إنجاز جديد في عالم السيارات الطائرة من شركة "أريدج" الصينية

أتمت شركة "أريدج" الصينية، المعروفة سابقًا باسم "اكس بانغ اييرو اتش تي"، أول رحلة طيران بطيّار لها في دبي، مما يمثل نقطة انطلاق مهمة في توسعها الدولي. وقد أعلنت الشركة عن تلقيها 600 طلب شراء لسياراتها الطائرة من دول مجلس التعاون الخليجي، لتصبح بذلك أكبر عملية طلب شراء خارجية في تاريخها. في المقال التالي وسف نستعرض هذا الانجاز الكبير من الشركة الصينية.

إعادة تسمية العلامة التجارية وخطط التوسع

كشفت الشركة رسميًا عن تغيير علامتها التجارية من "اكس بانغ اييرو اتش تي" إلى "أريدج" خلال حدث خاص أُقيم في دبي في 12 أكتوبر، بحضور عدد من كبار المسؤولين والخبراء في مجال التكنولوجيا والطيران. يعكس الاسم الجديد، الذي يجمع بين كلمتي "Air" و"Bridge"، رؤية الشركة في تحقيق الاتصال العالمي عبر الطيران على ارتفاعات منخفضة، مركّزةً على الابتكار واستخدام أحدث التقنيات للربط بين المجتمعات وتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي. كما تم إطلاق شعار جديد مستوحًى من الحرف الصيني الذي يعني "الطيران"، والذي يعبر عن تطلع الشركة إلى المستقبل وحرصها على التميز في تقديم حلول مستدامة وعالية الكفاءة لصناعة الطيران.

تخطط "أريدج" لدخول سوق الشرق الأوسط بحلول عام 2027، مع بدء الإنتاج الضخم في الصين، والذي يشكل جزءًا من استراتيجية شاملة لتوسيع أسواقها العالمية. أكد المدير المالي ونائب رئيس الشركة، مايكل تشاو دو، على أهمية سوق الشرق الأوسط، ليس فقط كشريك استراتيجي هام بل كواحد من المحاور الحيوية في مجال النقل والتكنولوجيا. وأشار إلى أن المنطقة تمثل منصة مثالية لانطلاق توسع الشركة العالمي، حيث تتمتع ببنية تحتية قوية واستراتيجيات طموحة في مجالات النقل والتقنيات الحديثة، مما يجعلها شريكًا ملائمًا لتحقيق خطط الشركة المستقبلية.

شراكات استراتيجية في الشرق الأوسط

تتعاون "أريدج" مع الهيئات الإقليمية للطيران، مثل الهيئة العامة للطيران المدني لدول مجلس التعاون الخليجي (GCAA) والهيئة العامة للطيران المدني في دبي (DCAA)، لضمان الامتثال لمعايير السلامة والحصول على التراخيص اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على تطوير شراكات استراتيجية مع مؤسسات الطيران المختلفة لتعزيز الابتكار في القطاع وتحقيق أعلى مستويات الجودة في خدماتها. كما تنظم تدريبات ميدانية وورش عمل لتطوير مهارات العاملين وضمان تطبيق أحدث تقنيات السلامة والإدارة وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة. وقد تلقت الشركة طلبات شراء ضخمة من شركات رائدة في منطقة الخليج، تشمل:

• مجموعة علي وأولاده في الإمارات العربية المتحدة.
• مجموعة المانع في قطر.
• مجموعة الساير في الكويت.

تأتي هذه الطلبات رغبة في الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة التي تقدمها الشركة في مجال السيارات الطائرة، حيث تسعى الشركات والأفراد على حد سواء إلى استكشاف إمكانيات جديدة لحل مشاكل المرور وتوفير وسائل نقل أكثر سرعة وكفاءة وابتكاراً. وتعكس هذه الطلبات اهتماماً متزايداً بالحلول المستدامة والتكنولوجيات المستقبلية التي يمكن أن تحدث ثورة في أنظمة النقل العالمي، مما يجعل السيارات الطائرة خياراً جذاباً لمواجهة تحديات التنقل في المدن الكبرى وتحسين تجربة السفر بشكل عام.

حاملة الطائرات البرية: ابتكار مستقبلي

أبرز ابتكارات شركة "أريدج" هي حاملة الطائرات البرية، سيارة طائرة معيارية تجمع بين وظائف المركبة البرية والطائرة الكهربائية. تتميز هذه السيارة بتصميم مبتكر ومزيج تكنولوجي متقدم يهدف إلى توفير حلول مواصلات متعددة الاستخدامات وعصرية. مزودة بوحدة طيران قابلة للفصل، يمكن لهذه السيارة الانتقال بسهولة بين القيادة الأرضية والطيران، مع ميزات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL) التي توفر مرونة وسهولة الاستخدام للمستخدمين في البيئات المختلفة. هذه الميزات تجعلها خيارًا مثاليًا للتنقل اليومي وأيضاً للاستخدام في المناطق المعقدة جغرافيًا.

تعمل السيارة بوضعين، الآلي واليدوي، لتوفير تجربة قيادة مريحة وملائمة للمستخدمين المختلفين. الوضع الآلي يتيح القيادة ذاتية التحكم والاستخدام البسيط من خلال واجهة عرض ذكية تقوم بالإقلاع والهبوط بضغطة زر واحدة، وهو ما يناسب المستخدمين الباحثين عن سهولة في التنقل. بينما يوفر الوضع اليدوي أكثر تحكمًا ودقة عبر نظام عصا تشغيل واحدة، مما يمنح السائقين تجربة ملهمة لتحقيق التوازن بين التكنولوجيا والقيادة اليدوية.

في الصين، يبلغ سعر الطراز أقل من مليوني يوان صيني (حوالي 1.03 مليون درهم إماراتي)، مما يوفر قيمة تنافسية مقارنة بخيارات النقل المتقدمة الأخرى. إلا أنه بالرغم من الكشف عن هذا السعر المحلي، لا تزال الأسعار الدولية غير معلنة، مما يثير الاهتمام بشأن التكاليف في الأسواق العالمية وإمكانية الوصول إليها خارج الصين.

قدرات الإنتاج والنماذج المستقبلية

أسست "أريدج" مصنعًا جديدًا في قوانغتشو يعتبر الأول من نوعه لإنتاج السيارات الطائرة الذكية على المستوى العالمي. يمتلك المصنع القدرة على إنتاج 10,000 وحدة سنويًا، مع ضمان سرعة إنتاج مركبة جديدة كل 30 دقيقة عند العمل بكامل طاقته. من المتوقع أن يبدأ الإنتاج بكامل طاقته في عام 2026، يعقبه تسليم الطرازات مباشرة للعملاء.

عمل فريق البحث والتطوير المكون من أكثر من 1200 مهندس على تصميم وتطوير سبعة أجيال من السيارات الطائرة. استثمرت الشركة أكثر من 600 مليون دولار أمريكي في هذا المشروع ونجحت في تسجيل 965 براءة اختراع عالمية. يتضمن خط الإنتاج أيضًا طائرة "A868"، والتي تتميز بمحرك هايبرد وتقنيات متقدمة مثل المراوح القابلة للتعديل. هذا النموذج يوفر نطاقًا كهربائيًا يزيد عن 500 كيلومتر وسرعة قصوى تزيد عن 360 كيلومترًا في الساعة. السيارة الطائرة تستهدف الاستخدام الشخصي والتجاري على حد سواء.

الشرق الأوسط في طليعة تبني تقنيات السيارات الطائرة

أظهرت دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها الإمارات العربية المتحدة، اهتمامًا كبيرًا بتكنولوجيا المركبات الطائرة الكهربائية (eVTOL) كجزء من استراتيجيات النقل المستقبلية. مع توقع دخول شركات مثل "آرتشر" و"جوبي للطيران" سوق التاكسي الجوي بحلول عام 2026 في أبوظبي ودبي، يبدو واضحًا أن المنطقة تتحول إلى مركز عالمي للابتكار في هذا المجال.

وقد عبّر "مايكل تشاو دو" عن طموح الشركة في جعل السيارات الطائرة في متناول الجميع، مؤكدًا أن التكنولوجيا المتطورة ونمو شبكات التوريد سيساهمان في تخفيض التكاليف بشكل تدريجي، مما يتيح للجميع الاستفادة من هذه التقنية المستقبلية.