ازدهار سوق السيارات المستعملة بسبب أزمة الرقائق

  • تاريخ النشر: الجمعة، 18 يونيو 2021
ازدهار سوق السيارات المستعملة بسبب أزمة الرقائق

مع استمرار أزمة نقص الرقائق التكنولوجية الصغيرة أشباه الموصلات، ارتفع الطلب بشدة على أسواق السيارات المستعملة، خاصة بعد حالة الغضب التي طالت العملاء بسبب تأخر استلام سيارتهم الجديدة لنفس السبب.

وكشفت العديد من التقارير عن ازدهار سوق السيارات المستعملة بسبب أزمة الرقائق أشباه الموصلات في عدة أسواق عالمية.

السيارات المستعملة تفتح أبوابها للعملاء

كشفت التقارير أن أسواق السيارات المستعملة في كند والولايات المتحدة ازدهرت خلال الفترة الماضية بسبب أزمة الرقائق، وليس على صعيد الشراء والبيع فقط، بل على صعيد الاستيراد وبكميات كبيرة من المركبات.

حيث تشير التقارير أن سوق السيارات المستعملة في كندا قام بتصدير حوالي 309505 مركبة من فئات مختلفة إلى أسواق السيارات المستعملة في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي 2020.

وفي الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري 2021 قامت كندا بتصدير حوالي 151952 ألف مركبة من فئات مختلف للسوق الأمريكي أيضًا.

نقص مخزون السيارات في الشركات يثير غضب العملاء

تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.

حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاذ.

فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.

فورد ليست وحيدة.. جميع الشركات متضررة

والأمر لا يقتصر على شركة فورد الأمريكية فقط، جميع شركات صناعة السيارات تضررت وتستعد للدخول في هذه الأزمة، وشاهدنا منذ أيام عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم تيسلا وهو يكشف عن ارتفاع سعر بعض طرازاتها موديل العام الجاري 2021، وجاء الرد سريعًا من العملاء ومن المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.

حيث ارتفع طراز تيسلا موديل 3 بحوالي 2000 دولار أمريكي لتصبح بسعر 39.990 ألف دولار، وطراز تيسلا موديل واي بحوالي 5000 آلاف دولار ليصبح سعرها 51.990 ألف دولار.

وعندما سئل أحد متابعي إيلون ماسك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن سبب ارتفاع أسعار بعض طرازات تيسلا، أجاب المدير التنفيذي للشركة بوضوح.

وأوضح من خلال تغريدته ردًا على المتابع "الأسعار ارتفعت بسبب الضغوط الحالية في التوريدات والمواد الخام المصنعة للسيارات" في إشارة منه لأزمة الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات.

وأكد إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تيسلا أن أسعار الطرازات سواء الجديدة أو المستعملة ارتفعت في جميع مجالات صناعة السيارات.

رقائق إلكترونية صغير تعصف بعالم السيارات

في الوقت الذي ينتظر فيه الاقتصاد العالمي أن يتنفس بارتياحية من جديد بعد ظهور بعض لقاحات فيروس كورونا والأمل في عودة الحياة بشكل طبيعي، جاء هذا التقرير الذي يتنبأ بارتفاع هائل في أسعار السيارات حول العالم بسبب قطعة صغير تستخدم في صناعة السيارات.

كشفت تقارير عالمية متخصصة أن هناك رقائق إلكترونية صغيرة انخفضت نسبة استيرادها وتصديرها بين دول العالم وستسبب في مشاكل كبيرة.

هذه الشرائح الإلكترونية الصغيرة هامة للغاية في عالم صناعة السيارات، بالرغم من أن سعرها لا يتجاوز دولار أمريكي واحد، إلا أن الاعتمادية الكبيرة ودخولها في صناعة مختلف الطرازات جعل لها أهمية كبرى وخلقت مشكلة هائلة لشركات السيارات.

فيكفي القول عزيزي القارئ أن صناعة السيارات عالميًا تأثرت بانخفاض صناعة، استيراد وتصدير هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة لدرجة الانخفاض في الصناعة بحوالي 1.3 مليون دولار أمريكي خلال الربع الأول من العام الجاري فقط.

كما كشف التقرير أن حتى الآن نالت هذه الشريحة من شركات صناعة السيارات بخسائر هائلة، وصلت إلى 61 مليار دولار أمريكي، وبدأ نزيف الخسائر في ديسمبر الماضي 2020، حينما كشفت بعض الشركات المتخصصة في صناعة السيارات أن عملية الإنتاج توقفت بسبب نقص في المكونات الأساسية.

وتراجعت بالفعل عمليات صناعة السيارات بنسبة وصلت إلى 3%، أي حوالي 620 ألف سيارة في مطلع العام الجاري 2021 فقط.

لكن لماذا ارتفعت أسعار السيارات بسبب هذه الشريحة؟

كما ذكرنا عزيزي القارئ هذه الشريحة الصغيرة يصل سعرها إلى 1 دولار أمريكي فقط، ومع اختفائها بهذه الطريقة من الأسواق العالمية ووجود كميات قليلة للغاية توقع الخبراء ارتفاع أسعار الشريحة الواحدة منها، لنرى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والموديلات القادمة، وهو ما حدث بالفعل.

حيث أكدت شركة "ديل ويت" المتخصصة في صناعة هذه الشرائح أن غالبية الطرازات الجديدة خاصة ذات المحركات الكهربائية صديقة البيئة تعتمد بشكل كبير على هذه الشرائح.

وأوضحت شركة "ديل ويت" أن تقريبًا كل سيارة تحتوي على رقائق إلكترونية بقيمة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحوالي 312 دولار فقط في عام 2013، ولكن ليست السيارات فقط التي ستتأثر!

جنرال موتورز تتحدى أزمة الرقائق

مع بداية تراجع أزمة الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات نسبيًا، والتي تستخدم باعتمادية كبيرة في عالم صناعة السيارات، أعلن عملاق صناعة السيارات جنرال موتورز عن رفع نسب إنتاج مختلف الطرازات الفترة القادمة لتعويض الخسائر الهائلة خلال الفترة الماضية.

وأكدت المجموعة الرائدة في صناعة السيارات جنرال موتورز أنها ستقوم برفع معدل إنتاج شاحنات البيك أب التي تشتهر بها خلال الفترة القادمة إلى حوالي 1000 شاحنة بيك أب جديدة شهريًا.

وأكد أن هذه الزيادة ستبدأ رسميًا في مصنع جنرال موتورز في ولاية ميشيغان الأمريكية في شهر يوليو القادم بالرغم من استمرار أزمة الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات.

جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية

كشف التقرير أن هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.

وفي نفس السياق، كشفت الشركة التكنولوجية الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.