في مستقبل مليء بالسيارات الكهربائية قد يتخلف الراديو عن الركب

منذ ما يقرب من 100 عام، كان السائقون يستمعون إلى راديو AM، وهي مؤسسة أمريكية تعج بالأخبار وحركة المرور والطقس والرياضة ومجموعة متنوعة من البرامج الأخرى.

لكن يمكن أن يختفي هذا العنصر الأساسي في لوحة القيادة؛ حيث تبدأ السيارات الكهربائية في الاستيلاء على مزيد من السوق الأمريكية.

أدى عدد متزايد من الطرز الكهربائية إلى إسقاط راديو AM فيما تسميه محطات البث تحولاً مقلقاً قد يتسبب في مشاكل للمحطات، ويحرم السائقون من مصدر مهم للأخبار في حالات الطوارئ.

صعوبة تواجد الراديو في السيارات الكهربائية

يقول صانعو السيارات إن السيارات الكهربائية تولد تداخلاً كهرومغناطيسياً أكثر من السيارات التي تعمل بالغاز، ما قد يعطل استقبال إشارات AM ويسبب ضوضاءً ثابتة وطنينًا عالي التردد، إشارات FM أكثر مقاومة لمثل هذا التداخل.

وقالت بي إم دبليو في بيان: "بدلاً من إحباط العملاء بسبب ضعف الاستقبال والضوضاء، تم اتخاذ قرار بالتخلي عن السيارات التي تتميز بتقنية eDrive"، في إشارة إلى النظام الذي يعمل على تشغيل سياراتها الكهربائية.

شركات السيارات تزيل الراديو

قامت تسلا وأودي وبورش وفولفو أيضاً بإزالة راديو AM من سياراتهم الكهربائية، كما فعلت فولكس فاجن من سيارات الدفع الرباعي الكهربائية، ID.4، وفقاً لشركات صناعة السيارات والرابطة الوطنية للمذيعين، قالت فورد إن 2023 F-150 Lightning، شاحنتها الكهربائية الشهيرة، ستسقط أيضاً راديو AM.

يقول بعض الخبراء، إن مشكلات الاستقبال ليست مستعصية على الحل، قال بوجا ناير، مهندس أنظمة الاتصالات في شركة تكنولوجيا الترفيه Xperi Inc.، التي تمتلك تقنية راديو HD، إنه يمكن التحكم في التداخل الكهرومغناطيسي بكابلات التدريع والمرشحات ووضع المكونات الكهربائية بعناية في السيارة.

لكن مثل هذه التغييرات تتطلب المال والجهد، وليس من الواضح ما إذا كانت شركات صناعة السيارات على استعداد لإنفاق المزيد في خدمة عشاق راديو AM، وأشار موقع "درايف"، وهو موقع إخباري للسيارات نشر عن هذا الاتجاه، إلى أن راديو AM قد فقد شعبيته في أوروبا، لذلك قد لا ترى شركات صناعة السيارات هناك حاجة أقل للاحتفاظ بها.

فقدان التواصل مع المستمعين

إذا أسقط المزيد من السيارات الكهربائية راديو AM، يقول بعض المذيعين إنهم قد يفقدون الاتصال بمستمعيهم الأساسيين.

يستمع حوالي 47 مليون أمريكي إلى راديو AM، يمثلون حوالي 20% من الجمهور الذي يستمع إلى الراديو، وفقاً لشركة نيسلن، وهي شركة تتبع وسائل الإعلام، يميل مستمعو AM إلى أن يكونوا أكبر سناً من مستمعي الراديو الآخرين حوالي ثلثهم فوق 65، وقد زاد مقدار الوقت الذي يقضونه في الاستماع إلى AM بشكل طفيف خلال السنوات الخمس الماضية، إلى ما يزيد قليلاً عن ساعتين في اليوم، حسبما أفاد نيلسن.

على الرغم من أن بعض محطات AM بها مترجمون يرسلون بثاً مكرراً عبر موجات الهواء FM، فإن إشارات AM تسافر لمسافات أبعد وتصل إلى مزيد من الأشخاص، يمكن أن تكون محطات AM أيضاً أقل تكلفة من تشغيل محطات FM، ما يسمح للبعض بتقديم برامج موجهة نحو مجتمعات دينية أو ثقافية أو مجتمعات أخرى.

سيناتور أمريكي يطلب بقاء الراديو

في رسالة إلى 20 شركة لصناعة السيارات نُشرت في الأول من ديسمبر، طلب السناتور إدوارد ج، ماركي، الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، إبقاء راديو AM في السيارات الكهربائية، واصفاً ذلك بأنه قضية تتعلق بالسلامة العامة.

كتب السيد ماركي "على الرغم من الابتكارات مثل الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال راديو البث AM / FM هو آلية الاتصال الأكثر موثوقية وخالية من التكلفة ويمكن الوصول إليها للمسؤولين الحكوميين للتواصل مع الجمهور في أوقات الطوارئ"، ونتيجة لذلك، فإن أي إيقاف تدريجي لبث راديو AM يمكن أن يشكل مشكلة اتصال كبيرة أثناء حالات الطوارئ".

يقول عديد من مذيعي AM، إن التقارير الإخبارية لمحطاتهم هي أسرع طريقة للسائقين لمعرفة المزيد عن الأعاصير والفيضانات المفاجئة وغيرها من الأحوال الجوية القاسية، قالت ديان نيومان، مديرة العمليات والعلامة التجارية في WWL في نيو أورلينز، إنه خلال إعصار كاترينا والكوارث الطبيعية الأخرى، حملت المحطة معلومات حيوية حول جهود الإنقاذ والتعافي.