوجيا، ريان إيوستس، في مدى أمان جهاز ملحق بسيارات عاملة بالفعل، لم يُؤخذ في الاعتبار عند تصميمها هذه الخصائص.

المصدر

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات